حوّل صناع فيلم "فرنسا الحرة"؛ الذي يتناول قصة حياة الجنرال الفرنسي شارل ديغول، مدينة طنجة المغربية ومواقعها التاريخية إلى مدينة جزائرية، لتبدو بأنها مكان شهد مجموعة من الأحداث والوقائع المتعلقة بشخصية الجنرال الشهير.
وجرى اختيار عدد من المواقع التاريخية بعناية فائقة لتصوير مجموعة من المشاهد؛ وعلى رأسها ساحة "فارو"، و"ساحة فرنسا"، بالإضافة إلى "شارع الحرية"، و"سور المعكازين" الشهير، وغيرها من الأماكن المميزة في مدينة طنجة.
وقام الطاقم المشرف على الديكور بوضع نصب تذكاري في مكان التصوير، يُحاكي الذي نحته النحات الفرنسي "باول لاندويسكي" في حديقة الساعة الزهرية في الجزائر العاصمة، يعود لجنود جزائريين وفرنسيين قتلوا خلال الحرب العالمية الأولى، كما تم الاستعانة بسيارات قديمة وبعض الإكسسوارات التي تعود إلى تلك الحقبة.
وأفادت وسائل إعلام محلية، أن عملية التصوير التي يرتقب أن تستمر أسبوعين تقريباً، تطلبت من تقنيي الفيلم نقل مدافع "سور المعكازين" التاريخي إلى مكان آخر، في حدث غير مسبوق.
والفيلم مستوحى من كتاب البريطاني "جوليان جاكسون"، وهو من إخراج الفرنسي "أنتونين بودري"، ويؤدي فيه دور البطولة كل من "سيمون أبكاريان، ونيلز شنايدر، وتييري ليرميت، وكريم ليكلو"، بينما تقدر ميزانية إنتاجه بحوالي 50 مليون أورو.
ويسلط الفيلم الضوء على النصف الأول من الأربعينيات، وهي الفترة التي أصبح فيها الجنرال شارل ديغول بطلا قوميا في فرنسا، فيما يستعرض نجاحات الجنرال ديغول وإخفاقاته والأزمات التي تغلب عليها.
وقال الشاعر والزجال المغربي عبد الإله شوقي، المهتم بالقطاع الثقافي والسينمائي بالمغرب، إن المملكة باتت قبلة لصُناع السينما، مستفيدة من إمكانياتها الطبيعية الساحرة.
وأوضح شوقي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن جغرافية المغرب متنوعة للغاية، حيث يجد فيها صناع الفن السابع ما تستوعبه الكاميرا وما تلتقطه الصورة بشكل مثالي.
وأشار إلى أن المناطق الشمالية في المغرب - على غرار مدينة طنجة - بها نفحة أوروبية مميزة، أما الجنوب المغربي فهو مكسو بالرمال الذهبية وأشجار النخيل، إذ تخول هذه المناظر الطبيعية أي مخرج مهما كان وزنه أن يترجمها إلى مشاهد قوية في الصناعة السينمائية، أما المدن العتيقة مثل فاس ومكناس فهي قبلة للأعمال السينمائية ذات الطابع الروحي.
وسجّل شوقي أن هذه الأرضية الهامة التي يتمتع بها المغرب، تستقطب المبدعين من شتى الميادين.
وأكد أن الفيلم الذي سيتم تصويره في مدينة طنجة حول شخصية شارل ديغول يؤكد أن الصناعة السينمائية في المغرب وصلت إلى مستوى احترافي، لافتاً أن طنجة "عروس الشمال" وما تزخر به من إمكانات ستُسهم في نجاح الفيلم.