السيول في السعودية توازي أزمات البطالة والإسكان المستعصية
السيول في السعودية توازي أزمات البطالة والإسكان المستعصيةالسيول في السعودية توازي أزمات البطالة والإسكان المستعصية

السيول في السعودية توازي أزمات البطالة والإسكان المستعصية

تواجه السعودية انتقادات داخلية حادة بسبب حوادث السيول التي تتكرر كل عام وتخلف خسائر بشرية ومادية كبيرة لم تقلل منها كل الوعود الحكومية والإنفاق الكبير على البنى التحتية، لتبدو الكوارث التي تتسبب بها السيول أشبه بأزمات مستعصية على الحل في المملكة كالبطالة والإسكان.

ويقول كثير من السعوديين في تدويناتهم على مواقع التواصل الاجتماعي إنّ الخطر ما زال قائماً مع كل هطول مطري في أي منطقة من مناطق المملكة بعد مرور نحو سبع سنوات على كارثة سيول جدة المأساوية التي خلفت في العام 2009 أكثر من مئة قتيل.

وقال إعلامي سعودي يرأس تحرير صحيفة إلكترونية إخبارية محلية لموقع إرم نيوز، إنّ الجديد في قضية السيول والبنى التحتية المتهالكة بعد سبع سنوات من كارثة سيول جدة، هو أننا ننشر اليوم أخبار التحقيقات والمحاكمات في قضايا فساد مسؤولين ومقاولين بالتوازي مع نشر أخبار الخسائر البشرية والمادية التي تتسبب بها الهطولات المطرية الغزيرة والسيول التي تخلّفها.

وأضاف الإعلامي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الوفيات والخسائر المادية الكبيرة مستمرة في أغلب مناطق المملكة التي تجتاحها السيول التي لا تجد أودية خاصة بها خارج المدن ولا مشاريع صرف صحي تستوعبها.

ويعزي خبراء سعوديون استمرار قضية السيول التي تثير حنق سكان المملكة الغنية، إلى الفساد وضعف الرقابة، اللذين يتسببان في ضياع إنفاق مبالغ مالية كبيرة تخصصها الحكومة السعودية سنوياً لمشاريع الصرف الصحي ومواجهة السيول الجارفة.

وكشفت تحقيقات أجرتها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في السعودية "نزاهة" أواخر العام الماضي، عن وجود شبهة فساد ومخالفات في بعض مشاريع تصريف السيول في المملكة، ورفعت للعاهل السعودي الملك سلمان نتائج البحث والتقصي الذي قامت به الفرق الميدانية المختصة التي شكلتها.

وكتب الخبير الاقتصادي السعودي برجس البرجس قبل أيام على حسابه الرسمي بموقع "تويتر": "غرق المدن ليس مستغربا في ظل وجود الفساد وغياب معايير لتعيين الكفاءات، لا هندسة ولا إدارة للمشاريع، غرق لم يكشفه إلا المطر وبرامج التواصل".

وجاء حديث البرجس بعد وفاة طالب جامعي سعودي بحادث سير في مدينة خميس مشيط التي شهدت هطولات مطرية غزيرة، وتعرّضت الجامعة التي يدرس فيها الطالب لانتقادات لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب عدم تعليقها الدراسة.

وتبرز مع كل عاصفة مطرية تخلف سيولاً، حوادث بطولة يتغنى بها سكان المملكة ويشيدون بأبطالها الذين نزلوا إلى مجرى السيل وأنقذوا عائلة أو فرداً عالقاً بسيارته وسط السيل، وفي الوقت ذاته يشنون هجوماً لاذعاً على المسؤولين عن شبكات الصرف الصحي ومشاريع البنى التحتية.

ولا تشمل الانتقادات رجال الدفاع المدني الذين يسجلون بدورهم بطولات عديدة خلال عمليات الإنقاذ التي يعملون عليها، والتي وصلت إلى حد وفاة عدد منهم خلال العمل على إنقاذ العالقين والمحاصرين.

ويقول خبراء وكتاب سعوديون تحدثوا في مقالات صحفية ولقاءات تلفزيونية كثيرة إنّ حل أزمة السيول يتطلب محاربة الفساد في المال العام بمزيد من الإصلاح السياسي الذي يكشف الأمور للمواطن بشفافية مطلقة، ويشركه فيها، إضافة إلى الرقابة المالية الصارمة على المال العام ومحاكمة المسؤولين عن الفساد.

وتشهد السعودية بعد نحو عام ونصف على تولي الملك سلمان سدة الحكم في المملكة، تغييرات جوهرية في طريقة إدارة البلاد ونهجها الاقتصادي، من خلال خطط طويلة ومتوسطة وقصيرة الأجل تستهدف معالجة الأزمات المستعصية كالبطالة والإسكان وربما السيول.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com