ديبورا بيركس
ديبورا بيركسأرشيفية - رويترز

بعد تصريحاتها عن "كوفيد".. انتقادات تطال المستشارة الطبية السابقة لترامب

واجهت المستشارة الطبية السابقة لإدارة ترامب، الدكتورة ديبورا بيركس، انتقادات كبيرة من المجتمع العلمي بسبب تصريحاتها الأخيرة التي قارنت فيها بين مرض كوفيد الطويل الأمد وفيروس نقص المناعة البشرية. 

ونقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في تقرير لها السبت، عن بيركس قولها في مقابلة حديثة مع قناة "News Nation"، أن كلا المرضين يشتركان في طبيعتهما الخالية من الأعراض وتأثيرهما المحتمل على المدى الطويل على جهاز المناعة.

وأثار حديث بيركس التي شغلت منصب منسقة استجابة لقوة عمل البيت الأبيض لفيروس كورونا من عام 2020 إلى عام 2021، حالة من الجدل، حيث أعرب الخبراء عن مخاوفهم بشأن دقة مقارنتها وآثارها.

وبالنظر إلى تفاصيل هذه المقارنة، أكدت الدكتورة بيركس أن كوفيد، كما هو الحال مع فيروس نقص المناعة البشرية، يمكن أن يضر بهدوء أجهزة المناعة لدى الأفراد، حتى في الحالات التي لا تظهر فيها الأعراض.

وشددت على ضرورة الاعتراف بالأضرار غير المرئية التي يسببها فيروس كورونا الخفيف والمعتدل، وقارنت ذلك بتدمير فيروس نقص المناعة البشرية للجهاز المناعي، كما أعربت عن أملها في ألا يتمكن الأفراد المصابون بكوفيد طويل الأمد من البقاء على قيد الحياة فحسب، بل أن يعمروا أيضًا، وقارنت ذلك بالتقدم المحرز في السيطرة على فيروس نقص المناعة البشرية.

أخبار ذات صلة
تقرير يكشف الفرق بين أعراض كوفيد والإنفلونزا ونزلة البرد

"علم سيء"

لكن أستاذ الطب في جامعة ستانفورد جاي بهاتاشاريا، وفق "ديلي ميل"، انتقد مقارنتها ووصفها بأنها "علم سيء" واعتبرها غير مسؤولة، مشددا في الوقت ذاته على أن الأدلة العلمية لا تدعم مساواة كوفيد الطويل الأمد بالعواقب طويلة المدى لفيروس نقص المناعة البشرية.

ووأشارت الصحيفة إلى أنه وبحسب الخبراء، يختلف فيروس نقص المناعة البشرية، المصنف ضمن جنس "Lentivirus" الذي يمكن أن يسبب أمراضاً مزمنة للبشر، بشكل كبير عن فيروس كوفيد، الذي ينتمي إلى جنس الفيروسات التاجية بيتا، وبالتالي، فإن مقارنة الدكتورة بيركس تخاطر بالتقليل من خطورة فيروس نقص المناعة البشرية والمبالغة في تأثير كوفيد الطويل.

إضافة إلى ذلك، أكد الخبراء أن ترك فيروس نقص المناعة البشرية دون علاج يمكن أن يتطور إلى مرض الإيدز، مع متوسط فترة البقاء على قيد الحياة لحوالي ثلاث سنوات، ومنذ ظهور الوباء في عام 1981، توفي ما يقرب من 36.3 مليون شخص بسبب أمراض مرتبطة بالإيدز.

في المقابل، تقول الصحيفة نقلا عن الخبراء: "يظهر كوفيد الطويل كحالة طبية فريدة بعد الإصابة الأولية بفيروس كورونا، ويحمل تحديات صحية صعبة ومعقدة. ويتميز فيروس كوفيد الطويل باستمرار الأعراض أو ظهورها بعد ثلاثة أشهر من الإصابة الأولية، وتستمر لمدة شهرين على الأقل دون أي تفسيرات بديلة. وتشمل الأعراض الألم المزمن وضباب الدماغ وضيق التنفس وألم الصدر والتعب الشديد. وقد تساهم العناصر الفيروسية العالقة في الجسم في ظهور الأعراض لفترة طويلة".

ولفتت إلى أن الدراسات الحديثة التي أجراها باحثون في جامعة كاليفورنيا، تدعم النظرية القائلة بأن بقايا فيروس كوفيد قد تؤدي إلى مشاكل طويلة المدى. إذ حللت الدراسات 43 شخصًا أصيبوا بكوفيد في عام 2020، وميزت بين أولئك الذين تعافوا تمامًا وأولئك الذين تركوا أعراضًا مستمرة. وسلطت النتائج الضوء على الاضطرابات في تنسيق الخلايا التائية والالتهابات المزمنة لدى المشاركين الذين يعانون من أعراض مستمرة، على غرار الظواهر التي لوحظت في دراسات فيروس نقص المناعة البشرية.

واختتمت ديلي ميل" تقريرها بالقول: "بينما يتنقل المجتمع العلمي في تعقيدات كوفيد الطويل، فإن الجدل الدائر حول مقارنة الدكتورة بيركس، يؤكد أهمية التواصل العلمي الدقيق والمسؤول".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com