منظر لمضيق جيرلاش، الذي يفصل أرخبيل بالمر عن شبه جزيرة القطب الجنوبي
منظر لمضيق جيرلاش، الذي يفصل أرخبيل بالمر عن شبه جزيرة القطب الجنوبيأ ف ب

"عواقب قد تكون مدمرة".. باحثون يحذرون من تحول مفاجئ في "أبرد نقاط العالم"

خلصت ورقة بحثية إلى أن هناك "تحولًا محوريًا ومفاجئًا" في مناخ القارة القطبية الجنوبية، ربما تكون له تداعيات على النظم البيئية في القطب الجنوبي ونظام المناخ العالمي.

وجاءت الورقة بعد أن قام فريق من العلماء بقيادة ويل هوبز، من جامعة تسمانيا، بدراسة التغيرات الأخيرة في الغطاء الجليدي البحري في القارة القطبية الجنوبية.

وسلطت الورقة البحثية الضوء على أخطار ارتفاع درجات الحرارة القياسية في القطب الجنوبي، الذي يعتبر أبرد منطقة في العالم.

ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن قائد فريق البحث، ويل هوبز، قوله إن "الانخفاض الشديد في نسبة الجليد في القطب الجنوبي دفع الباحثين إلى الحديث عن تحول في نظام المحيط الجنوبي، ووجدنا أدلة عديدة تدعم التحول إلى حالة جليد بحري جديدة".

وحذّر باحثون من عواقب قد تكون "مدمرة" حال ذوبان الجليد بشكل كامل في تلك القارة؛ ما يرفع مستويات سطح البحر في جميع أنحاء العالم بنسبة 60 مترًا، وهو ما يعني أن المياه ستغمر الجزر والمناطق الساحلية التي يعيش فيها حاليًا عدد كبير من سكان العالم، وفق الصحيفة.

ذوبان جليدي في القطب الجنوبي
ذوبان جليدي في القطب الجنوبيأ ف ب

لكن من غير المرجح حدوث "نهاية العالم" هذه في مراحل قريبة، بحسب التحذيرات، إذ ينتشر الغطاء الجليدي في القارة القطبية الجنوبية على نحو 14 مليون كيلومتر مربع، أي حوالي مساحة الولايات المتحدة والمكسيك مجتمعتين، ويحتوي على 30 مليون كيلو متر مكعب من الجليد.

وأشار العلماء إلى أن هذا الحجم من الغطاء الجليدي، الذي يخفي سلسلة جبال يصل ارتفاعها إلى ما يعادل ارتفاع جبال الألب تقريبًا، سيجعل الذوبان الكامل يستغرق وقتًا طويلًا جدًا.

وقالت الصحيفة إن هناك خطرًا حقيقيًا من بعض الارتفاعات في مستوى سطح البحر خلال العقود القليلة المقبلة، مع استمرار تقلص الأنهار والغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية؛ بسبب ارتفاع درجات الحرارة، لكن من الصعب تقييم مدى سرعة حدوث مثل هذه الكارثة.

ونقلت الصحيفة عن موقع الأمم المتحدة الرسمي القول: "قبل الموجة الحارة في مارس/آذار عام 2022، انفصل جرف "كونغر" الجليدي في شرق القارة القطبية الجنوبية عن القارة في 15 مارس/آذار عام 2022."

وأكدت المنظمة الأممية أن انهيار الجرف الجليدي يعد "علامة تحذير أخرى".

أخبار ذات صلة
تلال ووديان خضراء تظهر تحت جليد القطب الجنوبي

وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية قد حذرت، في وقت سابق، من أنه نتيجة لذوبان الصفائح الجليدية والأنهار الجليدية، فقد زاد معدل ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي منذ بدء قياسات الارتفاع بالأقمار الاصطناعية عام 1993، ووصل إلى مستوى قياسي جديد في عام 2021.

ويصل سُمك الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي إلى 4.8 كيلومتر، ويحتوي على 90% من المياه العذبة في العالم، وهو ما يكفي لرفع مستوى سطح البحر بحوالي 60 مترًا في حال ذوبانه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com