"نجاح أبوظبي".. كيف يختار الطلبة مستقبلهم؟
يعيش الطالب، في المرحلة الثانوية وتحديداً في الصف الثالث الثانوي (البكلوريا)، وضعاً صعباً للغاية، يسأل حيناً ويناقش حيناً ويحتار أحياناً أخرى، وهو في سعيه لتأمين مستقبله عبر التعليم.. ولعل كثرة الجامعات بتخصصاتها الدقيقة تختصر المسافات الطويلة أمام رحلة البحث، إلا أنها في الوقت نفسه تحتاج إلى دليل يسهّل للطالب عملية الاختيار الصحيح.
ومن هنا، يأتي معرض نجاح أبوظبي، الذي اختتم أعماله مؤخراً في أبوظبي، وهو أكبر معرض دولي سنوي للتعليم العالي في دولة الإمارات والمنطقة، حيث افتتحه الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش بالإمارات، وشهد مشاركة أكثر من 100 جامعة رائدة من أكثر من 20 دولة حول العالم.

وخلال التجول في المعرض، يُلاحظ الإقبال الكبير من الطلبة وعائلاتهم، وكذلك الحماسة والشغف المتمثلة في أسئلتهم للمشرفين على فروع الجامعات والهيئات التعليمية الإماراتية والعربية والدولية في المعرض، حيث الفرصة متاحة أمام عشرات الآلاف من الطلبة لاختيار ما يناسبهم من كافة الجوانب.
معرض نجاح مساحة تفاعلية ديناميكية
وتقول ديمة السعدي، مديرة فعاليات نجاح في شركة إنفورما، الجهة المنظمة للحدث: "إن كنتم تتطلعون إلى اتخاذ قرار صائب بشأن تعليمكم العالي، فكل ما تحتاجونه هو زيارة معرض نجاح".
وتضيف ديمة السعدي: "تمّ تصميم الحدث للإجابة عن كل استفساراتكم كطلبة أو أولياء أمور، بدءاً من المعايير التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند اختيار الجامعة، والتخطيط الأكاديمي والحياة الجامعيّة، وكيفيّة تلبيّة متطلبات القبول والمواعيد النهائيّة لتقديم الطلبات، بالإضافة للمنح الدراسيّة المتاحة والمساعدات الماليّة للطلبة في المرحلة الجامعيّة والدراسات العليا، وانتهاءً بفرص العمل المحتملة بعد مرحلة التخرّج، وما إلى ذلك".

ويعلّق بسام الفقيـه، مؤسس ومدير عام شركة "يوند آند بيوند" للمحتوى، على معرض نجاح قائلاً: "إن قطاع التعليم في الدولة يُعد واحداً من أسرع القطاعات نمواً في المنطقة، وهو ما تعززه استراتيجيّة التعليم العالي في الإمارات لعام 2030 ورؤيتها الرامية إلى تزويد الطلبة بالكثير من المهارات الفنية والعملية للمساهمة في دفع عجلة الاقتصاد في القطاعين الحكومي والخاص، للسير نحو بناء اقتصاد معرفي متكامل، والمشاركة في ريادة الأعمال ورفعة شأن الدولة".
ويضيف بسام الفقيه لـ"إرم نيوز": "يُشكّل معرض نجاح مساحة تفاعلية ديناميكية تتيح للجامعات والمعاهد والمؤسسات التعليمية معرفة رؤى الطلبة والوقوف على مخاوفهم وتساؤلاتهم، وفتح المجال واسعاً أمام طموحاتهم من خلال إتاحة البرامج والاختصاصات الحديثة، خاصة في ظل زيادة الطلب على الاختصاصات الناشئة التي تواكب تطورات العصر والتحولات المتسارعة، لرفد سوق العمل بكوادر علمية مؤهلة دعماً لمسيرة النهضة الحضاريّة في الدولة".

جامعات: الهندسة والذكاء الاصطناعي الأكثر طلباً
يقول أحمد سامي البارودي، اختصاصي استقطاب الطلبة في جامعة زايد بالإمارات، إن "معرض نجاح فرصة ذهبية للاجتماع بالطلبة وتعريفهم ببرامج الجامعة التي تتنوع بين الذكاء الاصطناعي، والاستدامة، والسياسة والاقتصاد، والتصميم، وغيرها".
ويضيف البارودي لـ"إرم نيوز": "من أهم مزايا جامعة زايد أنها تدمج بين النظري والعملي؛ ولعل التطبيق العملي هو الهدف الأساسي الذي تحققه الجامعة للطلبة العاملين على مشاريعهم العلمية، اعتماداً على طريقة تعليم فريدة من نوعها".

وتؤكد دعاء يونس قطيفان، موظفة استقطاب في الجامعة الأمريكية بالشارقة، أن "فروع الهندسة هي الأكثر طلباً في الجامعة"، مستعرضةً تخصصات الجامعة المتمثلة في الهندسة، وإدارة الأعمال، والعلوم والآداب، والعمارة والتصميم..
وتضيف قطيفان لـ"إرم نيوز" أن "فروع علوم الكمبيوتر وهندسة الكمبيوتر ولاسيما المتعلقة بالذكاء الاصطناعي تعد رائجة لدى الطلبة، نتيجةً لما يتطلبه العصر"، مؤكدة أن "الطلبة يتساءلون عن المنح والتخصصات والنشاط الاجتماعي والتوظيف لما بعد التخرج".

ويوضح حميد البلوشي، اختصاصي تطوير المواهب في شركة أبوظبي غيمينع (AD Gaming)، أن هذه الشركة "تتبع لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، وتهدف لنشر الوعي وتعليم صناعة الألعاب"، مؤكداً "توجد لدينا 70 شركة متخصصة في صناعة الألعاب، تسعى لتأهيل الطلبة وإكسابهم المهارات اللازمة وتطوير أنفسهم في مجال صناعة الألعاب".
ويضيف حميد البلوشي لـ"إرم نيوز": نسعى لتقديم فرص تدريبية من خلال الشركات الموجودة لدينا، التي تقدم المهارات لتتدرج وتتحول لاحقاً إلى مسار وظيفي"، مستطرداً: "صناعة الألعاب تكبر شيئاً فشيئاً، وتتطلب الإبداع والممارسة في مجال معين؛ فهذه الصناعة ليست برمجة فقط، بل هي فن أيضاً".

وتؤكد وردة فاروقي، مسؤولة الاستقطاب في جامعة ماكماستر الكندية، أن "هذا الصرح التعليمي الهام يتبوأ مراكز عليا عالمياً ومحلياً، والإقبال من قبل الطلبة على مقر الجامعة في المعرض كبير جداً".

وتضيف وردة فاروقي لـ"إرم نيوز"، أن "أكثر الفروع أو البرامج الجامعية طلباً هي علوم الكمبيوتر، فضلاً عن تقنية المعلومات، علماً أن من أكثر الأسئلة وروداً هي المنح الدراسية، التي نحاول زيادتها كل عام".