تعبيرية
تعبيريةstock.adobe.com

لحماية كوكبنا من التلوث البلاستيكي .. إليك 5 نصائح

يستخدم كل شخص في المتوسط 45 كيلوجراماً من البلاستيك سنوياً، وهذا ما يفسّر وجود العبوات البلاستيكية في كل مكان تقريباً. ومع زيادة التغيير السلوكي، يمكن لأي شخص أن يُحدث فرقاً، وأن يساعد في الحدّ من انتشار المواد البلاستيكية المضرة للبيئة وللصحة.

ولحماية كوكبنا من التلوث البلاستيكي.. إليك 5 نصائح

تعبيرية
تعبيريةstate.gov

تُلوِّث المواد البلاستيكية كوكبنا، وتخنق محيطاتنا، وتضرّ بصحة الإنسان وبالنظم البيئية الحيوية لسبل عيشنا. برنامج الأمم المتحدة للبيئة دقّ ناقوس الخطر بشأن خطورة أزمة البلاستيك العالمية، بحيث يتم إنتاج أكثر من 430 مليون طن من البلاستيك كل عام، ثلثاها يتم التخلص منها كنفايات بعد استخدام واحد فقط، بينما يدخل أحد عشر مليون طن من المواد البلاستيكية إلى محيطاتنا كل عام، بالإضافة إلى ما يقدر بـ 200 مليون طن تتدفق بالفعل عبر بيئاتنا البحرية، وفقًا لبيانات من معهد المحيطات. وبمعدل الإنتاج الحالي، سيكون عدد البلاستيك في المحيطات أكبر من عدد الأسماك بحلول منتصف القرن.

أخبار ذات صلة
كيف يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في استعادة صحة البحار والمحيطات؟

تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة

تعبيرية
تعبيريةsantacruzworks.org

للحدّ من هذه الظاهرة ومساعدة العالم على تجنّب مثل هذا المستقبل الكارثي، حَدّد تقرير لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة بعنوان "إغلاق الصنبور: كيف يمكن للعالم إنهاء التلوث البلاستيكي وإنشاء اقتصاد دائري"، الخطوط العريضة للحدّ من النفايات البلاستيكية العالمية بنسبة 80% في غضون عَقدين من الزمن.

وفيما يلي خمس معلومات يجب أن تعرفها عن البلاستيك بحسب التقرير، وكيف يمكن للجميع أن يسهم في حماية كوكبنا وحفظه للأجيال القادمة.

1.البلاستيك موجود في كل مكان:

من القطب الجنوبي إلى القطب الشمالي إلى منطقة القمامة الكبرى في المحيط الهادئ، ينتشر البلاستيك في كل مكان. ويتخذ ذلك أشكالاً متنوعة، بدءًا من شبكات الصيد الاصطناعية، وحتى العناصر ذات الاستخدام الواحد مثل زجاجات المياه وأكياس القمامة. وإذا تم جمع كل النفايات البلاستيكية الموجودة في المحيط، فإنها ستملأ 5 ملايين حاوية شحن. وبعبارة أخرى، هناك ما يكفي من البلاستيك في المحيط لتمتد مسافة 30 ألف كيلومتر إذا تم وضعها من طرف إلى طرف. وهذا يعادل رحلة من مدينة نيويورك الأمريكية إلى سيدني في أستراليا. ولأن البلاستيك غير قابل للتحلل بيولوجياً على الإطلاق، فإنه ببساطة يتفكك إلى قطع أصغر وأصغر بمرور الوقت، ما يؤدي إلى تكوين ما يعرف بالبلاستيك الدقيق أو النانوي.

2.المواد البلاستيكية تضر بصحتنا وأنظمتنا البيئية:

رغم صغر حجمها، فإن المواد البلاستيكية الدقيقة والجسيمات البلاستيكية النانوية تشكّل تهديداً كبيراً لصحة الإنسان وصحة النظم البيئية الحيوية. وتعمل هذه المواد البلاستيكية الدقيقة كإسفنجات صغيرة، وتأتي مع الكثير من المواد الكيميائية المختلفة التي يتم امتصاصها. وكل هذه الأمور تؤثر على نظامنا الصحي، ويمكن أن تسبب تغيرات في الغدد الصماء، كما تم ربط بعضها باحتمالية كونها مسرطنة. كما إنها تتسلل وتلوّث كل جزء من الكوكب، بدءًا من الأشياء اليومية مثل الملابس والغسيل، إلى الأماكن البعيدة مثل قمة جبل إيفرست أو أعماق المحيط. فعند التخلّص من البلاستيك، لا يوجد ما يسمى بمكان بعيد، لأن كل شيء يجب أن يذهب إلى مكان ما في النهاية. فالبلاستيك موجود في هاتفك، وفي بطاقتك الائتمانية، وفي ملابسك وفي كل مكان. وليس البشر وحدهم هم الذين يتأثرون سلباً. فقد ثبت أن المواد البلاستيكية تؤثر على القدرات الإنجابية لدى الحيوانات، وهو ما له آثار خطيرة ليس فقط على سلسلتنا الغذائية، ولكن أيضًا على المجتمعات التي تعتمد على تلك النظم البيئية في سبل عيشها.

أخبار ذات صلة
لأول مرة.. اكتشاف جزيئات بلاستيك دقيقة في شرايين وأوردة الإنسان
تعبيرية
تعبيريةiisd.org

 3.الابتعاد عن استخدام المواد البلاستيكية يوفر المال ويخلق فرص العمل:

مع وجود مخاطر مالية سنوية تُقدّر بنحو 100 مليار دولار للشركات التي تتعامل مع إدارة النفايات، فإن التدوير في استخدام البلاستيك أو ببساطة استخدام البلاستيك بشكل أكثر كفاءة يمكن أن يوفّر 4.5 تريليون دولار من التكاليف البيئية والاجتماعية في السنوات السبع عشرة المقبلة، كما أكد تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة. ومن شأن هذا التحوّل أيضًا أن يخلق مئات الآلاف من الفرص والدخل والابتكار بحلول عام 2024. وهذا يعني 700 ألف وظيفة إضافية، وتحسين سبل العيش لملايين العمال في البلدان النامية المرتبطين بشكل مباشر بالمواد البلاستيكية قصيرة العمر مثل الأكياس، وفقاً للتقرير.

4.تزايد الزخم العالمي لإنهاء التلوث البلاستيكي:

في الدورة الخامسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، وافقت جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 193 دولة على إنهاء التلوّث البلاستيكي من خلال اتفاق قانوني ملزم. وبالإضافة إلى الإجراءات الحكومية، يُسلط برنامج الأمم المتحدة للبيئة الضوء على أهمية الجهود الرامية إلى زيادة الدعوة والتوعية. ويجب على الأفراد والمجتمعات الاستمرار في استخدام أصواتهم للحديث عن الحاجة إلى إنهاء التلوّث البلاستيكي، ووضع قيمهم موضع التنفيذ من خلال دعم الشركات التي تسعى جاهدة للحد من المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في سلاسل التوريد الخاصة بها.

5.التغلب على التلوث البلاستيكي:

من الممكن تماماً تحقيق الهدف الطموح لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة المتمثل في تقليل النفايات البلاستيكية بنسبة 80% في العَقدين المقبلين. فالتغييرات التي نحتاج إلى إجرائها كمستهلكين ضرورية، وبأسعار معقولة، وقابلة للتحقيق من خلال تنفيذ ثلاثة تحولات في السوق. فالتخلص من المواد البلاستيكية الشائعة غير الضرورية، مثل التغليف المفرط، هو الخطوة الأولى، وفقاً لتقرير "إطفاء الصنبور" الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة. ومن بين توصيات التقرير على سبيل المثال، إعادة استخدام الزجاجات القابلة لإعادة التعبئة، بالإضافة إلى تعزيز إعادة التدوير والتحول إلى بدائل أكثر مراعاة للبيئة. وإذا تمكنا من خفض الإنتاج فإن ذلك سيُساعد بشكل كبير. لذلك، نحن بحاجة إلى تحديد المواد البلاستيكية التي لا نزال بحاجة إليها، كما نحتاج إلى تحسين البنية التحتية لإعادة التدوير والتحول إلى البدائل البلاستيكية الأقل ضرراً على البيئة الذي من شأنه أن يساعد بشكل كبير، وهو ما وصفه تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة بإعادة التوجيه والتنويع.

فرصة لإحداث فرق حقيقي

تعبيرية
تعبيريةforbesindia.com

العالم يغرق بالبلاستيك. ففي الوقت الذي تستغرقه لقراءة هذا الموضوع، سيدخل ما يعادل ثلاث شاحنات قمامة من التلوث البلاستيكي إلى المحيط. إنها أزمة للناس والطبيعة، وهي أزمة تزداد سوءًا. لذلك نحن بحاجة إلى إغلاق الصنبور عندما يتعلق الأمر بالتلوث البلاستيكي. ورغم أن للبلاستيك العديد من التطبيقات الحيوية في حياتنا، مثل الأجهزة الطبية المُنقذة للحياة، والمواد التي تجعل السيارات أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، فإننا بحاجة إلى اتباع نهج شامل لمكافحته طوال دورة حياة البلاستيك. وهذا النهج لا تستطيع الحكومات وحدَها اتباعه لحل أزمة التلوث البلاستيكي. فنحن بحاجة إلى مشاركة الصناعة ومنتجي البلاستيك والمستهلكين ومجموعات الحفاظ على البيئة والعلوم والأوساط الأكاديمية، والأفراد إذا أردنا تحقيق النجاح. ورغم المأساة الكبيرة، لا يزال لدينا فرصة لإحداث فرق حقيقي للجيل القادم، وإنهاء آفة التلوث البلاستيكي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com