قلعة برقوق قبل الدمار
قلعة برقوق قبل الدمارأ ف ب

للمرة الأولى منذ قرون.. خان يونس تفتقد "قلعة برقوق" في رمضان (صور)

بعد أن ظلت صامدة في وجه كل أنواع الحروب ومختلف أشكال الاحتلال والاستعمار، راسخة في جذور الخان الذي شيده الأمير يونس، غابت هذا العام وتركت خلفها الأحزان.. إنها "قلعة برقوق".

وتركت الحرب الإسرائيلية الجارية على قطاع غزة مدينة خان يونس مكلومة في شهر رمضان، على فراق القلعة الأثرية التاريخية التي لطالما كانت صامدة في وجه التاريخ والجغرافيا.

وللمرة الأولى منذ قرون، ورغم ما شهدته من ويلات على مر الدهور، تعيش مدينة خان يونس الواقعة جنوبي قطاع غزة حالياً أسوأ لحظاتها بعدما حلّ عليها شهر رمضان دون أن تشعر بالأمان لغياب بقايا قلعتها الشامخة.

وتعرضت القلعة وباقي مرافقها المتهالكة جراء القصف الإسرائيلي في كل حرب تفرضها إسرائيل على غزة، للدمار الجزئي، حتى حرب غزة الأخيرة، حيث قصفت إسرائيل القلعة ضمن مساعيها لمحو الماضي والحاضر.

قلعة برقوق بعد قصفها خلال حرب غزة
قلعة برقوق بعد قصفها خلال حرب غزة

فشهر رمضان في مدينة خان يونس ليس له مثيل في العالم، فقلعتها الصامدة منذ بنائها في القرن الرابع عشر الميلادي وتحديداً سنة 1387 تمنح المنطقة طعماً فريداً لا يمكن نسيانه مهما طال الزمن والبعد.

وكانت قلعة برقوق، التي شيدها الأمير يونس بن عبد الله النورزي الداودار، بناءً على طلب من السلطان برقوق مؤسس دولة المماليك البرجية، الحامي الأمين للمدينة مع الجامع الكبير، المقابل لها، وهما أبرز المعالم الأثرية في قطاع غزة.

القلعة في القرن الماضي احتفظت بجزء من قوامها
القلعة في القرن الماضي احتفظت بجزء من قوامهامتداولة

وبنيت القلعة على شكل مجمع حكومي كامل، وهي حصينة متينة عالية الجدران، وفيها مسجد وبئر، وأقيم فيها نزل لاستقبال المسافرين، وإسطبل للخيول، وتوجد على أسوار القلعة أربعة أبراج للمراقبة والحماية.

وكان يقيم في القلعة حامية من الفرسان وإلى وقت قريب حتى 1956 كانت معظم مباني القلعة الداخلية موجودة، ولكنها اندثرت تدريجياً.

القلعة أواخر القرن الماضي
القلعة أواخر القرن الماضيمتداولة

وبقيت إحدى بوابات "قلعة برقوق" والمئذنة إضافة إلى أجزاء من سور القلعة، شاهدة على عظمة هذا الأثر التاريخي المهم.

وعلى مدار أكثر من 632 عاماً كانت "قلعة برقوق" حاضرة في كل شهر رمضان، تحتضن الأسواق الشعبية.

سكان المدينة يبيعون حلوى القطائف الرمضانية
سكان المدينة يبيعون حلوى القطائف الرمضانيةمتداولة

ويجتمع التجار في جنبات ساحة القلعة، ويستقر في أحضانها الباعة طوال الشهر الفضيل، في الشوارع والأزقة المحيطة بها، لتطل على ما هو أشبه بالكرنفال الرمضاني المعتق بعبق التاريخ.

ومع الحرب الإسرائيلية الأخيرة على حركة حماس قام الجيش الإسرائيلي بقصف قلعة برقوق وتدمير الجامع الكبير، ليتساوى الحجر بالتراب، ويصبح التاريخ ذكريات ليس لها مكان على أرض الواقع إلا أحاديث أهل الخان.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com