هكذا يقضي اللاجئون العرب شهر رمضان في مراكز الإيواء الأوروبية

هكذا يقضي اللاجئون العرب شهر رمضان في مراكز الإيواء الأوروبية

يقضي اللاجئون العرب في مراكز الإيواء والمخيمات شهر رمضان المبارك، وهم يعانون من ظروف صعبة فرضتها عليهم إقامتهم الجديدة، حيث يعانون من لوعة البُعد عن أجواء رمضان في بلادهم المليئة بالألفة والروحانية والحب.

وبين مَن ينتظر أوراق إقامته، ومَن يترقب قرار ترحيله، ومَن ينتظر مصير استئنافه لقرار رفض اللجوء، يحل رمضان على اللاجئين المسلمين في مراكز الإيواء الأوروبية هذا العام، ملتزمين بطقوسه وعاداته، رغم الأجواء الجديدة وظروف عدم الاستقرار والمصير المجهول الذي يلوح في الأفق.

لوعة البُعد عن رمضان الشام

وقال ملهم برصا (31 عاماً): "رغم الظروف الصعبة وعدم توفر أبسط مقومات الحياة هنا في مخيم تير آبل بهولندا، إلا أننا نحيي طقوس رمضان من إفطار وسحور، ونصلي التراويح جمعاً في المخيم".

تقوم الجاليات الإسلامية التركية والعربية بتنظيم مبادرات موائد الرحمن على نطاق واسع في ألمانيا، وتدعو إليها الفقراء والميسورين والمغتربين.

وأضاف برصا، وهو من أصول سورية لـ "إرم نيوز": "أعيش وعائلتي للمرة الأولى هذه التجربة، تجربة البُعد عن حينا الدمشقي القديم في شهر رمضان المبارك، هناك حيث العادات الرمضانية والطقوس الموروثة عن الأجداد، وحيث يشعر أهالي الحي وكأنهم عائلة تحتفل كلها سوية".

وينتظر برصا وعائلته نتيجة قرار الطعن برفض اللجوء الذي تلقوه بسبب بصمتهم الأولى في رومانيا، ورغم حالة الترقب والقلق التي يعيشونها، إلا أنهم يحيون كل الطقوس الرمضانية ويحاولون محاكاة طقوسه في بلدهم سورية.

وهنا قال برصا: "رغم أن المعونة لا تكفي، فإننا حرصنا على إعداد بعض الأطباق الرمضانية التي يمكن إعدادها، وقمنا بدعوة العائلة المصرية التي بجوارنا لتناول الإفطار معاً في اليوم الثاني من شهر رمضان، كما نقوم بإقامة صلاة التراويح مع جميع المسلمين في المخيم".

هناك العديد من اللاجئين الذين لم يجدوا مكاناً في مراكز الإيواء فافترشوا الحدائق والشوارع.

وتقوم عدد من المنظمات والمبادرات في هولندا بإقامة إفطارات خيرية تدعو إليها الجاليات الإسلامية في البلاد، كما تقوم بعض المبادرات الأهلية بالتنسيق مع المساجد بتوزيع وجبات إفطار على مراكز الإيواء، خاصة المخيم المركزي تير آبل.

موائد الرحمن في ألمانيا

وفي ألمانيا، حيث مخيم شبانداو للاجئين، يقضي عمار البرغاني (45 عاماً) شهر رمضان لأول مرة بعيداً عن مدينته كركوك في العراق، منتظراً صدور إقامته منذ حوالي 6 أشهر.

وقال البرغاني لـ "إرم نيوز": "تعودنا على نمط الحياة والظروف هنا، ونعيش أجواء رمضان المبارك أنا وأصدقائي عبر دعوة بعضنا البعض على الإفطار، وتقاسم المائدة الرمضانية، وكذلك بالنسبة للسحور والصلاة".

وأضاف البرغاني: "لديّ أصدقاء هنا من سورية والمغرب ومصر وتونس وبعض الأصدقاء من أفغانستان وبنغلادش، ونتبادل دعوات الإفطار، ونذهب أحياناً لموائد الرحمن في مسجد الهدى القريب من مركز الإيواء".

وتابع البرغاني: "أكثر ما أشتاق إليه هنا، هو لمة العائلة في رمضان، والذهاب إلى الصلاة في جامع الحي الذي أسكن فيه في كركوك مع والدي وإخوتي، وكل الطقوس الرمضانية التي بقينا نحييها في العراق رغم الظروف الصعبة".

وتقوم الجاليات الإسلامية التركية والعربية بتنظيم مبادرات موائد الرحمن على نطاق واسع في ألمانيا، وتدعو إليها الفقراء والميسورين والمغتربين وكل من افتقد الأجواء الرمضانية للمشاركة فيها، وساهمت المجتمعات العربية الصغيرة التي تشكلت في ألمانيا في ازدياد هذه المبادرات التي تهدف إلى تقليص الفوارق الاجتماعية بين المسلمين.

إفطارات خيرية في بلجيكا

وفي بلجيكا التي يعتبر المظهر اللافت فيها هذا الموسم الرمضاني هو النشاط الخيري والإغاثي، يقوم العشرات من المبادرين باستغلال الشهر الفضيل لإطعام وإغاثة الفقراء عبر الإفطارات الخيرية، وتوزيع وجبات الطعام على المخيمات.

وقال إبراهيم السالم (38 عاماً) لـ "إرم نيوز": "يوجد عدد كبير من المسلمين الفقراء هنا في مخيم بيرلار ببلجيكا، ويقومون بادخار وجبات طعام الغداء إلى وقت الإفطار حتى يتناولوا إفطارهم".

ووصل إبراهيم إلى بلجيكا منذ حوالي 3 أشهر، وينتظر إلى الآن موعد المقابلة الأولى لتقديم بياناته وشهادته، ويقضي صيامه الأول في شهر رمضان في أوروبا.

وهنا قال: "نقوم بمشاركة المسلمين هنا طقوس رمضان، ونجتمع سوية على مائدة الإفطار، لكن الوضع المزري لا يسمح بإقامة أي طقوس أو احتفالات رمضانية، فالمخيم يفتقر لكل مقومات الحياة، وهو مكتظ بشكل كبير بالمهاجرين".

وتابع الشاب: "في اليوم الأول لرمضان وصلتنا وجبات على الإفطار مقدمة من مبادرة شبابية، ووعدونا بأنهم سيمدوننا بوجبة الإفطار كل ثلاثة أيام، لكن رمضان ليس فقط وجبة الإفطار، هناك طقوس روحانية وهناك حالة فرح وصفاء لا يمكن إيجادها هنا، حتى لو تشاركنا الأجواء الرمضانية".

ويعتبر الصيام في بلجيكا طويلاً بالنسبة لباقي الدول الأوروبية، فيما هناك العديد من اللاجئين الذين لم يجدوا مكاناً في مراكز الإيواء فافترشوا الحدائق والشوارع.

أخبار ذات صلة
المهاجرون يعانون الجوع في مركز إيواء ليبي

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com