هل إعادة تدوير الملابس الحل لأزمة نفايات صناعة الأزياء؟

هل إعادة تدوير الملابس الحل لأزمة نفايات صناعة الأزياء؟

في ظل أزمة الهدر المتصاعدة بعالم الأزياء، نشرت صحيفة الغارديان تقريرا عن مصنع سويدي، يعد الأول في العالم لإعادة تدوير الملابس.

ويقع المصنع التجاري الضخم Renewcell على ساحل بلدة سوندسفال السويدية، لتسهيل استقبال السفن التي تسلم القطن الممزق من مصانع فرز النفايات النسيجية في ألمانيا وسويسرا والسويد.

وفي داخل المستودع، تكدس أكوام الملابس على شكل هرم من الأقمشة السوداء والزرقاء الداكنة، قبل تحويلها إلى مادة الـ "سيركولوس"، التي يمكن استخدامها لإنتاج الرايون اللزج، وبالتالي صناعة ملابس جديدة.

نفايات صناعة الأزياء مثيرة للقلق

وبحسب التقرير، وصلت مشكلة النفايات في مجال صناعة الأزياء إلى أبعاد مثيرة للقلق، حيث يتم التخلص من ملايين الأطنان من الملابس أو حرقها سنويا.

ويشير "باتريك لوندستروم"، الرئيس التنفيذي لـ Renewcell، إلى أن المصنع يمثل "الحلقة المفقودة" في الاقتصاد الدائري للأزياء، ويهدف لمنع انتهاء نفايات النسيج في المدافن والمحارق.

ويصل حجم نفايات النسيج لأرقام صادمة؛ ففي عام 2020، أنتج الاتحاد الأوروبي وسويسرا 7 ملايين طن من نفايات الملابس، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع إلى أكثر من 8.5 مليون طن بحلول عام 2030.

والمثير للصدمة، هو أنه يتم التخلص من حوالي 70٪ من تلك النفايات في مدافن النفايات أو المحارق، في حين يتم جمع 30% منها فقط للتبرعات.

ورغم وجود العديد من الشركات التي تمتلك تكنولوجيا إعادة التدوير الكيميائي، والقادرة على إنتاج ألياف ذات جودة عالية، فإن الطريق إلى تحقيق الإنتاج على نطاق تجاري ما زال بطيئا. وعلى سبيل المثال، أنشأ معهد هونج كونج لأبحاث المنسوجات والملابس HKRITA مصنعًا في إندونيسيا عام 2021، لكنه يعيد تدوير أقل من 1000 طن سنويًا. 

اما إعادة التدوير الميكانيكية للمنسوجات فهي متوافرة ايضا، ولكنها لا تمثل سوى جزء صغير من السوق، إذ يتطلب مزجها مع الألياف الخام، لإنشاء ملابس قابلة للاستخدام.

تحديات إعادة تدوير المنسوجات

واستعرض التقرير التحديات المستمرة التي تواجه شركات إعادة تدوير المنسوجات، بما في ذلك الحاجة إلى التعامل مع الألياف الموجودة في معظم الملابس، وعدم كفاية البنية التحتية لجمع النفايات وفرزها، وصعوبة تأمين الطلبات الكبيرة لتبرير بناء مرافق إعادة التدوير الكبيرة. كما أن السرعة المتزايدة للإنتاج وظهور شركات الإنتاج السريعة مثل Shein وBoohoo أدى إلى تفاقم الفجوة بين توليد النفايات والقدرة على إعادة التدوير.  

وتمكن مصنع Renewcell من الاستحواذ على مصنع للورق يعمل بالطاقة المتجددة، وإقامة شراكات مع علامات تجارية مثل Levi's وGanni وFilippa K. ومع ذلك، واجهت الشركة مبيعات أضعف من المتوقع، مما أدى إلى إحداث بعض التغييرات في سياسة الإدارة على أمل تحفيز المزيد من الطلب. 

أما على الصعيد العالمي، بدأ المشرعون في معالجة أزمة نفايات النسيج، حيث يخطط الاتحاد الأوروبي لحظر تدمير البضائع غير المباعة بحلول عام 2024، وإدخال مسار منفصل لنفايات النسيج بحلول عام 2025. وفي الوقت نفسه، اتخذت المملكة المتحدة خطوات لتحفيز التدوير وتطوير صناعة إعادة تدوير المنسوجات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com