واقعة غير مسبوقة.. جدل في الأردن بعد ترؤس برلمانية جاهة صلح عشائرية

واقعة غير مسبوقة.. جدل في الأردن بعد ترؤس برلمانية جاهة صلح عشائرية

ما إن أعلنت البرلمانية الأردنية ميادة شريم، عن ترؤسها جاهة للإصلاح بين 3 عشائر في بلادها، حتى بدأ التفاعل مع الحادثة غير المعتادة في الأردن.

وجرى العرف العشائري بتصدر الشيوخ والوجهاء من الرجال لجهود إصلاح الخلافات بين العشائر والعائلات، إلّا أن تأدية سيدة لهذا الدور، أمر غير مسبوق في الأردن.

ويوم الجمعة الماضي، أعلنت شريم عبر "فيسبوك"، عن نجاحها في الإصلاح بين 3 عشائر أردنية بعد "جهود امتدت لأشهر".

وقالت: "بفضل الله وكرمه تم صلح عشائري بين آل الحجاوي وآل جالودي وآل أبو عرة؛ على إثر مشاجرة وقعت بين أفراد من أبناء العشائر المذكورة، بعد أشهر من إرضاء الأطراف".

بدأت القصة، عندما تعرض طالب مدرسي للضرب من قبل زملائه ما تسبب له بضرر دائم بجهازه التناسلي، لتلجأ بعد ذلك والدته للنائب "شريم" التي بدأت لاحقًا جهود الإصلاح بين عائلات المتشاجرين.

وقعت هذه الحادثة منذ نحو شهرين، لتبدأ البرلمانية الأردنية عقب ذلك، بمحاولة الإصلاح بين الأطراف، "دون إضاعة حق المعتدى عليه".

وقالت شريم لـ"إرم نيوز"، إن "هدفها من المشاركة في الجاهة كان عمل الخير، وحل الإشكال الذي نشب بين الأطراف، وليس أي شيء آخر".

ولفتت إلى أنها شاركت سابقًا في عدد من الجاهات بحكم ترؤسها لجمعية تدعى "مجلس عشائر قلقيلية"، طوال السنوات الخمس الماضية.

تعرضت لهجوم

وترى شريم، أن "عمل الخير ليس مقتصرًا على امرأة أو رجل، فمن يستطيع حل المشاكل ليفعل ذلك".

وأضافت أنها "لا تهمّش دور الرجال ولم تقم بالاعتداء على أحد".

وكشفت عن تعرضها لما وصفته بـ"هجوم كبير" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشرت عبر "فيسبوك" صور الجاهة.

وأعلنت شريم، اعتزامها المشاركة في جاهة أخرى، حزيران/ يونيو المقبل.

انتقادات

وغلب على تعليقات شيوخ العشائر في الأردن، انتقاد ترؤس "شريم" للجاهة، باعتبار ذلك "خرقًا للعرف العشائري"، معتبرين أن هذه المهمة محصورة بالرجال.

وأدانت رابطة عشائر الحجاوي، التي كانت طرفًا بالجاهة، "قيام النائب ميادة شريم أو أي امرأة بالتحدث باسم العشيرة، وأن تقوم بهذا العمل العشائري الذي يمثله الشيوخ".

ودعا بيان للرابطة نشره الشيخ عاصم الحجاوي عبر "فيسبوك"، النائب شريم إلى الاكتفاء "بواجباتها كنائب من الناحية التشريعية والرقابية وليس الخدماتية".

لكنه أكد، تشجيع الرابطة "لتفعيل دور المرأة وتمكينها".

بدوره، اعتبر الشيخ ضيف الله القلاب ما حدث، "مخالفة عشائرية، وخرقًا للعُرف العشائري، ولم يشهده المجتمع الأردني من قبل، ولا يجوز الاستمرار به"، بحسب ما نقل عنه موقع "سرايا" المحلي.

وأضاف القلاب، وهو شيخ قبيلة بني حسن، أن هذه الجاهة، "هي الأولى من نوعها في الأردن".

ردود متباينة

وتباينت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي حول "جاهة الصلح"، بين من رآها تساهم في تمكين المرأة في الأردن، ومن انتقدها بعد أن ترأستها امرأة.

وذهب آخرون، إلى رفض تأدية النائب، بشكل عام، لأدوار في الجاهات العشائرية، وتفرغه لوظيفته الأساسية وهي تشريع القوانين والرقابة على الحكومة.

فيما رأى عماد مدادحة، أن "علينا أن نقدّر من يقوم بالجهود الطيبة سواء أكان رجلًا أم سيدة متفضلة".

بدوره، تساءل الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور، حول ما إذا كان استمرار تقليد الجاهات لحل النزاعات، "يضعف سياسة الدولة".

ورأى المحامي زيد المجالي، أن شريم "نائب بالوظيفة ودورها مناط بالتشريع والرقابة، وما قامت به - بحسب العرف العشائري - ليس مكانها".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com