انبعاثات الكربون
انبعاثات الكربون Getty Images

كيف يحد الذكاء الاصطناعي من انبعاثات الكربون؟

"87 % من قادة المناخ العالمي يدركون الدور الفعال للذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة في معالجة تغير المناخ".

في المعركة ضد تغير المناخ، يبرز الذكاء الاصطناعي كحليف قوي للجهود الدولية، ليغير مشهد إستراتيجيات الحد من آثار هذه المشكلة العالمية. ففي حين أن التوسع السريع للذكاء الاصطناعي قد يسهم في زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة بسبب متطلباته من الطاقة، إلا انه يقدم أيضًا مسارات رائدة لحلول كانت نظرية في السابق.

وبحسب موقع techopedia، تكشف دراسات أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية أن 87% من قادة المناخ العالمي يدركون الدور الفعال للذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة في معالجة تغير المناخ. بالإضافة إلى ذلك، يدعو نحو ثلثي قادة القطاع الخاص إلى دعم حكومي أقوى لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المبادرات المتعلقة بالمناخ.

أخبار ذات صلة
عنصرية الذكاء الاصطناعي تظهر في تشخيص مشكلات صحية نسائية

كيف يمكن أن يخفض الذكاء الاصطناعي من انبعاثات الكربون؟

ويسهم الذكاء الاصطناعي في عملية خفض انبعاثات الكربون من خلال عدة طرق، منها التنبؤ بالطقس وإدارته؛ إذ تعمل نماذج الذكاء الاصطناعي، التي تستخدم بيانات الأقمار الصناعية ونماذج المناخ وأنماط الطقس، على التنبؤ بالظروف القاسية والتأثيرات المناخية طويلة المدى، مثل الأعاصير أو حالات الجفاف أو الفيضانات؛ ما يمكن الحكومات والمجتمعات من الحد من تأثيرها بشكل استباقي.

وعلى سبيل المثال، نشر مشروع FloodNet في مدينة نيويورك أجهزة استشعار مفتوحة المصدر للفيضانات في المناطق المعرضة للخطر في جميع أنحاء المدينة. وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، يسهم الذكاء الاصطناعي في بوروندي وتشاد والسودان، بوضع توقعات بناءً على التغير البيئي السابق لمساعدة المجتمعات على التكيف مع تغير المناخ. وفي كينيا، يساعد تطبيق الهاتف المحمول MyAnga الرعاة الكينيين على إدارة مواشيهم والاستعداد للجفاف بناءً على بيانات من محطات الأرصاد الجوية العالمية والأقمار الصناعية.

كما يسهم الذكاء الاصطناعي في خفض انبعاثات الكربون عن طريق الأنظمة التي تعزز الشبكات الذكية لإدارة الطلب على الكهرباء والتوليد، ما يقلل من الانبعاثات الزائدة. ومن الأمثلة على ذلك شركة Equans، التي تزود الشركات بنماذج الذكاء الاصطناعي التنبؤية لتحديد أوجه القصور في الطاقة ومصادر الانبعاثات لتحسين العمليات الصناعية وأداء الطاقة.

ويمكن أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي في عدادات المنازل والمكاتب إلى تحسين إدارة الطلب، وذلك من خلال مراقبة استهلاك الطاقة وتحليل كميات كبيرة من البيانات من أنظمة التدفئة وتكييف الهواء للمساعدة في التخطيط والجدولة.

أما عن دور الذكاء الاصطناعي في الصيانة الوقائية، فيمكنه تحليل البيانات في الوقت الفعلي للتنبؤ بأعطال المعدات، ومنع التوقف عن العمل وتعزيز كفاءة الطاقة عبر قطاعات التصنيع، وبالتالي الحد من الانبعاثات.

كما تعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي على تحسين إدارة النفايات وإعادة تدويرها بسبب تحليل بيانات الصناديق وتحسين دقة الفرز في مرافق إعادة التدوير، وبالتالي تقليل الانبعاثات الناتجة عن مدافن النفايات.

ويعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين إدارة حركة المرور وطرق النقل العام والخدمات اللوجستية؛ ما يقلل الازدحام واستهلاك الوقود وانبعاثات الكربون. إذ يسمح مشروع Google Green Light لمهندسي المرور استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحسين إشارات المرور عند التقاطعات، من خلال إجراء تحديثات فعالة لتقليل عدد السيارات التي تتوقف عند الأضواء الحمراء.

ومع تفاقم الظروف الصحية القاسية بسبب تلوث الهواء في المدن، بما في ذلك أمراض القلب والجهاز التنفسي، ومضاعفات ما قبل الولادة، والسرطان، يمكن لمراقبة جودة الهواء بمساعدة الذكاء الاصطناعي التنبؤ بارتفاع مستويات التلوث، ما يتيح اتخاذ إجراءات سريعة للحد من الانبعاثات وحماية الصحة العامة.

وتقدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي متعددة الأوجه خريطة طريق واعدة في مكافحة تغير المناخ. ومع اكتساب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية المزيد من الاهتمام، فمن المتوقع أن يؤدي اعتمادها على نطاق واسع من قبل كل من الشركات والحكومات إلى رفع مستوى تحليلات البيانات، ما يدفع إلى تحقيق أهداف خفض الانبعاثات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com