أطباء الشرق الأوسط في ديترويت يعملون بائعي سيارات
أطباء الشرق الأوسط في ديترويت يعملون بائعي سياراتأطباء الشرق الأوسط في ديترويت يعملون بائعي سيارات

أطباء الشرق الأوسط في ديترويت يعملون بائعي سيارات

ذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، في تقرير لها، أن أطباء الشرق الأوسط في ديترويت ينتظرون الحصول على رخصة مزاولة المهنة.

وقالت إن نصير سكهيل، الذي كان يجري نحو 25 عملية جراحية في اليوم الواحد، عندما كان يعمل طبيباً في العراق، يكسب قوته حالياً في ديترويت من بيع السيارات المستعملة.

نصير، 41 عامًا، من مدينة ديربورن هايتس، من الذين فروا من أعمال العنف الطائفي في وطنه، يأمل في استئناف مسيرته الطبية في الولايات المتحدة، لكنه يواجه نفس العقبات التي تواجه العديد من الأطباء، الذين هاجروا من العراق وسوريا.

بعض الأطباء السابقين يعملون كممرضين، ومندوبي تحصيل فواتير طبية أو في مجالات لا علاقة لها بالطب، مثل نصير، وذلك لأن اعتمادهم كأطباء في الولايات المتحدة يحتاج عملية وإجراءات طويلة، تتضمن اكتساب وضع الإقامة واجتياز امتحانات متعددة.

ولذلك، يفضل نصير أن يعمل في تشخيص أمراض ومشاكل محركات السيارات، حيث يعمل في مبيعات السيارات على الجانب الغربي من ديترويت، حتى يتمكن من إعالة زوجته وأطفاله الأربعة.

ويقول نصير: "آمل في العودة إلى عملي كطبيب، وأن أعمل في الولايات المتحدة، فأنا أعرف كيف يفكر الأطباء، وأعرف كيفية التعامل مع الحالات في المستشفى، ولكني لا أستطيع أن أفهم كيف يفكر الميكانيكي".

كان نصير بين من فروا إلى الصين في العام 2013، ووصل في نوفمبر الماضي إلى الولايات المتحدة، حيث وصل لولاية ميشيغان مع عائلته كلاجئ، ولكنه لم يبدأ إجراءات اعتماده كطبيب في الولايات المتحدة، فهو في البداية يريد أن يوفر الظروف المالية المناسبة لعائلته.

وقرر نصير، السفر بعيدًا عن العراق، حيث وجد نفسه في خطر على نحو متزايد مع تصاعد حدة العنف بين الشيعة والسنة في البلاد، وخاصة أنه منذ الغزو الأمريكي في العام 2003، قتل أكثر من 2000 طبيب في البلاد، وفقاً لتقارير من مجلة لانسيت.

ويؤكد، أن الميليشيا الشيعية كانت تستهدف الأطباء الجدد والعاملين في المجال الطبي.

ويقول: "تم تهديدي عدة مرات، ربما أربع أو خمس مرات، لأنني كنت أعمل مع وكالة أمريكية، لذلك تركت العراق، كما اتهموني بالجاسوسية والقيام ببعض الوظائف في إطار التجسس لصالح الولايات المتحدة".

غادر طارق ألبه سوريا، لأسباب مشابهة، فمنذ أن وقعت البلاد في حرب أهلية، بدءاً من العام 2011، قتل أكثر من 750 طبيباً، وفقاً لمنظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان.

ويقول طارق (27 عاماً) الذي وصل أيضاً إلى ميشيغان في العام 2014 من سوريا: "يمكن أن تعرف كيف أنه من الصعب أن تصبح معتمدًا لمزاولة مهنة الطب بعد أن تهاجر إلى الولايات المتحدة، خاصة أن تكون في بداية الطريق في حياتك المهنية كطبيب في أمريكا، لأنني غادرت وطني بعد فترة وجيزة من الانتهاء من دراسة الطب".

وينبغي على جميع خريجي كليات الطب الأجانب المرور باختبارات لاعتماد شهادتهم من اللجنة التعليمية لخريجي الطب الأجانب، وأن يمروا في الولايات المتحدة باختبار من ثلاثة مراحل قبل منحهم ترخيص مزاولة المهنة، كما يجب أن يحصل على الإقامة في الولايات المتحدة.

وأضاف طارق: "الأمر تنافسي بدرجة كبيرة جداً، لا يمكنك تخيل مدى التنافس للحصول على الاعتماد، كما أنه من الصعب أيضاً الحصول على إقامة، مركز ديترويت الطبي، على سبيل المثال، لا يقبل إلا 235 من حوالي 23.5 ألف متقدم للحصول على الإقامة في كل عام، كما أن هناك عاملًا آخر يزيد من صعوبة الأمر لخريجي الطب الأجانب، وهو أن لديهم منافسين من خريجي الجامعات الأمريكية بالولايات المتحدة لشغل الوظائف، وفي الوقت نفسه، عدد الخريجين الأجانب المتقدمين للحصول على الإقامة يتجاوز عدد مناصب الإقامة المتاحة بكثير".

على الرغم من كل الصعوبات التي يواجهها في دراسة مجال الطب، فإن طارق سعيد بقراره أن يأتي إلى الولايات المتحدة، ويقول: "إذا كنت تريد أن تكون طبيباً في هذا البلد، حتى خريج الجامعات الأمريكية، لا يجد الأمر سهلاً، ولكنه في نهاية المطاف أمر يستحق العناء، ربما يكلف الكثير من الوقت، ويكلف الكثير من المال، ولكن في النهاية سوف تحصل عليه".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com