يطرح مسلسل " لحظة غضب" أزمة العلاقة بين الزوجين من منظور صادم وجريء، من خلال قصة زوجة تعيش في حالة من التعاسة وتراكم الضغوط حتى تصل في " لحظة غضب" إلى ارتكاب جريمة القتل بحق زوجها. المفارقة أن تحول الزوجة الهادئة الرزينة التي لا تحلم إلا بحياة سعيدة، أو على الأقل مستقرة، إلى قاتلة ليس حالة فردية من وجهة صناع العمل، بل يرقى لكونه " نمط متكرر" في حياتنا الحديثة، حيث تكتشف البطلة أن صديقتها المقربة والتي تنتمي إلى ديانة مختلفة أقدمت على نفس الفعل وتخلصت هي الأخرى من زوجها.
المسلسل يُعرض في الموسم الرمضاني الحالي وهو من بطولة صبا مبارك، ومحمد شاهين، وناردين فرج، وريم خوري، تأليف مهاب طارق، وإخراج عبد العزيز النجار، وهو من أعمال منصة Watch It الأصلية.
قصة العمل
"يمنى" التي تجسد شخصيتها صبا مبارك هي نموذج شائع للزوجة العربية التي توقد، بالتعبير الشعبي، أصابعها شموعا من أجل إرضاء زوجها. تتفنن في تجهيز الأطعمة المفضلة لديه والاعتناء البالغ بملابسه وتقديم جميع فروض الولاء والطاعة، لكنه فج، نرجسي، منعدم الذوق، يضن عليها بالكلمة الحلوة، ويدخر قدراته في المجاملات والغزل لامرأة أخرى يندمج معها في مكالمات هاتفية طويلة وهو خارج البيت، وحين يضع قدمه داخل المنزل يرتدي على الفور قناع التجهم والكآبة.
تجسيد النجم محمد فراج لدور الزوج، شريف الفولي، كان مفاجأة، فقد ظهر كضيف شرف في دور مغاير للنمط المعتاد من أعماله في الحلقة الأولى فقط، حيث يتلقى ضربة عنيفة من زوجته يفقد بعدها حياته، ثم يختفي من الأحداث فلا يقدم مشاهد أخرى، وإن كانت سيرته تظل حاضرة في بقية الحلقات بمنطق "الغائب الحاضر".
"أداء ضعيف"
لم يكن أداء صبا مبارك في أحسن حالاته وهي تقدم الزوجة المذهولة المضطربة التي لا تعرف كيف تتصرف وهي ترى دماء زوجها سالت على الأرض نتيجة سلوك انفعالي عابر منها، شاب الأداء بعض الافتعال على صعيد الصرخات والدموع المبالغ فيها، في حين أن المعروف، من وجهة نظر علم النفس وفن التشخيص معا، أن تبلد المشاعر المؤقت قد يكون رد الفعل الأنسب للصدمة الانفعالية الحادة.
في المقابل، جاء تجسيد الفنانة ناردين فرج لشخصية النمط الآخر من قاتلة زوجها لافتا، حيث قدمت بهدوء واقتدار شخصية الزوجة التي يمنعها دينها من الطلاق من زوجها، فتبحث عن وسيلة أخرى لوقف مسلسل الإهانات والشتائم والتعدي بالأيدي الذي تتعرض له طوال الوقت على يد زوجها الذي جسد شخصيته ببراعة ضيف شرف آخر هو أحمد عبد الله محمود. تلجأ إلى دهاء المرأة وتخطط بأعصاب باردة لتهيئة الأجواء لما يشبه ليلة حب مفعمة بالمشاعر المفقودة. تجهز مائدة عامرة بأشهى المأكولات، وعلى أضواء الشموع تستمتع برؤية زوجها وهو يتلوى ألما على وقع جرعة سم دسته في طعامه، بينما هي تتناول طعامها بهدوء وابتسامة سعادة و خلاص ترتسم على شفتيها.