فرنسا.. جاليات عربية تطوع شهر رمضان لمساعدة المحتاجين

فرنسا.. جاليات عربية تطوع شهر رمضان لمساعدة المحتاجين

يأتي رمضان هذا العام في فرنسا، التي تحتضن جالية إسلامية كبيرة تبلغ نحو 5 ملايين مسلم، بأجواء من الفرح والسعادة والعادات الإسلامية التي اعتادت الجاليات العربية إحياءها، رغم ما ينغص هذه الاحتفالات من ظروف اقتصادية وأجواء متوترة ومشحونة واحتجاجات على قانون التقاعد.

وتكثر في فرنسا الأسواق الشعبية الزاخرة بالأجواء الرمضانية التي تحاكي ما اعتاد المسلمون العرب إحياءه في بلدانهم الأصلية، إضافة للنشاط الإغاثي الكبير هذا العام، تلبية للحاجة الناجمة عن التضخم والأزمات الاقتصادية.

التضخم تحد كبير

وقال أيمن السواحي (28 عاما) لـ"إرم نيوز": "تتنوع هذه المنتجات الرمضانية بتنوع المحلات العربية وأجناسها، لكنها جميعًا تتسابق على تحضير الأطباق الخاصة بالمائدة الرمضانية، وتقدم للمهاجر العربي فرصة لاستحضار المائدة الرمضانية في البلد الأم".

وأضاف السواحي، وهو من أصول جزائرية: "شكلت المشكلات الاقتصادية تحديا كبيرا للمسلمين هذا العام في فرنسا، ولم يكن تأثير التضخم كبيرا على الطعام والغذاء والاحتفالات بقدر ما كان مؤثرا على الزكاة والبر والإحسان للفقراء".

وبحسب السواحي، يستطيع الصائم في فرنسا تلبية حاجات مائدته الرمضانية مهما كان دخله المادي قليلا، في حال كان يعمل، لكن المشكلة في الصائمين المشردين أو الذين تمنعهم ظروف اللجوء من العمل.

وقال: "عدد كبير من اللاجئين لا يملكون الحق في العمل، وفي السنوات السابقة كانت الظروف تساعد على إغاثتهم خاصة في شهر رمضان، لكن هذا العام، الظروف قاسية على الجميع، لكن الكل يساعد ولا يقصر".

موائد وحملات إغاثة

تقدم المساجد في فرنسا موائد مشتركة للإفطار، إضافة لقيامها بتنظيم مبادرات لإيصال لقمة الصائم إلى مراكز الإيواء وأماكن تجمع الصائمين الذين يعيشون في عوز شديد أو بلا مأوى.

كما نظمت الجاليات العربية هذا العام العديد من المبادرات مثل مشروع "سلة رمضان"، ومبادرة "لقمة صائم"، ومبادرة "عائلة واحدة وطالب واحد"، وجميعها تقوم بتوزيع الإفطارات على المحتاجين وتنظم إفطارات جماعية.

وقال جلال الشافعي (41 عاما) لـ"إرم نيوز": "العام الماضي كنا نخزن بعض الأطعمة الزائدة من وجبة الإفطار لليوم التالي، اليوم هناك عائلات لا يتم الوصول إليها، نتيجة التوجه لمساعدة الفئات الأكثر حرمانا".

وأضاف الشافعي، وهو مصري يعيش في فرنسا منذ 12 عاما: "نقدم مساعدات غذائية وألبسة ونقوم بعمليات المتابعة الاجتماعية في باريس وضواحيها، وآخر المبادرات التي نظمناها هي وضع موائد في بعض الأحياء الفقيرة تستقبل الصائمين وتمدهم بوجبات الإفطار قبل الأذان.

ويقوم الشافعي، ومجموعة من المتطوعين بتوزيع وجبات السحور أيضا، وتوزيع مساعدات مادية وعينية في بعض الأحياء المعروفة بتواجد الفقراء فيها، وتشهد الموائد والجمعيات إقبال عدد كبير من العائلات المهاجرة، وأصحاب الدخل المحدود من اللاجئين الذين وصلوا حديثا ويعملون لعدد ساعات محدد.

الخير يطال الجميع

وهنا قال: "لا نسأل المستفيد عن جنسه أو عرقه أو دينه حتى، هناك مشردون غير مسلمين يأتون ويأكلون معنا، ونحاول مساعدة الجميع، كما نقوم بحملات جمع تبرعات لحث المسلمين على الزكاة، فهكذا يكون رمضان شهر الخير والإحسان".

وعن أجواء رمضان في فرنسا، قال الشافعي: "نحيي طقوسه كما لو كنا في مصر، ونقوم بتحضير أشهى المأكولات الشعبية التي تشتهر بها بلادنا، ونجتمع مع العائلة حول مائدة الطعام على الفطور والسحور، بعد إقامة صلاة التراويح في مسجد باريس الكبير مع المئات من المسلمين العرب والأجانب".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com