مشاكل صحية قد تواجه مشجعي كأس العالم.. ما طرق علاجها؟

يغلب على مباريات كرة القدم في كأس العالم الندية والإثارة، والتغيرات الدراماتيكية غير المتوقعة؛ ما يضع المشجعين تحت ضغط نفسي وتوتر وقلق يزيد عن حَدّه في بعض الحالات، ويضر بالصحة العامة للجسم.

وتشير الدراسات الحديثة إلى أن هذا الضغط النفسي قد يقدح زناد بعض الأمراض المُستبطنة، بينما تشير دراسات أخرى إلى أنّ هذا الكلام مبالغٌ به.

افتتاح عيادة "متلازمة كأس العالم"

افتتح مستشفى "ميتشو" بمقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين حديثًا عيادة خاصة لمرضى "متلازمة كأس العالم"، واستقبلت أكثر من 60 مريضًا في يومين فقط.

وشهدت العيادة ذروة في عدد المرضى بعد خسارة الأرجنتين المفاجئة أمام السعودية الثلاثاء الفائت.

وتشير "متلازمة كأس العالم" إلى زيادة مفاجئة في أمراض الجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية والدماغية والجهاز التنفسي، التي يُصاب بها بعض المشجعين الذين يقضون وقتًا طويلًا في مشاهدة المباريات خلال كأس العالم.

وقال تشانغ يان تشونغ، أخصائي العلاج بالأعشاب في مستشفى "ميتشو" للطب الصيني التقليدي، لصحيفة "الشعب" اليومية في مقابلة يوم الأربعاء الفائت إن "غالبية المرضى الذين يأتون إلى العيادة هم من المشجعين الذكور، ويعانون من الأرق، واضطرابات في الأعضاء الداخلية، والقلق والتهيج وأعراض أخرى بسبب السهر المتأخر وتقلبات المزاج الناجمة عن الأحداث الدراماتيكية المرافقة لمباريات كأس العالم".

وأضاف الطبيب تشانغ أن "الأطباء المعالجين في عيادة "متلازمة كأس العالم" جميعهم أعضاء في فريق كرة القدم بالمستشفى، وبالتالي فهم أكثر قدرة على التعاطف مع مشاعر الجماهير".

ويهدف افتتاح عيادة "متلازمة كأس العالم" إلى لفت الانتباه إلى المشاكل الصحية للإفراط في السهر وتقلبات المزاج العنيفة التي ترافق كرة القدم، وهو ما يتماشى أيضًا مع مفهوم الطب الصيني حول "علاج المرض قبل ظهوره".

المشجعون وأمراض القلب

وقال الدكتور ويليام زغبي، رئيس قسم أمراض القلب في مستشفى "هيوستن ميثوديست": "خلال اللعبة، يحصل الكثير من الإثارة والترقب والخوف من المجهول؛ ما يرفع من معدل ضربات القلب وضغط الدم، لكنها استجابة طبيعية تمامًا".

وتجعل زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم القلب يعمل بجهد أكبر، ما يعني أنّ مرضى القلب أو الشريان التاجي، قد يشعرون بأعراض مزعجة أكثر عندما يكونون متحمسين أو متوترين حيال حدث رياضي.

وأوضح الدكتور زغبي في حديثه الذي نُشر أخيرًا على الموقع الإلكتروني لمستشفى "هيوستن ميثوديست": "قد يعاني المشجعون من بعض الانزعاج الخفيف في الصدر أو ضيق التنفس، لكن ليس بالضرورة أن يكون خطيرًا".

ولكن في بعض الحالات النادرة، قد تشكل الأحداث الرياضية المثيرة خطورة إذا كان الشخص يعاني من حالة خطيرة تسمى "اعتلال عضلة القلب الناتج عن الإجهاد"، خاصةً إذا كان لا يعرف أنه مصاب بها.

وحذَّر الدكتور الزغبي من أنّ "هذا نادر للغاية وعادة ما يتعافون، ولكن عندما يصبح المشجعون متحمسين جدًّا أو متوترين، قد تحدث أشياء سيئة للقلب".

وأخيرًا أوصى الدكتور الزغبي، سواء كان المشجع بصحة جيدة أو يعاني من مرض قلبي، بتجنب السلوكيات الأخرى التي تزيد من معدل ضربات القلب، ويمكن الوقاية منها، وأهمها شرب الكحول.

مونديال بدون تبغ

لا يزال التبغ أحد أكبر تهديدات الصحة العامة التي يواجهها العالم على الإطلاق، حيث يقتل 7 ملايين شخص سنويًّا من الاستخدام المباشر للتبغ، و1.2 مليون آخرين من آثار الدخان غير المباشر، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وفي هذا السياق اتخذ منظمو مونديال قطر 2022 تدابير حقيقية بهدف ضمان تمتع الجماهير بالمباراة دون التعرض للدخان غير المباشر.

وقالت الدكتورة خلود عتيق المطوع، رئيسة قسم الأمراض غير السارية في وزارة الصحة العامة القطرية: "وُضعت إجراءات مكافحة التبغ داخل الملاعب وخارجها، خاصة في الأماكن العامة، بينما سيتم فرض البيئات الخالية من التبغ في مناطق المشجعين بصرامة".

وقال فيناياك براساد، المستشار الفني لمنظمة الصحة العالمية لشؤون مكافحة التبغ "يشكل حظر استخدام وبيع وترويج منتجات التبغ في الأحداث الرياضية خطوة مهمة في المعركة ضد التبغ والأمراض المرتبطة به، وتقدم بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تقام في قطر عام 2022 فرصة قوية للارتقاء بجهود مكافحة التبغ العالمية إلى مستوى جديد".

ويوصي الأطباء عشاق كرة القدم باتباع سلوكيات وعادات صحية خلال فترة المونديال، وأهمها تجنب شرب الكحول والتعويض عنه بشرب كميات كافية من المياه، والاعتماد على المشروبات قليلة السكريات، وتقليل استهلاك الوجبات السريعة، والإكثار من الخضار والفواكه الملوّنة الغنية بمضادات الأكسدة، والإقلاع عن التدخين، وتجنب الجلوس المديد في أثناء مشاهدة مباريات كأس العالم، والحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.