كيف يمكنك تجنب الإحباط؟

كيف يمكنك تجنب الإحباط؟

أن تكون لديك رؤية روحية تعني أنك تمتلك نظرة عامة وشاملة حول موقف ما أو شخص بعينه، إنها عكس الرؤية المادية المحدودة والخطية.

فحتى تفهم هاتين الرؤيتين بشكل أفضل فكر في الطريق الذي يجب أن تسلكه للوصول إلى مكان ما. تحصل على رؤية مادية لهذا الطريق عندما تجلس في سيارتك، أي أنك ترى فقط بقدر ما تراه عيناك.

لو كنت على متن طائرة هليكوبتر فستكون لديك رؤية "روحية" لهذا الطريق حيث يمكنك رؤيته ككل. وستعرف على الفور ما إذا كان هناك ازدحام بسبب حادث أو أعمال بناء. وسيتيح لك هذا تحديد أفضل طريق يمكنك أنتسلكه بسرعة.

فلنأخذ الآن مثالا على الوضع الذي يؤثر على العلاقات الإنسانية. افترض أن شخصًا ما تهتم أنت لأمره لكنه يبدو غير مكترث بك بشكل متزايد. هذا الشخص أقل حنانًا معك، ولا ينصت إليك إلا قليلا، وما إلى ذلك. إذا كانت رؤيتك مادية للموقف فستولي اهتمامًا خاصًا لما تشعر به، أي خوفك من أن يكون هذا الشخص لا يحبك كثيرًا، الخوف من أن تجد نفسك وحيدًا، الخوف من أن تكون سبب المشكلة. وقد تقرر أيضًا أن تتخذ معه نفس موقفه، وأن تبدي بعض الملاحظات عليه، معتقدًا أنه بهذه الطريقة سيدرك أن في الأمر شيئًا على غير ما يرام. وبالتالي فأنت لا توظف الوقت الكافي لإجراء محادثة جيدة معه ومشاركته مشاعرك. فأنت عندما تتحدث إليه فذاك على الخصوص حتى تشعره بأنك تتألم بسبب تصرفه هو معك.

الرؤية الروحية، وففُا للتقرير الذي نشره موقع eveilhomme يوم السبت، تأخذ بعين الاعتبار الوضع برمته، أي ما يمكن أن يحدث داخل الشخص الآخر، والبيئة، وما حدث في حياتنا على المستوى الشخصي والمهني. إنه امتلاكك لرؤية شاملة بدلاً من التركيز على ما تؤمن به فقط بناء على ما تفترضه، وعلى ما تعيشه.

هناك ثلاث طرق فعالة للغاية لتطوير رؤيتك الروحية. الموقف الأول هو أن تتحمل المسؤولية، وأن تسأل نفسك ما هو الشيء الذي يجذب سلوكًا ما من قبل شخص بعينه. للعثور على إجابة سريعة اسأل نفسك بماذا تحكم أنت على هذا الشخص. إذا كانت إجابتك هي أنه غير مبال أو منطو على نفسه، أو أناني فاسأل نفسك في أي وقت يمكن لهذا الشخص أن يحكم عليك بأنك مثله. من خلال التصرف على هذا النحو فأنت تقبل حقيقة أنك أنت من يخلق حياتك، وأن كل ما تجذبه إليك هو انعكاس لِما هو موجود بالفعل في داخلك. الغرض من هذا التمرين ليس جعلك تشعر بالذنب، ولكن جعلك تكتشف شيئًا في نفسك لا تريد الاعتراف به أو قبوله.

فور تخطي هذه الخطوة سيكون من الأسهل بالنسبة لك أن تمارس الطريقة الثانية، وهي أن ترى دوافع الآخر. لذلك، عندما تكتشف وضعًا أصدر فيه الآخر حكمًا عليك بناءً على حكمك أنت على هذا الآخر خذ الوقت الكافي لمعرفة ماذا كانت نيتك في ذلك الوقت بالذات. فالأرجح أنها لم تكن نية سيئة. تذكر أن ما نحصل عليه من الآخرين يتأثر دائمًا بنوايانا نحوهم. نحن لا نحصد دائمًا نفس الفعل من الآخر، لكن تظل النية دائمًا هيَ هيَ نفسها. هنا يكمن أحد القوانين الروحية. بالإضافة إلى ذلك من المهم أن نرى ما الذي حرّك الفعل، أي ما الذي سبق هذا النوع من المواقف.

سيقودك هذا المسار إلى الطريق الثالث، يعني التواصل الحقيقي، أي  التواصل الذي يتم بالقبول وليس بالاتهام. أثناء التحدث مع الشخص الآخر اشرح له ما تمر به والإجابات التي حصلت عليها من خلال تطبيق الوسيلتين المذكورتين سابقًا.  على هذا النحو ستعرف متى أصدر حكمه عليك بذات الطريقة، وتعرف المزيد عن نواياه عندما يكون أقل اهتمامًا ومبالاة تجاهك. يمكن التأكيد أنه إذا لم تكن هناك أي اتهامات منك فسيكون من السهل جدًا عليه الانفتاح والتحدث عما يمر به. بالإضافة إلى ذلك سيسمح لك ذلك باكتشاف العديد من الأشياء الجديدة عن هذا الشخص الذي كنت تعتقد أنك تعرفه جيدًا.

ويصف العلماء هذه الرؤية بـ "الروحية" وفقًا للتقرير لأنها تسمح لك بالقبول، وهي الطريقة المثلى للعيش في حب نفسك والآخرين. تسمح لك هذه الرؤية بقبول حدودك ومخاوفك وكذلك مخاوف الآخرين. فإن قيّدت نفسك في حدود الجانب المادي الظاهري فقط فستجلب لك هذه الحدود الإحباط وتجعلك تختبر كل أنواع الانفعالات السلبية، لأن عقلك يتولى زمام الأمور من خلال اختراع الكثير من الأشياء غير الحقيقية. تنشأ الرؤية المادية من الرأس بينما تأتي الرؤية الروحية من القلب.

لذلك عندما تتعب من المعاناة بسبب انفعالاتك تَذكر أنك نسيت أن تنظر إلى الموقف بطريقة روحية ولهذا نسيت أن تفتح أعين قلبك.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com