سلسلة دراسات: الحنين إلى الماضي يحسن الصحة النفسية

غالباً لا يحظى الحنين إلى الماضي بالاحترام الذي يستحقه، إلا أن دراسة نُشرت في Journal of Experimental Social Psychology كشفت أنه كلما كان الشخص أكثر حنيناً، شعر المرء بالمصداقية، مما يرفع رفاهيته النفسية.

وكانت دراسات سابقة قد وجدت أن التفكير بالحنين يحسن الصحة النفسية، ولكن كان السبب غير معروف.

وللإجابة عن هذا السؤال، شرع نيكولاس كيلي وزملاؤه بسلسلة من أربع دراسات، وكانت فرضيتهم هي أن الشعور بالأصالة الناتج عن الحنين يزيد من الصحة النفسية.

 وشملت الدراسة ثقافات مختلفة، حيث تم تضمين مشاركين من الولايات المتحدة والصين والمملكة المتحدة في الدراسة، وكان هناك 2423 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 18 و78 عاماً، وكان حوالي 50 ٪ من الأمريكيين، و33 ٪ من الصينيين و17 ٪ من البريطانيين.

وأكدت الدراسة الأولى من الدراسات الأربع وجود علاقة بين الحنين إلى الماضي والصحة النفسية والأصالة، حيث تم تعريف الأصالة على أنها "الشعور بأن المرء يتماشى مع الذات الحقيقية".

وأظهرت الدراسة الثانية أن الحنين إلى الماضي يزيد من المصداقية، بينما وجدت الدراسة الثالثة أن الأصالة زادت من الصحة النفسية، وخلصت الدراسة الرابعة إلى أن الأصالة زادت من الصحة النفسية عبر جميع مفاهيم الرفاهية.

وافترض الباحثون أن الرفاه النفسي يتكون من العديد من العوامل، وكانوا فضوليين لمعرفة ما إذا كانت للأصالة عواقب على بعض أو كل العوامل. وتوصلت نتائجهم إلى أن المصداقية الناجمة عن الحنين إلى الماضي أدت إلى زيادات في جميع مكونات الرفاهية النفسية المقاسة، بما فيها (العلاقات الاجتماعية، الحيوية، الكفاءة، معنى الحياة، التفاؤل والرفاهية الذاتية).

 وثبت هذا عند جميع الثقافات، حيث قدم المشاركون من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والصين نتائج مماثلة.

وتوضح هذه النتائج أن التجول في الذاكرة يحفز مشاعر الأصالة، وبالتالي يحسن الرفاهية الكاملة.

ويعتبر هذا العمل مساهمة ذات مغزى في فهمنا لفوائد الأصالة، ويقول الباحثون: "وهكذا، أظهرنا لأول مرة أن الحنين يغرس إحساساً عاماً بالازدهار النفسي.

وكانت دراسة "الحنين يمنح الرفاهية النفسية من خلال زيادة المصداقية" من تأليف نيكولاس كيلي، ويليام ديفيس، جيانينج دانج، لي ليو، تيم وايلدشوت وقسطنطين سيديكيدس.