العراق.. مخاوف من غرق شوارع بغداد إثر موجة أمطار غزيرة متوقعة
أطلقت جهات مختلفة تحذيرات من غرق شوارع العاصمة العراقية بغداد مع قرب موجة من الأمطار الغزيرة، بحسب هيئة الأنواء الجوية والراصدين الجويين.
وخلال السنوات الماضية تحرج مياه الأمطار الحكومات العراقية المتعاقبة، التي تفشل بالسيطرة عليها، ما يدفع إلى غرق غالبية شوارع العاصمة بغداد الرئيسية والفرعية، وسط اتهامات لكل هذه الحكومات بإهمال ملف الخدمات، بسبب سوء الإدارة والفساد.
ويقول عضو مجلس محافظة بغداد السابق سعد المطلبي، لـ"إرم نيوز"، إن "أهالي العاصمة بغداد أصبحوا ينزعجون كثيراً من هطول الأمطار رغم أنها أمطار خير، وذلك بسبب غرق الشوارع وتعطيل حياتهم اليومية بشكل شبه كامل، خصوصا أولئك الذين يعتمدون في أعمالهم على ما يُعرف بنظام المياومات".
وبين المطلبي أن "الحكومات العراقية أهملت طيلة السنوات الماضية الملف الخدمي في بغداد بشكل كبير، ولهذا نجد هناك انهيارا في شبكات الصرف الصحي وكذلك شبكات المجاري وحتى في محطات سحب المياه وغيرها.
وأضاف أن "الحكومة الحالية ستكون أمام اختبار كبير في الشارع العراقي عند هطول الأمطار الغزيرة خلال الأيام المقبلة"، مشيرا إلى أن "هناك من يريد استغلال الملف الخدمي والتقصير فيه من أجل شن الهجوم على الحكومة لإسقاطها أمام الشعب العراقي، ولهذا فإن الحكومة تدرك هذا الأمر، وتعمل على الاهتمام بالملف الخدمي لمنع أي استغلال سياسي له".
من جهته، قال النائب في البرلمان العراقي هادي السلامي، لـ"إرم نيوز"، إن "غرق شوارع بغداد وكثير من المحافظات مع بداية هطول الأمطار في كل فصل من الشتاء دليل على سوء الإدارة والفساد في المشاريع الخدمية، التي يصرف عليها الملايين دون وجود أي تحسن ملحوظ في الخدمات الأساسية".
وأضاف السلامي أن "غرق بغداد أمر متوقع كحال السنين الماضية، فسوء الإدارة والفساد ما زال مسيطرا على غالبية المؤسسات الخدمية وكذلك المشاريع الخدمية، في ظل وجود تلكؤ كبير في إنجاز المشاريع الاستراتيجية الخدمية، خاصة المتعلقة بشبكات الصرف الصحي، والتي تشهد إهمالا منذ سنين طويلة".
وبين أن "التظاهر الشعبي ضد سوء الخدمات والإهمال الحكومي أمر طبيعي وحق دستوري، إذ لم يشهد العراق طيلة السنين الماضية أي تطور ملحوظ في الخدمات، لكن هناك من يتخوف من هذه التظاهرات خشية استغلالها وتحويلها أداةً سياسية".
في المقابل، قال المتحدث باسم أمانة العاصمة بغداد محمد الربيعي، لـ"إرم نيوز"، إن "كوادر أمانة بغداد استنفرت بشكل مبكر من إجراءاتها لمواجهة موجات الأمطار الغزيرة المرتقبة، والتي كانت دائما تغرق بعض الشوارع بسبب كميات المياه الكبيرة التي تسقط".
وبيّن الربيعي أنه "تم اتخاذ الإجراءات اللازمة من تنظيف شبكات الصرف الصحي وأعمال الصيانة في المضخات والساحبات؛ من أجل منع تراكم مياه الأمطار، لافتا إلى أن "هناك اهتماما كبيرا ومتابعة دقيقة من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني للملف الخدمي في العاصمة بغداد".
وأضاف: "نطمئن أهالي بغداد بأن شوارع العاصمة لن تشهد حالات غرق كحال السنوات الماضية، فقد تم الاستعداد المبكر لفصل الشتاء والأمطار".
