من منّا لا يحب الاستلقاء وعدم ممارسة الرياضة، ومن منّا لا يحب تناول الطعام دون قلق من السمنة والأمراض، لكن في المعركة العالمية المستمرة ضد السرطان، يسلط خبير جراحة الأورام، الدكتور أنيل هيرور، الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه خيارات نمط الحياة في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان.
وفي مقابلة حصرية مع Zee News English، أكد الدكتور هيرور على الحاجة إلى الوعي العام فيما يتعلق بهذه التعديلات في نمط الحياة، إذ إن السرطان يتطلب اتباع نهج متعدد الأوجه.
وبحسب هيرور، يعد تثقيف الجمهور حول التشخيص المبكر والعلامات والأعراض لهذا المرض الذي يؤثر على الملايين في جميع أنحاء العالم أمرا بالغ الأهمية، ولكن من المهم بنفس القدر نشر المعرفة حول تغييرات نمط الحياة التي يمكن أن تمنع السرطان وتساهم في خفض معدلات الوفيات بشكل كبير.
تغيير نمط الحياة
واستشهد الدكتور بدراسة مستقلة حددت عوامل الخطر التي يمكن تجنبها للوقاية من المرض، حيث تلعب معالجة الإدمان واتخاذ خيارات نمط الحياة المستنيرة دورًا حاسمًا في التخفيف من هذه المخاطر. وتشمل العوامل البارزة الامتناع عن التدخين، وتجنب الأشعة فوق البنفسجية الضارة، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، واتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات.
ويشير الدكتور هيرور إلى أن تاريخ العائلة يؤثر على خطر الإصابة بالسرطان، ولكن تغييرات نمط الحياة يمكن أن تحد من ذلك، منها استهلاك الكحول الذي يساهم بشكل كبير في الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، مؤثرا على أعضاء مثل الكبد والبنكرياس والجهاز الهضمي.
عادات رائعة.. ولكن
ويضيف الدكتور: “على الرغم من العوامل الخارجة عن سيطرتنا، فإن نسبة كبيرة من حالات السرطان ترتبط بخيارات نمط الحياة، إذ إن العادات التي غالبًا ما يُنظر إليها على أنها عادات ”رائعة"، قد يكون لها عواقب طويلة المدى، هنا يصبح التأكيد على ممارسة التمارين الرياضية اليومية والحفاظ على نظام غذائي صحي أمرًا بالغ الأهمية في السعي لتحقيق حياة خالية من السرطان“.
كما يشير طبيب الأورام إلى أن السمنة تشكل عامل خطر للإصابة بـ 13 نوعا مختلفا من السرطان، مؤكدا أهمية الحفاظ على وزن صحي، إذ إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لا تمنع زيادة الوزن فحسب، بل تقلل أيضًا من مستويات الأنسولين؛ مما يمنع نمو الخلايا السرطانية. كما أن اتباع نظام غذائي متوازن غني بالمواد المغذية من الفواكه والخضروات، يزيد من تحصين الجسم ضد مخاطر الإصابة بالسرطان.
ويضيف الدكتور هيرور: "إن التخلص من الدهون غير الصحية، والدهون المشبعة، وتقليل تناول اللحوم الحمراء هي اعتبارات غذائية أساسية"، مسلطًا الضوء على تصنيف منظمة الصحة العالمية اللحوم المصنعة باعتبارها مواد مسرطنة من المجموعة الأولى.
وبهذا، تؤكد رؤى الدكتور هيرور على الدور الحاسم الذي يلعبه الأفراد في تحمل مسؤولية صحتهم واتخاذ خيارات مستنيرة للتخفيف من مخاطر الإصابة بالسرطان.