عمره قارَب الـ100.. سعودي يعثر على منزل أخته بعد 70 عامًا من البحث
عثر مسن سعودي ظل يبحث لأكثر من 7 عقود عن أخته بالرضاعة، على منزلها أخيرًا وقد قارب المئة عام من عمره في قصة وفاءٍ فريدة تمتلك جذورًا بعيدة في تاريخ شبه الجزيرة العربية.
وولد الشيخ أحمد بن جابر الحمالي البشري في هضبة "جري" بمنطقة عسير في حدود العام1930، وكان الأول لوالدته التي لم تكن تجيد إرضاعه فيما يبدو، فساعدتها امرأة تدعى مهرة من أبناء الهضبة كانت ولدت حديثًا ابنة، وأرضعت الطفل لأشهر، ليصبح الرضيعين أخَوين بالرّضاعة.
وغادرت عائلة الشيخ جابر، الهضبة بعد فترة قصيرة من ولادته، لينقطع اتصال الأسرتين، قبل أن يبدأ الشاب جابر رحلة البحث بعمر العشرين عامًا عن أخته بالرضاعة تنفيذًا لوصية والدته.
ونجح الشيخ أحمد بن جابر الحمالي البشري في الوصول لمنزل أخته التي رحلت عام 1993 بعمر 75 عامًا، لتنتهي رحلة البحث الطويلة وتتكشف فصول القصة التي خطفت الأضواء في المملكة.
وكشف سعيد بن علي بن نازح، فصول قصة وصول خاله إليه، وقال إنها بدأت في ديسمبر الماضي، عندما شاهد الشيخ أحمد في لقاء ببرنامج "رموز من عسير" الذي يقدمه محمد بهران على سناب شات"، ويحظى بمتابعة كبيرة في المنطقة.
وقال الشيخ المسن في بداية اللقاء حينها إن له أختًا بالرّضاعة يعتقد أنها توفيت الآن، لكنها يريد الوصول لأبنائها، علَّ ظهوره في اللقاء يساعده في الوصول لهدفه الذي تحقق بالفعل بعد أن سارع سعيد للقاء خاله في منزله الواقع بمنطقة السراة في عسير.
وأضاف سعيد أن خاله دخل في نوبة بكاء طويلة أقلقت الحاضرين للقاء عليه، قبل أن يهدأ وتبدأ فصول تواصل أسري بعد كل تلك السنين، وسط حضور لوجهاء وأبناء من المنطقة التي تتميز بكثرة تجمعاتها السكنية المنتشرة في الجبال والسهول التي تميز عسير.
كما أوضح أن خاله تنقل في حياته بين أبها والطائف والرياض، ولم تكن وسائل الاتصال متاحة بسهولة في شبابه، فيما كان كبر عندما ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يكن من مستخدميها، قبل أن تسهم عبر تطبيق "سناب شات" في تحقيق مراده.
وأثار حديث سعيد عن رحلة خاله مع البحث، مشاعر تعاطف كبيرة، تلقى خلالها سيلاً من عبارات الثناء على وفائه لوصية والدته، وحرصه على الوصول لأخته، حتى عند توقعه لوفاتها، إذ أصر على مواصلة بحثه دون يأس للقاء أبنائها.
وقال الطبيب محمد القرني، وهو واحد من سعوديين كثر أعجبهم وفاء الشيخ أحمد "قصّة جميلة جدًّا ومؤثرة ومعبّرة وفيها دروس عظيمة، بصراحة القصّة أكبر من أيّ تعليق".
