بعد "بيتبول" أميرة شنب.. اقتناء الكلاب الشرسة يثير الجدل في مصر

تسبب اعتداء كلب "بيتبول" شرس، محظور استيراده دوليا، تملكه عائلة الإعلامية المصرية أميرة شنب، على مدير في أحد البنوك، ما أدخله في غيبوبة تامة، حالة من الغضب والجدل الشعبي والرسمي.

وكشف شقيق زوجة محمد محب، الذي تعرض لهجوم وعقر من كلب "بيتبول"، الدكتور عمر عبدالمحسن، عن آخر تطورات الحالة الصحية للمجني عليه.

وقال عبدالمحسن، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إن "محب مازال يرقد في الرعاية المركزة، في غيبوبة تامة، دخل فيها منذ أسبوع، بعد تخديره لإجراء تدخل جراحي، لعلاج آثار مهاجمة الكلب له".

وأضاف: "بحسب التقرير الطبي الصادر من المستشفى حول حالة محب، فهو مصاب بجرح قطعي متهتك بالذراع والساعد الأيمن، وقطع بالعضلات، وقطع بالعصب الكعبري أدى إلى شلل في العضلات الباسطة للرسغ والأصابع".

وتابع: "كما أن التقرير أشار إلى أنه مصاب بسحجات وكدمات بالصدر والفخذ الأيمن"، لافتا إلى أنه "مازال فاقدا الوعي تماما، ولا يُوجد أي تطور في الحالة حتى الآن".

اقتناء سلاح

من جهته، قال أمين عام نقابة الأطباء البيطريين في مصر، الدكتور محمد عفيفي سيف، إن "كلاب (بيتبول) مسموح بدخولها مصر، وغير محظورة، وقائمة الدول التي تحظر دخول هذا النوع من الكلاب لا تضم مصر".

وأضاف عفيفي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "تربية الكلاب بشكل عام داخل المنزل خطأ، لأسباب صحية، لأنها ناقلة للأمراض"، مشيرا إلى أنه "ليس صحيحا أن البيتبول لا يُهاجم الشخص إلّا حال حدوث استفزاز له، ولا يُمكن التحكم فيه".

وأوضح أن "هذا النوع من الكلاب (البيتبول)، سلالة قوية وشرسة، واقتناؤه هو بمثابة اقتناء سلاح، والكثير من الأشخاص لا يُدركون ذلك، ومدى الخطورة من اقتناء مثل هذه الأنواع من الحيوانات".

وبين أنه "يتم تقديم توصيات ومقترحات بشكل يومي من الأطباء البيطريين، فيما يتعلق بالكلاب الشرسة أو الشوارع، تلك المشكلة التي لا تقتصر على السعار فقط، فالحالة التي أثارت الرأي العام حاليا، على سبيل المثال هي عقر وهجوم وشراسة".

وواصل: "الكلاب مفترسة، معروف أنها آكلة لحوم، وهذا ليس هجوما عليها كما تُحاول جمعيات الرفق بالحيوان تصوير ذلك"، لافتا إلى أن "العقوبة لمالك البيتبول ستكون على حسب توصيف حالة المجني عليه محمد محب من جانب المحكمة".

واستطرد: "مالك الكلب في واقعة محمد محب، لم يلتزم، فهو في منطقة سكنية، والكلب لا يصح أن يكون طليقا، ويجب أن يكون مقيدا ومُكممًا حتى لا يعقر أحدا"، مشيرا إلى أن "مصير الكلب حاليا في يد النيابة المصرية، سواء بالقتل الرحيم له أو إيداعه في حديقة الحيوان".

وقال: "إذا كان الكلب للحراسة ومدربا بشكل صحيح، لا يعقر"، لافتا إلى أن "البيتبول من أشرس وأقوى أنواع الكلاب، والعجيب أن يتم اقتناؤه في شقة سكنية، فهو من الوارد أن يغدر حتى بصاحبه في أي لحظة".

ووجه أمين عام الأطباء البيطريين، حديثه إلى مجلس النواب المصري، بضرورة "الانتباه إلى مشكلة الكلاب، فيما يتعلق بالسلالات التي يتم استيرادها، وضرورة وقفها، ووقفة أيضاً لمواجهة ظاهرة كلاب الشوارع، التي يُزيد عددها عن الحد، وهي تقدر بحوالي 25 مليون، وهذا خطر على التوازن البيئي".

إقبال كبير

وفي السياق نفسه، قال الدكتور خالد العامري نقيب الأطباء البيطريين السابق في مصر، إن "البيتبول ليس حيواناً أليفاً ولا توجد أي قوانين أو تشريعات تُنظم عملية اقتناء هذا النوع من الكلاب أو الحيوانات المفترسة بشكل عام"

ولفت العامري في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن "كلاب (البيتبول) شرسة ولا تصلح تربيتها في المنازل، وهناك أكثر من 20 فصيلة أخرى ينطبق عليها نفس الأمر، لكن لا يوجد أي قانون يُنظم تلك المسألة في مصر".

وأكد أن "كلاب البيتبول لا يُمكن ترويضها، فهي لديها غريزة شرسة، وتشبه الأسد في الشراسة، وهي حيوانات عفية، حال تُركت لتهاجم أي شخص ستقتله".

وذكر أن "هناك أكثر من 12 نوعا من الكلاب الشرسة موجودة في مصر، ويتم تربيتها في المنازل، وهذا خطأ، وتلك الأمور تحتاج إلى تنظيم، فهذه الحيوانات خطيرة ويُمكن أن تُسبب مصائب كبيرة لأصحابها".

تحرك برلماني

وتحرك عدد من أعضاء البرلمان المصري، بعد واقعة محمد محب، من أجل وقف استيراد الكلاب الشرسة نهائيا، بما فيها "البيتبول".

عضو لجنة حقوق الإنسان في البرلمان المصري، النائب أيمن أبو العلا، تقدم بطلب إحاطة لحظر استيراد 12 فصيلة من الكلاب الشرسة وعلى رأسها "البيتبول".

وقال أبو العلا، في طلب الإحاطة، إن هناك فصائل كثيرة تصل إلى 12 فصيلة من الكلاب المفترسة الشرسة التى ينبغي حظرها نهائيا واستثناء الجهات المسؤولة فقط من قرار الحظر.

وقال: "هذه الكلاب خطر على أصحابها قبل أن تكون خطرًا على المواطنين ويجب خروج قرار سريع بحظرها ومعاقبة مخالفي القرار".

وأشار إلى ضرورة تدخل هيئة الطب البيطري لحظر استيرادها نهائيا، وتكون هناك رقابة قوية لمنع تواجدها في مصر.

وفي السياق نفسه، تقدمت عضو البرلمان المصري، آمال عبدالحميد، بمقترح برلماني إلى المستشار حنفي جبالي رئيس المجلس، موجه إلى رئيس الوزراء ووزير الزراعة، لإصدار قرار وزاري بمنع استيراد ودخول كلاب من سلالة "بيتبول"، واعتبار اقتنائها وحيازتها جريمة.

وكانت هند ابنة الفنان الراحل سعيد صالح، قد كشفت تفاصيل الواقعة، بمنشور عبر حسابها على "فيسبوك" قالت فيه إن "زوج إحدى صديقاتها (يدعى محمد محب الماوي) الذي يعمل مديرا لأحد البنوك، تعرض لحادثة بشعة".

وقالت: "كلب يملكه زوج الإعلامية أميرة شنب، التي اشتهرت في مصر عبر تقديم برامج الطبخ، وتقدم حاليًا برنامجا يحمل اسم (أميرة في المطبخ)، قد هاجمه".

وأشارت في منشورها، إلى أن "الكلب من نوعية بيتبول المحظور استيراده دوليًا".

وأضافت: "بدأت القصة عندما قرر الجار أن يذهب إلى منزلها ويطلب منها السيطرة على الكلب، لكن بمجرد أن فُتح الباب، خرج الكلب مسرعًا وهاجمه".

وتابعت هند: "تعرض الجار إلى إصابات خطيرة وقطع نافذ في الأوتار والأعصاب، حيث قرر الأطباء إجراء جراحة نقل أعصاب من القدم إلى الذراع".

وأكملت: "لكن بعد دخوله إلى غرفة العمليات، توقف قلبه لمدة 30 دقيقة كاملة، قبل أن يعود إليه النبض بعد الصدمات الكهربائية، إلا أنه دخل في غيبوبة ولم يستعد وعيه حتى الآن، حيث تم تأجيل الجراحة إلى أجل غير مسمى".