ارتفاع معدلات العقم في إيران والتكتم سيد الموقف
ارتفاع معدلات العقم في إيران والتكتم سيد الموقفارتفاع معدلات العقم في إيران والتكتم سيد الموقف

ارتفاع معدلات العقم في إيران والتكتم سيد الموقف

تعتبر أحاديث الخصوبة والضعف الجنسي والعقم من المواضيع الحساسة في إيران،  في ظل وجود سلطة سياسية تفرض معايير "الحشمة" وتتحكم في كل شيء تقريبا.

وفي ظل انتشار الإنترنت تكشف عمليات البحث التي يجريها الرجال في إيران على الشبكة العنكبوتية حول العقم ارتفاعا قياسيا.

العقم النتاج عن التلوث

وكشفت وكالة أنباء فارس الإيرانية، النقاب عن ارتفاع معدلات العقم في إيران نظرًا لارتفاع معدل التلوث بها، وقالت إن عددًا متزايدًا من الأزواج، يتنقل بين صفحات الإنترنت، بحثًا عن العلاج، غير عابئين بالمحرمات الاجتماعية والدينية.

وقال محمد وزوجته، إنه بعد سنوات من الكفاح من أجل طفل ثان، توصلا للقرار الصعب وهو زيارة عيادة للخصوبة في طهران.

وانتظر محمد بفارغ الصبر في الممر بالمستشفى، بينما خضعت زوجته لعملية تلقيح اصطناعي، وقال الزوج البالغ من العمر 45 عامًا، إن قلقه الأكبر كان من أن تكتشف عائلته الأمر.

وأضاف أن: "بعض الناس لا يرغبون في الاعتراف لعائلاتهم بأنهم قاموا بعملية تلقيح اصطناعي، لأن العائلة ستحرم هذا الطفل مستقبلاً من إرثه، بسبب الشك في أن هذا الطفل جزء أصيل منها".

وتابع أن الأطباء استخدموا حيواناته المنوية، لكنه كان قلقًا من أن عائلته لن يصدقوه وأكد أن هذا حدث لأحد أبناء عمومته الذي ولد من خلال التلقيح الاصطناعي وفي وقت لاحق أصبح متورطًا في نزاع على الميراث مع عائلته، "هذا هو السبب الذي جعل الناس لا يريدون أن يتم تصويرهم في عيادة الخصوبة".

وعلى الرغم من أن إيران تسجل تطورًا ملحوظًا في مجال الطب الحديث، إلا أن علاج الخصوبة لايزال قضية حساسة، وفعلاً عن المحرمات الاجتماعية، فإن الإيرانيين يتعاملون مع تعليمات دينية مقيدة مفروضة من قبل من شيوخهم.

محاذير قانونية وعوامل داخلية تربك المشهد

 وتعتبر قضية تلقيح المرأة من رجل آخر غير زوجها أمرا غير قانوني، كما أن استخدام نطفة امرأة أخرى أمر أقل إثارةً للجدل، الا أن "الزواج المؤقت" المفضل، والطفل الناتج عنه يمكنه الحصول علي هويته ، مثلما أوصى علماء الدين.

ووجدت الدراسة الشاملة التي أجريت في العام 2012 أن 20٪ من الأزواج في إيران فشلوا في الحمل بعد محاولة لمدة عام،  وهي نسبة عالية حسب منظمة الصحة العالمية.

وقال محمد مهدي أخوندي – رئيس عيادة ابن سينا للخصوبة إن "معدلات العقم عند الرجال ازدادت بشدة".

فيما قال رئيس قسم التلقيح الاصطناعي في المستشفى الخاص الذي طلب عدم الكشف عن اسمه نظرا لحساسية الموضوع: إنه "لا يوجد لدينا أرقام دقيقة، لكننا نشهد ارتفاعًا في معدلات العقم لدى الرجال والنساء".

وكل الذين تمت مقابلتهم، أكدوا أن التلوث هو السبب الرئيسي في هذا الارتفاع في نسبة العقم، حيث أن طهران من أكثر المناطق تلوثًا، فهي موطن لحوالي خمسة ملايين سيارة.

 ويقول الأطباء إن مرافق معالجة المياة فقيرة، بالإضافة إلى أن النظام الغذائي متدهور هذا فضلا عن مصانع منتجة للضباب الدخاني، والتي تعد أيضا أحد العوامل المسببة للعقم.

وهناك أيضًا مسألة المال، حتى عيادة ابن سينا، التي هي مرفق عام، تلتهم نحو 70 مليون ريال إيراني لدورة علاج واحدة – مايعادل أجر عامل عادي في خمسة أشهر، ونجاح هذه العملية غير مضمون.

ومع ذلك، شهدت العيادة زيادة في عدد المرضي بنسبة 15 % سنويا، مما دفع الإدارة للبدء في بناء منشآت أكبر.

باريسا (28 سنة) والتي رفضت الكشف عن اسمها بالكامل، تحدثت من بهو المستشفى بعد فترة وجيزة من التلقيح الاصطناعي، عن الصعوبات التي واجهتها خلال خمس سنوات من محاولة إنجاب طفل.

وتقول إن المهمة كانت شاقة لإقناع زوجها -الذي كان محرجًا حول العقم- بمحاولة التلقيح الاصطناعي.

وكان الإجراء الأول ناجحاً، لكن الجنين توفي بعد ثلاثة أشهر.

الآن، أخذ الأطباء ثلاث بويضات للتسميد.

وتقول ضاحكة: "سأكون سعيدة مع ثلاثة توائم!" إلا أن الضحك سرعان ما تحول إلى دموع".

وأضافت "لقد مررت بالكثير، وسوف أقبل كل ما يهبه الله لي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com