ظروف "مهينة".. حرب غزة تعيد النساء للعصر الحجري
riyadhherald

ظروف "مهينة".. حرب غزة تعيد النساء للعصر الحجري

بعد شهرين من الحرب، تواجه الفتيات والنساء الفلسطينيات في قطاع غزة ظروفا "مهينة" خلال الدورة الشهرية، ويجدن أنفسهن مضطرات للاستعاضة بقطع من القماش أو الحفاضات مكان الفوط الصحية.

ومنذ اندلاع الحرب قبل أكثر من شهرين، يواجه الفلسطينيون نقصا شديدا في الغذاء والمياه، حتى مستلزمات النظافة الشخصية، في رفح جنوب القطاع، التي فرّ إليها 1.9 مليون نسمة.

وتروي هالة عطايا (25 عاما)، التي نزحت إلى مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بعد أن غادرت مخيم جباليا: "أقوم بتمزيق ملابس أطفالي أو أي قطع قماش أجدها لاستخدامها كفوط وقت حلول الدورة الشهرية".

وأضافت: "كنت استحم يوميا قبل الحرب، والآن بالكاد أتمكن من الاستحمام مرة كل أسبوعين".

وتشير هالة وهي أم لثلاثة أطفال: "لا توجد فوط نسائية، وإن توفرت فسعرها مرتفع جدا. الأمر لا يطاق".

وكغيرها من النازحين، تتشارك هالة وأطفالها الحمام مع مئات غيرهم. وتنبعث من المراحيض روائح كريهة.

وتصطف النساء في طوابير طويلة في انتظار استخدام الحمامات، بينما الذباب في كل مكان.

أخبار ذات صلة
"إرم نيوز" يرصد شهادات مروّعة من داخل مستشفى اليمن السعيد في غزة

"خجل وذل"

وبالنسبة للفتاة سمر شلهوب (18 عاما) التي نزحت إلى رفح وتقيم الآن في مدرسة، "عدنا للعصر الحجري" موضحة: "أبسط المقومات الإنسانية أصبحت معدومة، أشعر بخجل وذلَ".

وتابعت: "الوضع معاناة. لا يوجد أمان ولا غذاء ولا ماء ولا نظافة، لا توجد فوط نسائية، لا يوجد ماء للاستحمام، الحمامات قذرة".

وخلال الدورة الشهرية، تقول شلهوب: "نستخدم قطعا قماشية وهذا يسبب تسلخات والتهابات جلدية".

وقالت انتصار الديراوي، وهي تعمل في لجنة النظافة في المدرسة، إنّ "الكثير من النساء يطالبن بأدوية ومراهم لعلاج الالتهابات الجلدية".

ولاحظت منسقة الطوارئ في منظمة "أطباء بلا حدود" في غزة ماري أوري بيريو ريفيال، أنه منذ بدء الحرب "تضاعفت الطلبات على وسائل منع الحمل أربع مرات؛ لأن النساء لم يعدْنَ يرغبْنَ في حلول الدورة الشهرية"، وهذه الحبوب تعمل على تأخيرها أو منعها.

وتركز المنظمة الآن بعد إغلاق مراكزها الصحية حيث يمكن علاج النساء، على حالات الطوارئ اليومية.

AFP

"النظافة معاناة"

وندّدت منظمة "اكشن ايد" في بيان الأحد، بظروف عيش العديد من النساء والفتيات في غزة، موضحة أنهن يعشن "في مرافق مكتظة، وفي بعض الأماكن لا يوجد سوى دش واحد لـ 700 شخص ومرحاض واحد لـ 150 شخصاً".

وبحسب المنظمة "ليس لديهن سوى القليل من الماء للاغتسال، ولا خصوصية، ولا صابون للحفاظ على سلامتهن".

تصف أحلام أبو بريكة، التي نزحت منذ أكثر من ستين يوما، ظروف معيشتها، مشيرة إلى أنّ "النظافة الشخصية معاناة. المياه لا تكفي للجميع".

وتوضح كيف اختارت تخفيف شرب السوائل لهدفين أولهما توفيرها لأطفالها وأيضا لتقليل عدد المرات التي تضطر لاستخدام المرحاض. معلقة: "خسرت 15 كيلوغراما من وزني".

وأكدت منظمة "العمل ضد الجوع" غير الحكومية، أن نقص المياه يصعّب على النساء والفتيات التعامل مع الدورة الشهرية "في ظروف صحية أو كريمة".

وأشارت إلى أنّ العديد منهن "يستخدمن منتجات الدورة الشهرية فترة أطول من المتوقع؛ ما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى".

وفي أحد الفصول، جلست أم سيف (52 عاما) مع بناتها الخمس، مشيرة إلى أنهن يقمن باستخدام "حفاضات الأطفال" خلال الدورة الشهرية؛ إذ تقسم الحفاض قسمين لاستخدامه.

ولكن حتى الحفاضات أيضا أصبحت غير متوفرة بكثرة وارتفع سعرها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com