الجيش الإسرائيلي: تصدينا لهدف جوي مشبوه دخل إلى إسرائيل من البحر الأحمر
اعتاد المغاربة على سماع صوت "الزواكة" (وهي آلة نفخ كهربائية) بمجرد حلول شهر رمضان الفضيل؛ إذ تعد هذه الآلة المميزة وسيلة مساعدة للأذان، تنبه الصائمين بموعد الإمساك والإفطار، خاصة لمن يبتعدون عن أماكن المساجد والمصليات.
وتستعمل "الزواكة" (كلمة أمازيغية تعني الصراخ) كثيراً في المدن المغربية العتيقة، مثل: فاس ومكناس ومراكش والرباط وغيرها، وتوضع فوق أسطح المؤسسات الرسمية، ودورها يشبه كثيراً مدفع رمضان.
وتختلف تسمية هذه الآلة باختلاف مناطق المغرب، فتسمى في بعض الأقاليم بـ"الطوّاطة"، فيما يطلق عليها في مناطق أخرى "المكانة".
تتكون "الزواكة" من مكبرات صوت متراصة على نحو دائري مع محرك يعمل بالكهرباء، وقمرة تحكم.
وتُعد هذه الآلة المميزة من مخلفات الحقبة الاستعمارية؛ فقد استخدمتها السلطات الفرنسية صفارةً للإنذار.
وبعد حصول المغرب على الاستقلال، تم تسخير هذه الآلة للإعلان عن موعد الإمساك والإفطار بشكل دقيق خلال الشهر الفضيل.
وأصبحت "الزواكة" مع مرور السنين من التقاليد المتوارثة في رمضان بالمملكة، فقد بات صوتها المميز، الذي يستمر حوالي 3 دقائق، بمثابة الإعلان رسميًا عن موعد الإفطار وإنهاء الإمساك.
"جزء من رمضان في المغرب"
وقال علي شعباني، أستاذ باحث في علم الاجتماع، إن صوت "الزواكة"، الذي يسبق الأذان بلحظات جد قليلة أو يتزامن معه، أصبح من التقاليد المتوارثة المرتبطة بشهر رمضان في المغرب.
وزاد شعباني، في تصريح لـ"إرم نيوز": "في السابق كانت المساجد قليلة ومتباعدة، وكانت "الزواكة" هي الوسيلة الوحيدة في تلك الفترة لمعرفة موعد الإفطار والإمساك بشكل دقيق، وذلك في ظل غياب المنبّهات والوسائل الحديثة".
واستطرد الخبير الاجتماعي: "بعد رحيل الاستعمار، بقيت الزواكة جزءًا أصيلاً من شهر رمضان في المغرب"، مشيراً إلى أن بعض المدن المغربية العتيقة "تعوّل على الزواكة بشكل أساسي للإفطار والإمساك".
ورأى المتحدث أن شهر رمضان في المغرب يكتسي خصوصية تجسدها منظومة متكاملة من التقاليد الضاربة في التاريخ، مبيناً أن "الزواكة" تراث ثقافي عالق في قلوب وعقول المغاربة ولا يمكن الاستغناء عنها.
وتعطي "الزواكة"، باعتبارها قطعة أساسية ضمن الأجواء الرمضانية في البلاد، لمسة خاصة لشهر الصيام في العديد من المدن المغربية.