السعودية.. الرجال يتفوقون على السيدات في مهنة الشيف

هيمن الشبان السعوديون على حساب الفتيات في أول وأحدث دفعة خريجين من برنامج أكاديمي لتعليم الطبخ الاحترافي في السعودية، حيث باتت مهنة الشيف تستهوي الجنسين على حد سواء، وبتفوق رجالي في بعض الأحيان.

فمن بين 35 خريجا من برنامج "الطاهي الجوي" الأكاديمي الذي نظمته الخطوط الجوية السعودية لزيادة عدد الطهاة السعوديين في الشركة الحكومية، وجدت، رواء حنفي، نفسها برفقة ثلاثة سعوديات أخريات فقط، بينما الباقي كلهم شبان.

وتحمل حنفي شهادة البكالوريوس في التغذية العلاجية، لكن شغفها في عالم الطهي قادها للالتحاق بالدورة التدريبية التي استمرت ستة أشهر تنقلت فيها مع زملائها بين جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز وعدد من الفنادق العالمية المعروفة في المملكة لتتعلم مهارات الطبخ والتقديم والتعامل مع الزبائن.

فيما قاد شغف الشيف عبدالعزيز عبدالقادر، بالطبخ منذ صغره، الشاب السعودي للالتحاق بالدورة شأن غالبية المشاركين الشبان الذي يتزايد عددهم في قطاع الطهي بشكل لافت في السنوات القليلة الماضية وسط دعم رسمي لهذا التوجه.

ويعمل الخريجون الجدد، على متن طائرات الخطوط السعودية، ليصبح عدد الطهاة السعوديين من الجنسين، 40 شيف غالبيتهم شبان، من أصل 185 طاهٍ جوي في الشركة ينتمون لعدة جنسيات.

ويقول القائمون على الدورة التدريبية إنهم يستهدفون زيادة عدد الطهاة ومقدمي الطعام من السعوديين، بحيث يلتقي ركاب الشركة، وكثير منهم زوار وسياح ومعتمرون وحجاج ورجال أعمال، بمواطنين سعوديين، ويتلقون الترحيب منهم.

وفاجأ الإقبال الكبير على الدورة التدريبية، من قبل السعوديين، سيما الشبان، المنظمين في الخطوط السعودية، ما شجعهم لتنظيم دورة ثانية في الفترة المقبلة، فيما يبدو أنه توجه لتوطين كامل لمهنة الطهاة الجويين في الشركة.

ورغم أن الشيف رزان اليوسف، هي من ألقت كلمة الخريجين في حفل التخرج الذي نُظم الأسبوع الماضي، فإن منظر زملائها الشبان الذي اصطفوا على منصة التخرج وعددهم 31 شابا كان لافتا مقابل وجود ثلاث فتيات فقط.

وشهد حفل التخرج احتفاء الطلاب وعوائلهم بنجاح أبنائهم ودخولهم سوق العمل في الخطوط السعودية، وسط احتفاء أكبر على مواقع التواصل الاجتماعي، شارك فيه عدد كبير من المدونين السعوديين، وانضمت إليه وسائل الإعلام وبينها محطات التلفزة الحكومية والخاصة.

وبدأت السعودية منذ 2019، باستقبال السياح من مختلف أنحاء العالم في أول تجربة من نوعها، كجزء من خطة حكومية طموحة تستهدف تحويل المملكة لوجهة سياحية عالمية، ما أوجد حاجة لمزيد من الطهاة السعوديين المحترفين للعمل في مطاعم وفنادق زاد إقبال السكان المحليين أيضا عليها مع تنظيم البلاد للعديد من الفعاليات الترفيهية والفنية التي تمتد على مدى أسابيع وأشهر.

ولدى المملكة حالياً عشرات الطلاب السعوديون، يدرسون على حساب الحكومة في مدراس طهي فرنسية، ضمن برنامج ابتعاث حكومي غير مسبوق يستهدف تخريج طهاة محترفين من المواطنين لملء وظائف جديدة في الفنادق والمطاعم.

كما أقرت الحكومة السعودية، تشريعا جديدا تم بموجبه الاعتراف بشكل رسمي بمهنة "فنون الطهي" لأول مرة في البلاد، بحيث يحمل من يعملون بها صفة اعتبارية مدعمة بترخيص حكومي سيحصلون عليه في خطوة لاحقة.

وأنشأت السعودية، في 2020، هيئة فنون الطهي، لتشرف على خططها في تطوير القطاع، وأعلنت في العام التالي عن تأسيس أول جمعية مهنية للطهي في المملكة.

وأسهمت تلك الخطوات الحكومية، بجانب انتشار ثقافة جديدة أفرزتها مواقع التواصل الاجتماعي التي تربط المدونين من كل أنحاء العالم، في تغيّر نظرة كثير من السعوديين لمهن عديدة كانوا ينفرون منها، من بينها مهنة "الشيف" التي باتت تلقى إقبالا لافتا.