نبات "الهينبان الأسود"
نبات "الهينبان الأسود"Getty Images

أول دليل حاسم على استخدام الإنسان للمخدرات قبل آلاف السنين (صور)

وجد علماء هولنديون وألمانيون دليلا قاطعا يؤكد أن البشر في أوروبا جمعوا وخزّنوا عقارا خطيرا منذ آلاف السنين.

وبحسب تقرير جديد نشره موقع "ساينس أليرت"، عثر العلماء على عظام خروف أو ماعز وجدوا في تجويفها عددا كبيرا من بذور نبات "الهينبان الأسود"، مؤكدين أنه تم الاحتفاظ بها لغرض محدد.

وعلى الرغم من استعماله في صناعة بعض الأدوية، يعتبر نبات الهينبان الأسود الشائع في أوروبا خطيرا حتى في حال تناول جرعات صغيرة منه، إذ يحتوي على سموم هيوسيامين وسكوبولامين، ويؤدي تناوله إلى عدم انتظام في دقات القلب وتشنجات وقد تصل خطورته لدخول من يتعاطاه بغيبوبة أو حتى الوفاة.

وتم العثور على العظام المحشوة في تجمع أثري في هوتن كاستيلوم؛ وهي مستوطنة ريفية ازدهرت منذ حوالي 2600 عام حتى نهاية القرن الثاني الميلادي، بالقرب مما يعرف الآن بـ"أوترخت" في هولندا.

وقال عالم آثار الحيوانات "مايكي جروت" من جامعة برلين: "نظرًا لأن نبات الهينبان الأسود يمكن أن ينمو بشكل طبيعي داخل المستوطنات وما حولها، فقد ينتهي الأمر ببذوره في المواقع الأثرية عن طريق الصدفة. وهذا يجعل من الصعب إثبات ما إذا كان قد تم استخدامه عمدًا من قبل البشر - سواء لأغراض طبية أو ترفيهية".

سدادة قطران العظام وحبوب البتولا
سدادة قطران العظام وحبوب البتولا BIAX Consult

وأضاف: "تم العثور على البذور داخل تجويف عظمة خروف أو ماعز مختومة بسدادة قطران من لحاء البتولا الأسود؛ ما يشير إلى أن نبات الهينبان تم تخزينه فيها عمدا".

وتابع: "قد يكون من السهل التغاضي عن عظمة واحدة وسط آلاف أخرى، لكن الباحثين كانوا محظوظين. فأثناء تنظيف العظام، قام أحد العلماء من وكالة التراث الثقافي الهولندية بخلع سدادة قطران البتولا عن طريق الخطأ؛ مما أدى إلى تناثر بذور سوداء صغيرة في كل مكان، بقي منها 382 بذرة فقط".

وأشار عالم الآثار إلى أن الأمر المثير للاهتمام هو أن العظمة بدت ملساء ومصقولة من الوسط؛ مما قد يشير إلى أنها استخدمت لإخفاء تلك البذور بشكل متكرر.

العظمة
العظمةBIAX Consult

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com