مصري أم مغربي.. ما أصل الطربوش؟

سيطر الطربوش الأحمر على إطلالات الرجال بين القرنين الـ 19 و 20 في مصر وبلاد الشام، حتى ظن الكثيرون أنه إرث عثماني، في حين أكدت مصادر تاريخية نقلتها مدونة ثقافة المغرب، أن الطربوش يعود إلى القرن الـ17 بالمغرب، وتحديدا مدينة "فاس" التي كانت حينها مركز الإنتاج الرئيس لهذا النوع من القبعات، التي أطلق عليه العثمانيون آنذلك اسم "فاس" بالإنجليزية Fez.

قصة الطربوش

وتذكر القصة التركية، أنه وأثناء رحلة الأسطول العثماني إلى المغرب، اشترى بعض البحارة الطرابيش المغربية، وأعجب بها قائد الأسطول "خسرو باشا" الذي أمر بحارته بوضع الطرابيش عند زيارتهم السلطان في إسطنبول.

وأُعجب السلطان محمود الثاني بالطرابيش التي اعتمرتها رؤوس البحارة الأتراك، فأصدر فرماناً يقضي بتعميم ارتداء الطربوش فاس الأسطواني أحمر اللون، إذ رأى فيه بديلا ومنافسا للقبعة الغربية، وبدأ الطربوش يأخذ مكانة مهمة في اللباس العثماني، ثم مع مرور الوقت انتقل هذا الطربوش إلى بلاد الشام ومصر.

من الجيش إلى العامة

ويؤكد المؤرخ المتخصص في تاريخ اللباس المغربي، محمد بوسلام، أن محمد علي هو أول من دعا إلى ارتداء الطربوش في مصر، وجَعَله مقتصرا على الجيش، إذ رأى حينما قرر إنشاء جيش حديث أن الحفاظ على استعمال العمامة التي كانت سائدة كجزء من اللباس، لا يتناسب مع شروط الحداثة.

وأضاف بوسلام في تصريحه لـ"إرم نيوز"، أنه من فضاء الجيش انتقل استعمال الطربوش إلى الزي المدني؛ لأنه كان يضفي مزيدا من الأناقة على الهندام، حتى انتشر في مطلع القرن الـ20 في كل ربوع الدول ربوع العالم العربي الإسلامي.

الفرق بين الطربوش المغربي والمصري

وأوضح المتخصص في تاريخ اللباس، أن الطربوش اتخذ في كل بلد شكلا خاصا به يميزه عن غيره من حيث الحجم واللون والتحديق والتأنيق، مشيرا إلى أن الطربوش المغربي المشهور يعد من أحسن أنواع الطرابيش، ويتميز بكونه أقل طولا وأكثر التصاقا بالرأس، بخلاف غيره من الطرابيش المتداولة في مصر أو تركيا.

ويصنع الطربوش الفاسي من صوف دقيق الدكّ والتلبيد والتحديق، ويكون باللون الأحمر في أغلب الأحيان، ويكون منمقا بهدب من مجدول حرير أسود يتدلى من الوراء، ويعرف رواجا كبيرا إلى اليوم في كل مناطق المغرب، خاصة في المناسبات الوطنية والأعياد الدينية.