الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

ما أثر فوز لولا برئاسة البرازيل على ملف المناخ؟

لولا سيرسل ممثلاً إلى قمة المناخ العالمية المقرر عقدها في شرم الشيخ الأحد المقبل

علق الكثير من المدافعين عن البيئة والخبراء، وحتى بعض قادة العالم، الآمال على عودة الزعيم اليساري، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إلى رئاسة البرازيل، حيث ساعد الرئيس المنتخب ذات مرة في خفض معدلات الإزالة في غابات الأمازون المطيرة، كما أنه تعهد مجدداً بفعل الأمر ذاته مرة أخرى.

وأطاح الناخبون البرازيليون، الأحد، بالرئيس المنتهية ولايته والزعيم اليميني المتطرف، جايير بولسونارو،  وقرروا إعادة الرئيس السابق، لولا، الذي جعل ملف المناخ محورياً في حملته الانتخابية.

وتأكيداً على ذلك، قال لولا لمؤيديه في خطاب النصر: "البرازيل مستعدة لاستئناف دورها القيادي في مكافحة أزمة المناخ. سنثبت مرة أخرى أنه من الممكن تكوين الثروة دون تدمير البيئة."

وفي هذا الصدد، رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن هذا التعهد مهم لأن البرازيل تحتوي على جزء كبير من غابات الأمازون المطيرة، والتي تمتص في الوقت الحالي ثاني أكسيد الكربون الذي يتسبب في ارتفاع درجة حرارة الكوكب من الغلاف الجوي وتخزنه في جذور الأشجار والفروع والتربة.

وقالت الصحيفة إنه وفقاً لأحدث التقديرات، هناك 150 إلى 200 مليار طن متري من الكربون محبوس في الغابة، محذرة من أن هذا يمكن أن يتغير إذا استمرت إزالة الغابات، مما يسمح للغابة بأن تصبح قريبًا مصدرًا صافيًا لانبعاثات الغازات الدفيئة.

تعهدات طموحة.. ومعارضة قوية

وأشارت الصحيفة إلى أن منطقة الأمازون تعتبر أيضًا واحدة من أكثر الأماكن تنوعًا بيولوجيًا في العالم على وجه الأرض، معتبرة أن حمايتها يعد أمراً أساسياً لدرء أزمة التنوع البيولوجي العالمية.

وذكرت الصحيفة أنه عندما تولى لولا منصبه لأول مرة في عام 2003، كانت معدلات إزالة الغابات أكثر من ضعف ما هي عليه اليوم، حيث أنه سن سياسات خفضتها بنسبة 80%.

في المقابل، قالت الصحيفة إنه عندما تولى بولسونارو منصبه في عام 2019، خفض تمويل وكالات حماية البيئة، وجعل الغرامات البيئية أسهل في التحايل عليها، كما أنه شجع مؤيديه على مواصلة التعدين بشكل غير قانوني.

وأضافت الصحيفة: "بدأت معدلات إزالة الغابات في الارتفاع مرة أخرى في عهد بولسونارو، وخسرت البرازيل أكثر من 12 ألف ميل مربع من غابات الأمازون من عام 2019 إلى عام 2021."

ونقلت الصحيفة عن لولا – الذي من المقرر أن يتم تنصيبه رسمياً في الأول من يناير المقبل - قوله إنه يخطط الآن لاستئناف السياسات التي قللت من فقدان الغابات، مضيفاً: "سنكافح من أجل عدم إزالة الغابات في منطقة الأمازون. البرازيل والكوكب بحاجة إلى أمازون حية."

في المقابل، قالت "نيويورك تايمز" إنه من المرجح أن يكون التحدي ضد سياسات حماية الغابات قوياً بين مؤيدي بولسونارو في كل من الكونغرس البرازيلي (أو المجلس الوطني) ومنطقة الأمازون، حيث فاز بولسونارو بتأييد أكثر من نصف الولايات التي تتكون منها الغابة.

وأوضحت الصحيفة أن بولسونارو لطالما دافع عن صناعات قطع الأشجار والتعدين والماشية. وقالت إنه على الرغم من أن هذه الصناعات مدمرة للغابات، إلا أن هذه الصناعات - التي غالبًا ما تعمل بشكل غير قانوني - توفر أيضًا بعض الفرص الاقتصادية القليلة جدًا في المنطقة.

التركيز على الجنوب العالمي

وفي هذا الشأن، قالت الصحيفة الأمريكية إن ولايتي لولا كرئيس، من 2003 إلى 2010، قد تميزتا بالجهود المبذولة لإصلاح هيئات الحوكمة العالمية، مثل مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وإبراز مكانة البلدان النامية في الشؤون العالمية.

وأضافت الصحيفة أن هناك دلائل على أن لولا يمكنه أن يجعل هذه الجهود أولوية مرة أخرى، مع التركيز بشكل خاص على قضايا المناخ.

ونقلت الصحيفة عن أدريانا عبد النور، التي تدير "منظمة بلاتفورما سيبو"، وهي منظمة بحثية في البرازيل تركز على سياسة المناخ ، قولها: "لولا قد يحشد الدول الأخرى في جنوب الكرة الأرضية للدفاع عن أن أي إصلاح للحوكمة العالمية يأخذ المناخ على محمل الجد، كما أنه مدافع قوي عن البلدان النامية."

وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل أشهر من الانتخابات، كان مستشارو لولا ينسقون بالفعل مع إندونيسيا والكونغو الديموقراطية للمساعدة في الضغط على الدول الغنية للحصول على مزيد من التمويل لحماية الغابات.

وفي أول مساهماته على المسرح الدولي، نقلت الصحيفة عن مارينا سيلفا، وزيرة البيئة البرازيلية السابقة، قولها أمس إن لولا سيرسل ممثلاً إلى قمة المناخ العالمية، المعروفة بـ"COP27"، المقرر عقدها الأحد المقبل بمدينة شرم الشيخ المصرية.

كما صرح المستشار الأول للشؤون الخارجية، سيلسو أموريم، بأن لولا خطط أيضًا لدعوة القادة الإقليميين إلى "قمة غابات الأمازون" العام المقبل، وهي خطوة اعتبرتها الصحيفة إشارة إلى خطط لولا لتعزيز "منظمة معاهدة تعاون الأمازون"، والتي يمكن أن تساعد المنطقة على تصميم استراتيجيات لحماية الغابات وجذب الاستثمار الأجنبي لمشاريع التنمية المستدامة.

وأوضحت الصحيفة: "عندما كان لولا رئيسًا، أنشأت البرازيل واحدة من أهم آليات التعاون المناخي في إدارة الغابات، وهي صندوق الأمازون. من عام 2009 إلى عام 2019، تبرعت النرويج وألمانيا بأكثر من 1.2 مليار دولار للصندوق، والذي أصبح أحد أهم آليات التمويل لوكالات حماية البيئة في البرازيل."

وقالت: "حل بولسونارو الهيئة الحاكمة للصندوق، مما جمد جميع عملياته، حتى في الوقت الذي تكافح فيه حكومته لمحاربة الجرائم البيئية."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com