مصر.. اكتشاف سلحفاة نهرية تعود لأكثر من 70 مليون سنة

اكتشف فريق بحثي مصري سلحفاة نهرية جانبية العنق يرجع عمرها لأكثر من 70 مليون سنة، في واحة الخارجة بالصحراء الغربية.

وكشف مدير مركز الحفريات الفقارية في جامعة الوادي الجديد الدكتور جبيلي عبدالمقصود أبو الخير، تفاصيل وأهمية الاكتشاف الجديد، قائلا إنه "تم بمنطقة قرن جناح في الخارجة، هو أول اكتشاف للسلاحف النهرية التي كانت موجودة بالعصر الكريتاسي (الطباشيري) في مصر".

وأشار قائد الفريق البحثي أبو الخير، لـ"إرم نيوز"، أن "تلك السلحفاة ظهرت في إفريقيا قبل 70 مليون سنة، وهي تسجل لأول مرة في هذا العمر في القارة السمراء بالكامل، وتلك هي أهمية الاكتشاف".

وأوضح "بالإضافة إلى أن المنطقة نفسها يوجد بها عدد من الاكتشافات الأخرى من بقايا الديناصورات والتماسيح، فإن البحث جار عنها للتوصل إليها بالكامل".

ونوه بأن "تلك المنطقة (قرن جناح) بالوادي الجديد، ستصبح متحفاً علمياً مفتوحاً.. وهذا الاكتشاف وغيره من الأحياء القديمة، مهم في الكشف عن الحركة التكتونية التي كانت موجودة في الأرض خلال تلك الفترة (قبل ملايين السنوات)، وتعتبر ما يحدث حالياً من هزات أرضية وآخرها في سوريا وتركيا، شيء لا يُذكر بالنسبة لما كان موجوداً في العصور القديمة، والتي كانت تؤدي إلى تشكيل بحار أو اختفائها".

وتابع: "كانت الهزات الأرضية في العصور القديمة تؤدي لتكوين قارات وانفصال وغيرها، فإفريقيا وأمريكا الجنوبية كانتا على سبيل المثال قبل نحو 90 مليون سنة، عبارة عن قارة واحدة، قبل أن ينفصلا بفعل الحركات التكتونية التي تُسهم تلك الاكتشافات في التوصل إلى تفاصيل أكثر حولها".

واستطرد: "تُعبر تلك الاكتشافات أيضاً عن التغيرات المناخية التي كانت موجودة في تلك العصور، ومعدلات درجات الحرارة، ففي الفترة التي كانت توجد فيها السلحفاة، كان هناك تقدم للبحار".

وأوضح أنه "في فترة 70 مليون سنة، كان لأول مرة يتقدم البحر المتوسط تقدماً حقيقياً على جنوب مصر، ويغطي معظم الصحراء الغربية، ما كوّن مستنقعات، ونمو نباتات، وسمح لكائنات كثيرة مثل التماسيح والسلاحف والديناصورات للعيش في تلك المنطقة".

وقال: "يُعطينا ذلك معلومات أكثر عن شكل الحياة في إفريقيا قبل 70 مليون سنة، والتي ما زالت طبيعة الحياة في تلك الفترة مبهمة؛ لذا فإن أي اكتشاف عملي مثل هذا (السلحفاة النهرية)، يزود المعرفة بشكل الحياة قديماً في القارة السمراء".

ولفت أنه "لم يكن هناك وجود للإنسان في تلك الفترات، فظهوره على الأرض كان من فترة بسيطة جداً، فأول ظهور للحياة على سطح الكوكب كانت قبل نحو 4600 مليون سنة، وفي جنوب مصر كان من 90 مليون سنة".

وبين أنه "لو كان عمر الحياة على الأرض 24 ساعة، فعمر الإنسان عندها لا يتعدى ثانيتين، ولو كان موجوداً في تلك الفترات (قبل ملايين السنوات)، ما استطاع أن يعيش حياته"، مشيراً إلى أن "الإنسان ظهر على الأرض بحسب الدراسات، على أقصى تقدير قبل مليون سنة".

ونوه بأن "هناك اكتشافات جديدة ومميزة يجري التجهيز للإعلان عنها خلال الفترة المقبلة، وهي عبارة عن زواحف بحرية عملاقة، يعود عمرها إلى أكثر من 65 مليون سنة، والاستعداد لإنشاء متحف يضم تلك الاكتشافات".