أحيته فرقة أمريكية.. ما قصة "حزام العفة" الحديدي للنساء؟

أعادت فرقة غناء أمريكية، مؤلفة من أربع نساء، التصور الشائع عن انتشار حزام العفة الحديدي عند النساء في حقب ماضية عاشتها القارة الأوروبية، رغم جهد كبير من المؤرخين لدحض ذلك الادعاء.

ويعود تاريخ أحزمة العفة الحديدية للعصور الوسطى في القارة الأوروبية، إذ ساد تصور شائع أن الرجل في ذلك الوقت، كان يربط حزامًا مصنوعًا من الحديد، حول حوض المرأة لحمايتها من الاعتداءات الجنسية، أو للتأكد من عدم خيانتها له أثناء غيابه الطويل.

وتحمل فرقة غنائية أمريكية، تُقدم موسيقى الروك، اسم "حزام العفة" أو Chastity Belt باللغة الإنجليزية، لتشكل ما يشبه الإحياء لذلك الموروث في مقابل تأكيدات المؤرخين بأن الأمر مجرد مزاعم لم تكن موجودة من الأساس.

وتستعد الفرقة للاحتفال بمرور 15 عامًا على إطلاقها على يد كلّ من: جوليا شابيرو، ليديا لوند، جريتشن جريم، وآني تروسكوت، عندما كنَّ في المرحلة الجامعية، مستفيدات من قدرتهنَّ على عزف الجيتار وتمتعهنّ بأصوات غنائية جميلة.

وفي حين يعرف جمهور الفرقة تفاصيل كثيرة عن حياة أعضائها وحبهنَّ للسخرية والضحك، فإن كثيرًا من المتابعين الجدد جذبهم الاسم اللافت للفرقة، متسائلين عن معناه.

ما حقيقة وجود أحزمة العفة في الماضي؟

تَذكر الروايات وبعض الكتب التاريخية، أن الرجال يتركون أحزمة العفة على زوجاتهم عند خروجهم للقتال في الحرب وأحيانًا لبضع سنوات، إذ يحتفظ الرجل بمفتاح قفل الحزام.

وتكشف الأحزمة المعروضة في متاحف أو لدى المهتمين بالأشياء التاريخية، أن الهدف منها حماية عفّة المرأة.

لكن غالبية المؤرخين يقولون، إن كل تلك الروايات والكتب تستشهد ببعضها بعضًا، ولا تقدم أي دليل على وجود أحزمة العفة التي لا يمكن ارتداؤها في الواقع لما تسببه من ضرر صحي، بينما تم الترويج لها للاستشهاد باضطهاد النساء في الماضي.

كما أن وجود نماذج حديدية لتلك الأحزمة لا يتعدى كونه تجارب فردية تم إعدادها بهدف المزاح والسخرية من الفكرة التي تظل منتشرة لارتباطها بموضوع الجنس، كما يقول من كتبوا في ذلك المجال.

وظهر أول حزام عفّة حديدي في العام 1405 في كتاب يدعى Bellifortis، ويرجح الرأي القائل بأن أحزمة العفة مجرد أساطير وأوهام ظهرت في الأدب المستوحى من العصور المظلمة.

يُذكر أن المتحف البريطاني بدوره أزال من منصات العرض حزامًا حديديًّا كأحد موروثات تلك الحقبة.