لماذا تدمن بعض السيدات الرجال المسيئين إليهن؟
لماذا تدمن بعض السيدات الرجال المسيئين إليهن؟لماذا تدمن بعض السيدات الرجال المسيئين إليهن؟

لماذا تدمن بعض السيدات الرجال المسيئين إليهن؟

التقت فيفيان ماكغراث بزوجها السابق بن في حفل عندما كانت ممثلة شابة طموحة ولكن العلاقة انحدرت في دوامة مرعبة ومدمرة. فعندما كانت حاملاً كاد يقتلها ولكنها عادت إليه ومنذ ذلك الحين غيّرت فيفيان حياتها وتزوجت من شخص آخر وأنجبت طفلاً وقررت مشاركة قصتها لتلقي الضوء على سبب عودة النساء للرجال المسيئين إليهن.

وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قالت فيفيان إنها لاحظت شخصية بن الحقيقية في غضون أسابيع من بداية العلاقة وعلى الرغم من شعورها بتلك الإنذارات إلا أنها تجاهلتها.

وقالت: "عندما قابلته في الحفل كان عمري 18 سنة وكنت ممثلة شابة طموحة وكان بن أكبر مني قليلًا في السن وممثلًا ناجحاً بالفعل، وكان يبدو كعارضي الأزياء، طويل وأسمر ووسيم".

وأضافت: "في البداية لاحظت أنه كان يقف وحده في ركن من الغرفة وبيده مشروب ونظر باتجاهي بعينيه الزرقاوين وكان يبدو كالحمل البريء فذهبت إليه وقلت مرحبًا وكان الانجذاب بيننا تلقائياً فتحدثنا وضحكنا لساعات وعلى الرغم من أن الغرفة كانت مليئة بالعارضات والممثلات الجميلات كان اهتمامه مركزًا علي أنا فقط وعندما حان وقت الرحيل وعد بالاتصال بي وكنت عند عودتي إلى المنزل سعيدة".

وتابعت فيفيان: "انتظرت عدة أسابيع ليتصل بي وعندما لم أستطع الانتظار أكثر اتصلت أنا به وكان ساحرًا للغاية وجذبني بصدقه عندما قال إنه كان يرغب في الخروج معي لكنه كان محرجًا مني حيث كان عاطلاً عن العمل في ذلك الوقت ولا يمتلك ما يكفي من المال وكان ردي: لا تقلق سوف أدفع أنا".

وفي ذلك المساء، ذهبت فيفيان وبن إلى إحدى الحانات الشعبية ولاحظت فيفيان بعض الفتيات وهن يحاولن جذب انتباهه ولكنه ظل يكرس كل اهتمامه لها وتحدث معها عن حياتهما المستقبلية معًا ورسم لها صورة جميلة عن منزلهما الكبير المليء بالكثير من الأطفال.

وعلى مدار الأسابيع التالية، قضت فيفيان كل يوم معه وقال لها إنها من يبحث عنها طوال حياته وتحدث عن الزواج والحياة الطويلة السعيدة معًا.

ووفقًا لفيفيان، ذهب بن إلى منزله لإحضار بعض الملابس وافتعل شجارًا لسبب لم تفهمه قبل إغلاق الهاتف ولم يتواصل معها لأسابيع.

وعندما ظهر مرة أخرى تظاهر وكأن شيئا لم يكن، حيث أحضر لها الزهور وفتنها مرة أخرى وقالت فيفيان: "ربما كانت امرأة غيري رفضته بعد تصرفه في مثل هذا الموقف ولكن أنا كنت قد أدمنت اهتمامه بي".

وأضافت: "استغرقت عقودًا حتى فهمت لماذا لم أنفصل عنه في تلك اللحظة بدلاً من التورط في علاقة مدمرة ومختلة لمدة أربع سنوات ونصف".

وبالفعل تطورت العلاقة إلى الزواج وإنجاب طفل ولكنها كادت تكلف فيفيان حياتها قائلة: "بعد سنوات قام بخنقي ولكنني عدت إليه حتى بعد ذلك. والآن أدرك أنني كنت مدمنة فأصبحت أبحث عن الجانب الذي منحني شعورًا جيدًا واتضح أنني لست الوحيدة التي تتبع هذا النهج الضار، فقد عثرت على الكثير من النساء المختلفات في منتديات الإنترنت، قد مروا بمثل هذه التجربة وكن أيضًا مدمنات على علاقة مسيئة".

وتابعت، فعلى الرغم من مظهري الواثق وبنائي لمستقبل ناجح مهنيًا إلا أنني كنت غير واثقة من نفسي في الداخل. فقد نشأت في بيئة مريحة في عالم الطبقة الوسطى حيث المدارس باهظة الثمن والعطلات في الخارج وكان زواج والدي سعيدًا، ولكن كنت أعاني من تدني احترامي لذاتي.

وكانت كلمات بن هي ما كنت بحاجة لسماعه فظننت أنني وجدت ما كنت أبحث عنه، شخص يحبني لنشيخ سويًا وعلى الرغم من وجود تلميحات بأن هذه العلاقة كانت متقلبة إلا أنني تجاهلتها وكنت أفكر بأنه يحتاج للإنقاذ من طباعه السيئة ما جعلني أشعر بشعور جيد لأنه يحتاجني.

ووفقًا للخبراء، يكون الشريك المسيء بمثابة الطعم العاطفي ثم يتحول من شخص رومانسي رائع لآخر متقلب وعنيف وبدون أن تلاحظ يتبدل مرة أخرى إلى الشخص الرومانسي لذلك من السهل أن ترتبك.

ويُفسر أصحاب السلوك السيء بأنه بسبب المعاناة من ماض صعب أو طفولة مؤلمة أو التعرض للخداع من شركاء سابقين وبالطبع تصدقهم الضحية وتحاول مساعدتهم ثم يدعون أنك السبب في إثارة غضبهم حتى تقومين بتغيير سلوكك لتجنب إغضابهم، وفي حالة فيفيان اتهمها بن بمغازلة أحد الرجال الذي كانت بالكاد قالت له كلمة واحدة.

وقالت فيفيان: "بدأت أقلل من رؤية أصدقائي حيث رأى بن بأن لهم تأثير سيء علي وبدأت ارتداء ملابس أكثر تحفظًا تلك التي لا يراها تشبه ملابس العاهرات، فكنت أفعل أي شيء حتى لا أغضبه ولكن مهما حاولت لم يبدُ أي شيء كافيًا فكان يجد سببًا آخر للومي على غضبه".

بعد ذلك تبدأ العلامات الأولى للإيذاء البدني بالظهور، ويحدث هجوم دون سبب ولكن التفكير في وضع حد لذلك وعدم رؤية شريكك مرة أخرى، يرعبك أكثر من طريقة معاملته لك فلقد تجاهلت العلامات التحذيرية سابقًا، والآن تنكر حقيقة الإساءة والاعتداء.

ويساهم ندمهم بعد هجوم لفظي أو جسدي حيث يبدأون بالتنهد وجلب الزهور أو الشوكولاتة للتعويض عن ذلك ثم التعهد بعدم القيام بذلك مرة أخرى باستمرار إنكار الوضع الخطير.

وتقول فيفيان إن بن قال لها باستمرار: "أنا بحاجة لمساعدتك أكثر من أي مرة لأتغير"، وكان ذلك يسبق دائمًا مستوى جديدًا من الإساءة قبل الندم مرة أخرى وكأنها حلقة مفرغة فبعد كل واقعة مروعة ومع كل مرة كنت أزداد يأسًا في تغيير الوضع ويصاحب ذلك الشعور بأنك لا قيمة لك وإنك تستحق غضبهم.

وتابعت فيفيان: "شعرت في أعماقي بالخزي فقد كان أسلوبي أنا أيضًا يزداد سوءًا وكلما أبعدني بن أصبحت أكثر تشبثًا به وعندما عدنا إلى مرحلة أكثر هدوءًا كنت أنتهز الفرصة لمحاولة تحويله إلى الرجل الذي أردته أن يكون حتى صرت حاملًا وكان بن مبتهجًا فقلت في نفسي: "هذا هو ما يحتاج إليه لجعله سعيدًا وهذا ما سيجعل الأمور أفضل فوافقت على الزواج منه ولكن بعد 4 أشهر حاول قتلي".

وتابعت: بعد معاناة طويلة قررت تغيير حياتي، وتزوجت مرة أخرى وبفضل الدروس التي تعلمتها من علاقتي مع بن قضيت 30 عامًا لا تصدق مع رجل يُعتبر أفضل صديق لي، ورُزقنا بصبي أيضًا.

وعلى الرغم من كون بن جزءًا من حياتنا السابقة إلا أنني اخترت ألا أقول كلمة سيئة عنه لابننا وحاليًا لم أر بن منذ عقود.

وقد شكلت فيفيان حياة مهنية ناجحة، حيث عملت لأول مرة كممثلة في المسلسلات التلفزيونية، مثل: "بريزونر سيل بلوك إتش" ثم عملت كمراسلة للأخبار المحلية، ومراسلة أجنبية لشبكة مقرها في آسيا.

وقالت: حاليا، أنا منتجة تنفيذية، حيث أقدم أفلاماً وثائقية عن مذيعي المملكة المتحدة الكبرى والولايات المتحدة وأستراليا وقد رويت قصص الآخرين وأنا الآن مستعدة لأروي قصتي كأحد الناجين من العنف المنزلي وهي قصة لا يعرفها العديد من أصدقائي وزملائي المقربين.

وقد اتخذت هذا القرار لأن الإحصاءات لا تزال مروعة وغير مقبولة فالأزواج الحاليين أو السابقين يقتلون امرأتين كل أسبوع وكان من الممكن أن أكون إحداهن.

أنا لست طبيبة نفسية ولا علاقة لي بالطب ولكني آمل أن تُظهر قصتي أن أي شخص يمكن أن يتورط في علاقة مدمرة ويمكن لأي شخص أن يصبح ضحية للعنف المنزلي حتى دون حدوث ذلك مسبقًا ولكن هناك علامات تحذيرية لا ينبغي تجاهلها فمن يؤذيكِ لا يستحق حبكِ.

وأنا أعد دليلًا على وجود حياة أفضل بعد العلاقات المسيئة، والتي يمكن أن تكون جميلة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com