يُعد الهواء في بلغراد عاصمة صربيا، البلد الذي يستعد للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ويبلغ عدد سكانه 7 ملايين نسمة، أسوأ من أي مدينة أخرى في أوروبا تقريبًا.
كما تُعد بلغراد موطنًا لِـ 5 من المناطق الـ 15 الأكثر تلوثًا في القارة الأوروبية، بحسب تحليل لصحيفة الغارديان البريطانية.
ويكون الهواء في بلغراد بالصيف أسوأ قليلاً من الهواء في لندن أو برلين، ولكن عندما يأتي فصل الشتاء ويستهلك الناس المزيد من الوقود، وتُحبس طبقات الهواء الحضري الدافئ السموم بالقرب من الأرض، فإن المدينة تختنق بطبقات من الضباب الدخاني الذي تكون الرياح أضعف من أن تتمكن من التخلص منه.
وقدرت دراسة أعدتها وزارة العلوم الصربية، بأن الجسيمات الدقيقة في الهواء الملوث للعاصمة بلغراد كانت مسؤولة عن واحدة من كل 5 سكتات دماغية، وواحدة من كل 4 حالات من أمراض القلب، وواحدة من كل 11 حالة سرطان الرئة.
وأضافت الصحيفة بحسب تحليلها، أنه تم العثور على أسوأ تلوث في بلغراد في "أوبرينوفاتش"، وهي بلدية تقع على بعد 25 كيلومترًا من المركز والتي تضم الجزء الأكبر من مجمع مصنع الفحم "نيكولا تيسلا".
حيث كان الهواء، في العام 2019، يحتوي على مستويات من الجسيمات الدقيقة، المعروفة باسم "PM2.5"، أعلى بخمس مرات من الحدود التي حددتها منظمة الصحة العالمية.
وما يزيد من حجم المشكلة في بلغراد؛ أن أغلب منازلها، التي شيدت قبل 50 عامًا وتعاني من تسرب الغازات والعزل الرديء، تستخدم المواقد القديمة التي تقتاد على حرق الخشب والفحم، مما يجعل السكان بين نار البقاء داخل المنازل واستنشاق الغازات السامة أو الخروج إلى الشارع واستنشاق الهواء الملوث القاتل.
وأردفت الصحيفة أن التلوث موجود بالرغم من اعتماد صربيا لخطة عمل تتضمن تدابير لتنظيف المصانع، وتسريع التخلص التدريجي من السيارات القديمة والمواقد، بقيمة 2.6 مليار يورو للحد من تلوث الهواء على مدى 10 سنوات.
وبالرغم من أن حماة البيئة في المدينة حاولوا مرارًا تنفيذ برامج وإجراءات تسهم في الحد من الانبعاثات الملوثة للهواء في العاصمة؛ لكنهم لطالما كانوا يصطدمون بعوائق سياسية واجتماعية تحول دون تنفيذ مقترحات تنظيف الهواء بدعوى أن الهواء السيئ يُنظر إليه على أنه نتيجة للنمو الاقتصادي.
المصدر: صحيفة الغارديان