نظارات الأرصفة.. أمراضٌ على قارعة الطريق
نظارات الأرصفة.. أمراضٌ على قارعة الطريقنظارات الأرصفة.. أمراضٌ على قارعة الطريق

نظارات الأرصفة.. أمراضٌ على قارعة الطريق

بينما يلجأ البعض إلى النظارات الشمسية التقليدية، ميلاً للأرخص، فإن كثيرا من تلك البضاعة على أرصفة الطرقات يتخللها نظارات مغشوشة تصيب بالصداع والمياه البيضاء، وتفتح الباب للعديد من أمراض العين.

خبراء أرجعوا تدهور صناعة البصريات في مصر، إلى ارتفاع حجم الواردات وإهمال تخريج كوادر مدربة وغفلة المستهلك عن ضرر النظارات البصرية والشمسية رديئة الصنع، لافتين إلى أن اقتناء النظارات الشمسية الملونة والرخيصة يمثل مخاطر تفوق بمراحل مخاطر التعرض لضوء الشمس.

* غياب الكوادر وإغراء الرخيص

قال الدكتور محمد علي، إخصائي جراحة العيون، إن صناعة البصريات تخدم قطاعًا استهلاكيًا عريضًا من المجتمع المصري وتصل حجم تجارتها لأكثر من 5 مليارات جنيه، ورغم ذلك فإنها صناعة عشوائية لا ينظمها سوق أو عمالة مدربة، وهو ما دفع المنتجات الصينية والآسيوية الرخيصة وقليلة الجودة لاكتساح السوق المصرية لسنوات طويلة وتزدهر في شهور الصيف.

وطالب الدكتور محمد علي، في تصريحات لـ إرم نيوز بتخصيص كليات ومعاهد في علم البصريات، لتخريج كوادر مدربة يحتاجها السوق وإصدار تشريعات وقوانين تحد من استيراد تلك الصناعة، وتطوير المجال، لضخ استثمار جديد في الاقتصاد المصري.

* مخاطر طبية

وتابع: "ولهذا السبب يجب استخدام العدسات المصنوعة من مادة تسمى (بلورايز)، التي تحمي العين من الأشعة المضرة، وتجعل الرؤية أوضح، كما تحمي العين من الأتربة وأشعة الشمس القوية التي تسبب جفاف العين والالتهابات، ولا تتوفر في النظارات المقلدة والرخيصة".

وأكد أن فائدة النظارات الشمسية الطبية، تكمن في عكس الأشعة فوق البنفسجية "أ، ب"، وأن الأشعة "ب" هي التي تسبب حروق الشمس والتعرض لها لمدة 30 دقيقة على مدار السنة كافية للإصابة بالمياه البيضاء على العين أو ضعف الرؤية بنسبة 10% حسب طبيعة عمل الأشخاص.

فيما دعا إبراهيم المغربي، رئيس شعبة البصريات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إلى ضرورة غلق مصلحة الجمارك باب التهريب على البضائع المخالفة للمواصفات العدسات والشنابر وإنهاء عمليات التزوير وتواطؤ الفاسدين، فتوجد مناطق بأكملها تتاجر في صناعة النظارات المغشوشة.

وأضاف المغربي في تصريحات لـ إرم نيوز، أن إيطاليا وألمانيا وفرنسا، هي الدول الأولى في صناعة النظارات الصحية، ولكن الاستيراد يتم من دول غير مؤهلة للصناعة مثل الصين، لأنها صناعة تحتاج لعدد ضخم من المستثمرين ومواد خام عديدة ذات جودة، لايوجد منها إلا مادة السليكون في مصر، ويظهر ذلك في ارتفاع ثمن النظارات صاحبة الماركات الأصلية.

* لجنة مشتركة وحلول سريعة

 وأشار إلى تشكيل لجنة مشتركة بين الشعبة والخبراء الفنيين، يساهم بدرجة كبيرة في تحديد المواصفات الفنية ومواءمتها بالمتداول في الأسواق، سواء كانت لإطارات النظارات أو العدسات المصممة للإبصار أو المعادن واللدائن والبلاستيك التي تنتج منها هذه السلع، في محاولة لتعين أطباء مختصين بالمحلات.

ويرى إبراهيم فؤاد، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية في القاهرة والشعبة العامة للبصريات باتحاد الغرف التجارية في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الحل يكمن في تفعيل دور الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، فيما يخص تحليل خامات النظارات المستوردة، وأيضا دور مصلحة الجمارك في زيادة نسبة العينة العشوائية عند الكشف الظاهري على البضائع، حتى لا تمر هذه السلعة داخل الحاويات من دون الكشف عليها‏، ‏ورفع غرامة رادعة تصل إلى ‏20‏ ألف جنيه.

*نصائح وتوصيات

وفيما تحدث عن توصياته لعدم الانخداع في النظارات الشمسية، قال إن الأنواع الأصلية مرتفعة الثمن، مع ضرورة شراء النظارات من الوكلاء المعتمدين، والحصول على كرت ضمان ورقم تسلسلي من الشركة الأم، لافتا إلى أن أغلب النظارات الأصلية يكون اسمها منقوشًا ومحفورًا من الداخل وليس كتابة، فضلا عن أن بعض الأنواع الأصلية يكون اسم الماركة على العدسات، وأن الأنواع المقلدة تكون مصنعة من معادن رخيصة كالكروم، ويمكن شراء النظارة من الشركة الأم عن طريق الإنترنت واختيار الشكل من موقعها الإلكتروني لتفادي المقلد، وتكون داخل العلبة الأصلية الجلدية لتحفظ النظارة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com