تعبيرية
تعبيريةlinkedin

النفايات الإلكترونية خطر جديد في الفضاء

يعد الفضاء الخارجي أكبر ساحة للنفايات الأرضية، حيث يطفو أكثر من نصف مليون قطعة من الحطام حول مدار الأرض، معظمها عبارة عن أجزاء مفقودة من المركبات الفضائية أو بقايا الصواريخ المهجورة أو نفايات رواد الفضاء أو بقايا تجارب أسلحة فضائية.

وحتى اليوم، لا تزال المطامر على سطح الأرض، وفي جميع أنحاء العالم، مكتظة وتشكل خطرًا على الحياة البرية والبشر لدرجة أن النفايات تجد طريقها إلى المحيطات والينابيع.

وفي المتوسط، يستغرق البلاستيك نحو 450 عامًا ليتحلل، أي ما يعادل نحو 5 أجيال. لذلك، رأى كثيرون أنه من المفيد التخلص من النفايات ببساطة في الفضاء بدلًا من إبقائها على الأرض.

ومع تطور التكنولوجيا بوتيرة متسارعة، ظهرت مشكلة تدفق النفايات الإلكترونية. ومجددًا انصب التفكير على الفضاء الخارجي ليكون ساحة لجمع هذا النوع الجديد من النفايات والتخلص منها بعيدًا عن كوكب الأرض.

أطنان من النفايات الإلكترونية
أطنان من النفايات الإلكترونيةscitechdaily

وفي إشارة إلى حجم المشكلة، تُظهر الإحصائيات أنه في الولايات المتحدة وحدها، يتخلص الأمريكيون مما يصل إلى 350 ألف هاتف محمول و120 ألف جهاز كمبيوتر محمول يوميًًا.

وهذه كمية هائلة من النفايات الإلكترونية يصعب التعامل معها، إلى جانب المخاطر الناجمة عن سرقة البيانات من هذه النفايات نظرًا إلى أن الكثيرين لا يزيلون البيانات من أجهزتهم قبل التخلص منها.

المؤيدون للتخلص من النفايات الإلكترونية في الفضاء يشيرون إلى أن إحدى مزايا هذه الخطوة هي تقليل المساحة الأرضية اللازمة لطمرها.

في المقابل، يؤكد البعض أن إحدى الطرق الرئيسة للحد من مشكلة النفايات الإلكترونية، هي عبر تقليل الكمية الإجمالية منها من خلال إطالة عمر الأجهزة الإلكترونية، بحيث يلعب الموزعون دورًا حاسمًا في مساعدة العملاء في صيانة وإصلاح معداتهم، من خلال ضمان توفر قطع الغيار دائمًا لإبقاء هذه الأجهزة خارج عملية التخلص منها لفترة أطول.

ومن المخاطر البشرية الناتجة عن التخلص من النفايات في الفضاء أن كتل الحطام والنفايات داخل الغلاف الجوي تضع رواد الفضاء في خطر، لأن بزاتهم ليست مصممة لحمايتهم من الحطام الذي يتحرك بسرعات هائلة.

خطر يواجه رواد الفضاء
خطر يواجه رواد الفضاءrubicon

ووفقًا لوكالة ناسا، يمكن أن تصل سرعة النفايات الفضائية إلى 18000 ميل في الساعة. لذلك، إذا اصطدم الحطام برائد الفضاء أثناء المهمة، فقد يكون ذلك كارثيًّا. أما إذا اصطدم بحطام آخر، فمن المحتمل أن يخلق المزيد من الحطام، ما يسبب المزيد من المخاطر.

وفي حالة مسجلة وقعت في عام 2009، على ارتفاع 800 كلم تقريبًا فوق سيبيريا، اصطدم قمران صناعيان بسرعة نحو 22300 ميل في الساعة؛ ما أدى إلى انفجارهما في سحابة مكونة من آلاف قطع الحطام التي انتشرت في الفضاء.

كذلك، هناك خطر آخر يتمثل في التخلص من النفايات الإلكترونية في الفضاء، هو اصطدام الحطام بالأقمار الصناعية المدنية والعسكرية؛ ما يتسبب في فقدان اتصالات الهاتف الخلوي ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)  والإنترنت.

كما يمكن أن يشكل هذا الحطام خطرًا على المحطة الفضائية الدولية والملاحة الجوية.

وفي الوقت الحالي، هناك نحو 4700 قمر صناعي في الفضاء، لكن ما يقرب من 1800 فقط لا تزال تعمل. ويمكن أن يتعرَّض أحد هذه الأقمار الصناعية البالغ عددها 1800 للتلف بسبب اصطدام حطام النفايات الإلكترونية به.

وسط ذلك يبرز تساؤل: هل يمكن أن يسقط الحطام من الفضاء؟ وهو ما يجيب عنه خبراء بـ "نعم"، إذ يدخل في المتوسط ما بين 200 و 400 جسم إلى الغلاف الجوي للأرض كل عام. ومعظم الحطام المتساقط من الفضاء إما يحترق أثناء انتقاله من الفضاء إلى الأرض، وإما يتحلل عبر الغلاف الجوي.

ومع حقيقة أن ما يقرب من 8000 طن من النفايات الفضائية تدور حول الأرض، وأن النفايات الفضائية تشكل خطورة على الطائرات والأقمار الصناعية بسبب مشاكل الاصطدام المحتملة، أدركت العديد من وكالات الفضاء هذه المشكلة على نطاق واسع، لدرجة أن الشركات التي تطلق الأقمار الصناعية كانت تتخذ خطوات مثل إخراج الأقمار الصناعية من مدارها عند انتهاء مهامها وإرسالها إلى الفضاء البعيد.

"الشبكة" أحد الحلول المبتكرة
"الشبكة" أحد الحلول المبتكرةcnn

وفي سنوات سابقة، تم إجراء اختبارات عدة لتقنيات إزالة الحطام الفضائي عن طريق التقاط القطع بشبكة أو بحربة.

وقامت وكالة الفضاء اليابانية JAXA  باختبار سوط فضائي إلكتروني يمتد بطول ستة ملاعب كرة قدم، معروف باسم الحبل الكهروديناميكي. وعند نشره، يهدف إلى إخراج الحطام من المدار، وإرساله ليحترق في الغلاف الجوي للأرض.

كما إن هناك محادثات حول إنتاج مغناطيسات عملاقة لجلب جميع الأقمار الصناعية والحطام غير المستخدم إليها، للتعامل معها بالطريقة الصحيحة لاحقًا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com