كشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة "كوليدج لندن" (UCL)، عن وجود علاقة مثيرة للقلق بين الحوَل في مرحلة الطفولة المعروف باسم "العين الكسولة"، وتطور حالات صحية خطيرة في مرحلة البلوغ.
وبحسب الدراسة التي نشرها موقع "eurekalert"، فإن "البالغين الذين عانوا من العين الكسولة أثناء الطفولة قد يواجهون خطرًا مرتفعًا لارتفاع ضغط الدم، والسمنة، ومتلازمة التمثيل الغذائي حتى النوبات القلبية في وقت لاحق من الحياة".
وبالرغم من أن الدراسة لم تثبت وجود علاقة سببية مباشرة بين العين الكسولة والقضايا الصحية لدى البالغين، إلا أنها سلطت الضوء على ارتباط مهم.
وتضمنت الدراسة تحليلاً مكثفًا لبيانات أكثر من 126 ألف مشارك، تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عامًا، مأخوذة من مجموعة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، والذين خضعوا لفحوصات بصرية شاملة.
وخلال الدراسة، تم سؤال المشاركين عن تاريخهم في علاج العين الكسولة أثناء الطفولة، وما إذا كانوا لا يزالون يعانون من هذه الحالة في مرحلة البلوغ.
بالإضافة إلى ذلك، أبلغوا عن أي تشخيص لمرض السكري، أو ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب والأوعية الدموية الدماغية، مثل الذبحة الصدرية، أو الأزمة القلبية، أو السكتة الدماغية.
كما تم أخذ عوامل مثل مؤشر كتلة الجسم (BMI)، ومستويات السكر في الدم، ومستويات الكوليسترول، ومعدلات الوفيات في الاعتبار.
وكشفت النتائج، أن نسبة كبيرة من المشاركين الذين أبلغوا عن تعرضهم لـ "كسل العين" عندما كانوا أطفالًا، عانوا من انخفاض الرؤية في عين واحدة خلال مرحلة البلوغ.
علاوة على ذلك، أظهر هؤلاء الأفراد احتمالية أعلى بنسبة 29% للإصابة بمرض السكري، واحتمال أعلى بنسبة 25% لارتفاع ضغط الدم، واحتمال أعلى بنسبة 16% للسمنة مقارنة بنظرائهم الذين ليس لديهم تاريخ من "العين الكسولة".
الجدير بالذكر، أنه حتى المشاركون الذين حققوا رؤية 20/20 كبالغين، أظهروا زيادة في خطر الإصابة بمشاكل صحية، وإن كان ذلك أقل وضوحًا.
وشدد البروفيسور جوجنو راهي على أهمية الكشف المبكر والتدخل في حالة "العين الكسولة".
وينشأ كسل العين عادةً من تشوهات في النمو البصري، وغالبًا ما ينجم عن حالات مثل التحديق أو طول النظر.
وباعتباره اضطرابًا في النمو العصبي، فإنه يعطل الأداء المتناغم بين الدماغ والعين المصابة؛ ما يؤدي إلى ضعف الرؤية.
ونظرًا لطبيعته الخفية، يبقى العديد من الأطفال غير مدركين لأي ضعف بصري حتى يتم تشخيصه خلال اختبارات الرؤية الروتينية عند عمر أربع إلى خمس سنوات تقريبًا.
وبينما يدرس المجتمع الطبي الآثار المترتبة على هذه النتائج، تؤكد الدراسة على الأهمية الحاسمة للتدابير الاستباقية لحماية رؤية الأطفال، والتخفيف من المخاطر الصحية المحتملة على المدى الطويل.