حادث "طائرة ألاسكا".. نتيجة صادمة للتقرير الأولي

أظهر التقرير الأولي للمجلس الوطني لسلامة النقل في أمريكا، بشأن الحادث الذي تعرّضت له رحلة "ألاسكا إيرلاينز" في يناير الماضي، نتيجة صادمة.

وقال المجلس في تقريره الذي صدر مؤخرًا، ويتألف من 19 صفحة، إن البراغي التي كانت تتمحور هذا التحقيق منذ البداية، لم تكن موجودة، موضحًا أن الأدلة تظهر أن 4 براغٍ، تثبّت الباب المسدود في هيكل طائرة "بوينغ 737 ماكس 9"، لم تكن موجودة وقت انفجاره خلال الرحلة الجوية.

وأوضح مراسل الطيران في "CNN"، بيت مونتين، عبر مقابلة مع الشبكة، أن نوع البراغي الفعلي المفقودة، هو "برغي AN6"، لافتًا إلى أن استخدامه شائع جدًا في قطاع الطيران.

وقال: "هذا هو البرغي ذاته، توجد صمولة برجية هنا، ثم دبوس لإبقاء كل ذلك سويًا.. في مرحلة ما، كان هناك تخمين بأن الدبوس ربما كان مفقودًا، ما قد يسبب تحرير الصمولة البرجية هذه".

وتابع مونتين: "في الواقع يقول المجلس الوطني لسلامة النقل إن أيًا من هذه البراغي لم تكن في مكانها، وقت حدوث الانفجار الشهر الماضي".

وأوضح أن المجلس تمكن من تحديد ذلك، لأنهم استطاعوا استعادة الباب المسدود، الذي سقط من رحلة ألاسكا 1282، في الفناء الخلفي لمنزل مدرس فيزياء في مدينة بورتلاند، وجلبوه إلى مختبرهم في واشنطن، لإجراء ما يسمى باختبار التدمير، وتمكنوا من خلال العلامات الواضحة على الباب نفسه وعلى الوصلات أيضًا التي يمكن رؤيتها على جانب الباب، من معرفة أن هذه البراغي غير مثبتة.

وأكد أن نظرية المجلس الوطني لسلامة النقل تتمثل الآن في أن هذه البراغي أزيلت في وقت ما، عندما كانت الطائرة جديدة جدًا، لافتًا إلى أنها حلقت لأول مرة في نهاية أكتوبر، لكن أحد المتعاقدين مع شركة "بوينغ" سلم هيكل الطائرة في 1 سبتمبر عام 2023، وفي "بوينغ" لاحظ الفنيون بعض المشاكل المتعلقة بالبراغي بجوار الباب، وتمكنوا من إزالة أجزاء من الباب، والباب المسدود، وفق قول مونتين.

واستطرد: "تمكن المجلس الوطني لسلامة النقل من خلال الصور الملتقطة للأعمال التي نفذت في 19 سبتمبر، من معرفة أنه لم يتم تثبيت البراغي في ذلك الوقت".

وقال إن ذلك يضيف المزيد من التمحيص لشركة "بوينغ"، التي تتعرض لضغوط كبيرة في الوقت الحالي فيما يتعلق بمراقبة الجودة.

وحول أسباب إزالة تلك البراغي، وعدم إعادتها مرة أخرى، قال مونتين إن هذا أمر لا يزال المجلس الوطني لسلامة النقل يحاول تحديده، موضحًا أن المجلس يريد معرفة التعليمات المحددة الموجودة في أدلة التعليمات الخاصة بعمال مصنع "بوينغ"، في مدينة رينتون بواشنطن.

ولفت إلى أن مدير إدارة الطيران الفيدرالية تحدث عن وجود حوالي 20 مفتشًا من الإدارة الذين يراجعون عملية مراقبة الجودة في "بوينغ"، مرجحًا صدور التقرير النهائي في غضون عام.

وقال مونتين إن المجلس الوطني لسلامة النقل لا يلقي اللوم على "بوينغ"، لكن قد يفعل ذلك في التقرير النهائي.

وكان الرئيس التنفيذي لشركة "بوينغ"، ديف كالهون، قد أقر بمسؤولية شركته العملاقة في مجال صناعة الطيران عن الحادث الذي تعرّضت له رحلة "ألاسكا إيرلاينز"، متعهّدًا "كامل الشفافية" في هذا الملف.

واضطرت طائرة "بوينغ 737 ماكس 9" تابعة لشركة "ألاسكا إيرلاينز" للقيام بهبوط اضطراري بعد انفصال سدّادة مخرج الطوارئ في الطائرة أثناء تحليقها في رحلة داخلية من بورتلاند (أوريغن) إلى أونتاريو (كاليفورنيا).