رمضان "مختلف" في المملكة المتحدة بسبب الأزمة الاقتصادية

رمضان "مختلف" في المملكة المتحدة بسبب الأزمة الاقتصادية

لا يزال محل "راجمحال سويتس" (Rajmahal Sweets) في "بريك لين" شرق لندن فارغا بشكل غير معهود خلال رمضان هذا العام.

ويعد ذلك انعكاسا للمصاعب التي تواجهها العديد من العائلات بسبب الأزمة الاقتصادية.

ويلاحظ علي (45 عامًا) أن العملاء ينفقون أقل هذه السنة على المنتجات غير الأساسية مثل الحلويات، في بلد يعاني منذ أشهر تضخما تخطت نسبته 10%.

ويقول التاجر الذي يقع متجره في قلب هذه المنطقة الشعبية حيث تعيش جالية بنغلادشية كبيرة: "تأثر النشاط.. الناس ليس لديهم نقود بسبب هذه الأزمة".

يعيش في إنجلترا وويلز حوالي أربعة ملايين مسلم، نحو 40 % منهم يعيشون في أكثر المناطق حرمانًا في البلاد
بيانات

وعادة ما يكون شهر رمضان مناسبا للتجّار الذين يبيعون المنتجات التي تحظى بشعبية لدى المسلمين.

ويعيش في إنجلترا وويلز حوالي 4 ملايين مسلم، نحو 40% منهم يعيشون في أكثر المناطق حرمانا في البلاد، وفقا لبيانات صدرت العام الماضي.

ويلاحظ علي أن الزبون الذي يشتري عادة "اثنين إلى ثلاثة كيلوغرامات" من الزلابية، وهي من الحلويات المقلية، أو غيرها من الحلويات، لا يشتري "إلا 500 غرام" هذه السنة.

في الشارع ذاته، اضطر جمال خالق (51 عامًا)، وهو مالك مشارِك لمتجر بقالة "تاج"، إلى رفع الأسعار في مواجهة التضخم.

ويعترف بأن ذلك "يجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون بالفعل من ارتفاع الأسعار".

بنوك غذائية

ويشير إلى تزايد عدد الناس "الذين يشترون ما يحتاجون إليه والضروريات، ولكن ليس الأشياء غير الضرورية كما كانوا يفعلون".

تقول هوزانا بيغوم (27 عامًا)، أثناء مراقبتها رفوف متجر "زمان براذرز" (Zaman Brothers): "في السابق، كان بإمكاننا شراء كل ما نحتاج إليه مقابل 20 جنيها، لكن الآن باتت (المنتجات) باهظة للغاية".

وحاولت تقليص مصاريفها الغذائية، غير أن الأمر مستحيل خلال شهر رمضان، حيث يجب أن تطبخ الطعام لجميع أفراد أسرتها، وفقا للتقاليد.

تقول بيغوم: "أنا وزوجي ندخر كل شهر من رواتبنا، لكن هذا الشهر لن نتمكن من ذلك".

مع ارتفاع معدلات التضخم، خصوصًا في ما يتعلق بالغذاء والطاقة، لجأ 19% من المسلمين البريطانيين إلى بنوك الطعام العام الماضي

ومع ارتفاع معدلات التضخم، خصوصا في ما يتعلق بالغذاء والطاقة، لم يعد أمام الكثير من الناس خيار سوى الذهاب إلى بنوك الطعام.

ووفق استطلاع للرأي نشر في تشرين الثاني/نوفمبر من قبل Muslim Census، وهي هيئة تجمع بيانات عن المسلمين في المملكة المتحدة، لجأ 19% من المسلمين البريطانيين إلى بنوك الطعام العام الماضي.

تقول ساهرة جاويد من جمعية Muslim Hands الخيرية الإسلامية: "من الصادم رؤية إلى أي مدى بات الناس يعتمدون على بنوك الطعام".

من جهتهم، يواجه التجار المستقلون أيضا منافسة من سلاسل محلات السوبر ماركت منخفضة التكلفة، والتي تزيد عروضها خلال شهر رمضان لجذب العملاء المسلمين.

أخبار ذات صلة
هكذا يقضي اللاجئون العرب شهر رمضان في مراكز الإيواء الأوروبية

ويقول جمال خالق معربا عن قلقه: "يمكنهم خفض أسعارهم، وليس نحن، الأمر الذي يجذب المستهلكين بشكل واضح".

ويضيف: "أعمل في تجارة العائلة منذ 34 عامًا، ولم أواجه أي صعوبات من قبل، ولكن الآن نعم".

ويتابع: "إذا استمر الأمر كذلك، فإن الله وحده يعلم ما إذا كان بإمكاننا الاستمرار".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com