جدل في عدن بعد العثور على"قطع أثرية" أثناء عمليات حفر

جدل في عدن بعد العثور على"قطع أثرية" أثناء عمليات حفر

أثارت قطع وجدران وأنابيب قديمة عثر عليها مؤخرا في العاصمة المؤقتة عدن جنوب اليمن، أثناء عمليات حفر تنفذ في مدينة كريتر، جدلا واسعا بمواقع التواصل الاجتماعي.

وأظهرت صور تم التقاطها أثناء عمليات حفر تنفذها السلطة المحلية في مديرية صيرة لتوسيع شبكة تمديدات المياه والصرف الصحي، العثور على بقايا قطع قديمة وجدران وأنابيب وأحجار يعتقد أنها أثرية، وهو ما تسبب بجدل واسع بين الباحثين والمهتمين بالآثار في عدن، وبين السلطة المحلية وناشطين يرون أنها ليست آثارا.

وقالت الأمين العام لمركز أوسان للحفاظ على الموروث الثقافي في عدن، الدكتورة هيفاء مكاوي، وهي أستاذ الآثار والحضارة الاسلامية ورئيس قسم الآثار والسياحة في كلية الآداب، أثناء نزولها إلى موقع الحفريات، أنه تم العثور على آثار لجدران وقطع الفخار المزجج والخزف.

وما أثار الجدل، موقع الحفريات الذي يتم بالقرب من منارة عدن، التي تعد إحدى أقدم المعالم التاريخية في المدينة، يعود تاريخها لما يقرب من 1200 عام.

ماتم العثور عليه هو عدد من قطع الفخار الخاصة بأواني الطبخ والشرب وفخار مزجج إلى جانب بعض قطع الخزف
هيفاء مكاوي

وناشدت مكاوي عبر مركزها، قيادة السلطة المحلية بالمديرية، والهيئة العامة للآثار، وهيئة المدن التاريخية بسرعة التوجيه بالإيقاف المؤقت للحفريات، وإنزال فريق مختص لتوثيق الموقع، خاصة وأن الموقع مثار جدل بين الباحثين، إذ هناك آراء متباينة حول ما تم العثور عليه إن كان بقايا جامع عدن الكبير الذي بناه الخليفة عمر بن عبدالعزيز أو تعود لعصور أخرى.

وفي تصريح لـ"إرم نيوز"، أوضحت مكاوي أن: "ماتم العثور عليه هو عدد من قطع الفخار الخاصة بأواني الطبخ والشرب (قلل)، وفخار مزجج، إلى جانب بعض قطع الخزف".

وأضافت: "تم تسليمها إلى الهيئة العامة للآثار والمتاحف، كونها الجهة الرسمية والتي ستقوم بدراستها، علما أن ليس كل الآثار تحتاج إلى أجهزة ومختبرات فحص حديثة لدراستها والكشف عن حقيقتها".

من جانبه قال المؤرخ والباحث في تاريخ عدن، بلال غلام، إن ما تم العثور عليه من قطع أثرية قد لا يعود للمنطقة ذاتها، حيث شهدت المنطقة في خمسينيات القرن الماضي جلب كميات كبيرة من الأتربة والطمم من أبين ولحج من أجل سفلتة شوارع عدن.

وأضاف في تصريح لـ"إرم نيوز" "بريطانيا قامت في خمسينيات القرن الماضي بجلب كميات كبيرة من الأتربة من محافظتي أبين ولحج واستخدمتها في عمليات كبس وسفلتة شوارع عدن، بالإضافة إلى عمليات كبس وسفلتة تمت بعد ذلك، وخاصة في سبعينيات وثمانينات القرن العشرين، ولا استبعد أن تكون تلك القطع المعثور عليها من بقايا تلك الفترة، ولكن لا شيء مؤكدا حتى الآن".

ووسط الجدل المثار حول وجود آثار في منطقة الحفريات، أكد مدير عام مديرية صيرة في عدن، الدكتور محمود جرادي، أن "العمل سيستمر، رغم أن هناك من يحاول تعطيله عبر تحريك ملف الآثار".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com