إيطاليا.. شهادات عن تمييز بين اللاجئين والمواطنين في الرعاية الصحية
FILIPPO MONTEFORTE

إيطاليا.. شهادات عن تمييز بين اللاجئين والمواطنين في الرعاية الصحية

كثيرا ما تتحدث التقارير الدورية لمنظمة الصحة العالمية عن سوء الحالة الصحية للاجئين في أوروبا، نتيجة الإهمال وتردي الأوضاع الصحية لهم.

وبين التقرير السنوي الأخير للمنظمة حول صحة اللاجئين والمهاجرين أدلة واضحة عن مواجهتهم ظروفا صحية صعبة وواقعا طبيا سيئا للغاية في أوروبا، بينما أكد الغياب التام للبيانات القابلة للمقارنة بينهم وبين السكان الأصل.

ففي إيطاليا مثلا هناك حالات من عدم المساواة بين اللاجئين والمواطنين الطليان، إضافة إلى بعض التأخير في الاستجابة في مجال الحماية بحق المهاجرين، حسب تقرير إيطالي حول الهجرة أعدته منظمات دولية.

التقرير الذي أعدته منظمة "كاريتاس" ومؤسسة "ميغرانتِس" بحث في بيانات تحليل الوفيات وأظهر تقصيرا واضحًا إزاء السكان الأجانب المقيمين في إيطاليا.

مرضى درجة ثانية

وقالت لانا لوقيا (28 عاما) وهي إيطالية من أصول سورية لـ"إرم نيوز": "كما تتفاوت الخدمات الصحية بين المشافي الحكومية والخاصة في بعض الدول، تتفاوت في إيطاليا حسب المريض، إذا كان لاجئا أو مواطنا أصليا".

وأضافت خريجة الهندسة المدنية من جامعة بافيا: "لا يجوز أن تختلف الخدمة الصحية التي تقدم للشخص مهما كان عرقه، طالما أنه يحمل الوثائق الرسمية والتأمين الصحي، لكن الواقع مخالف لذلك".

وتروي لانا، حادثة حصلت مع صديقتها عندما كانت حاملا بطفلها الأول، وكيف لاحظت اختلاف المعاملة بين صديقتها اللاجئة وبين مواطنة إيطالية.

وهنا قالت لوقيا: "خلال فترة الحمل، يجب على المرأة إجراء فحوص دورية كل شهر، إضافة إلى فحوص وعمليات تصوير بالأمواج فوق الصوتية".

وتابعت: "طلب الطبيب من صديقتي إجراء هذه الفحوص

ودفعت لانا، صديقتها لسؤال الطبيب عن سبب تقليص جلسات الفحوص الدورية، فأجابها بأن حملها مستقر وليس هناك داع للفحوص الأسبوعية، وهذا أمر غير صحيح بحسب طبيب آخر لجأت إليه لانا.

التباين تحت مجهر الأطباء

وأظهرت دراسة إيطالية أخرى أجريت على 553 طفلا أن تسوس الأسنان كان موجودًا في 77.5% من المهاجرين وفي 55.9% من الأطفال الإيطاليين.

وقال طبيب الأمراض الداخلية في مستشفى "سانتا ماريا نوفا" الإيطالي نسيم معمر "اسم مستعار" لـ"إرم نيوز": "لا يمكن إنكار مسألة التباين في جودة الخدمة بين اللاجئين والمواطنين الأصليين، وهذا يحدث أحيانا بين أبناء البلد الواحد".

وأضاف معمر (41 عاما) وهو من أصول عربية: "أيضا لا يمكن إغفال العادات الصحية واختلافها بين اللاجئين والطليان الذين يهتمون أكثر بنظامهم الغذائي وأمورهم الصحية، لكن مسألة الإهمال موجودة، وتردنا إحصائيات ودراسات تثبت ذلك".

وتشير الدراسات في المشفى بحسب الطبيب معمر إلى أن السرطان، مثلا، يتم تشخيصه في مرحلة أكثر تقدما بين السكان المهاجرين، على عكس السكان الاصليين.

وختم الطبيب: "كثيرا ما تطلب المنظمات المشافي والنظام الصحي بتعزيز الحوكمة التشاركية، وتضمين المهاجرين واللاجئين في جمع البيانات، وضمان وصول النظم الصحية للمهاجرين، لكن مسألة التباين تبقى تخيم على الأوساط الطبية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com