هكذا نجت اليمنية ليلى من قوارب الموت لتصل أوروبا بجواز قطري
هكذا نجت اليمنية ليلى من قوارب الموت لتصل أوروبا بجواز قطريهكذا نجت اليمنية ليلى من قوارب الموت لتصل أوروبا بجواز قطري

هكذا نجت اليمنية ليلى من قوارب الموت لتصل أوروبا بجواز قطري

لا تكاد تخلو نشرات وسائل الإعلام بشكل يومي من قصص معاناة اللاجئين الذين يركبون قوارب الموت نحو بلاد الأمان في القارة الأوروبية.

وبين خطورة ركوب البحر وجشع تجار البشر ومخاطر عبور الحدود، كُتبت فصول ألف قصة معاناة ومئات حكايات الموت والنجاة.

ليلى ابنة محافظة عدن اليمنية، كان عقدها الثالث عنواناً لرحلة تشرد ولجوء، بدأت داخل اليمن، ثم في بلاد عربية، فألقت بها إلى قوارب الموت، السبيل الوحيد أمامها للنجاة إلى مستقبل أفضل.

ليلى هربت من عدن إلى صنعاء فرارا من الحرب وإثر مشاكل مع إخوتها الذكور، وعندما وصلت المعارك إلى العاصمة اليمنية، سافرت مع أختها وابنة أختها إلى مصر، وفقاً لقناة The black box على يوتيوب.

وفي القاهرة، لم تتمكن الشابة ليلى من أن تزاول أية مهنة رسمية.. وبعد أشهر من المعاناة، قررت البحث عن مكان إقامة أفضل.



براً.. أفضل من قوارب الموت

"هيا بنا إلى تركيا.. لنركب البحر وننحو إلى أوروبا"..

هذا كان قرار ليلى، لكنها اصطدمت بمعارضة أختها ورفضها المغامرة بابنتها، فاتفقت الأختان نهاية على الهروب براً..

وتابعت ليلى: "عبرنا من اسطنبول إلى أَدَرنا ثم سالونيك، وهناك بقينا 3 أيام في الجبل كان البرد والصقيع خلالها ينخر عظامنا.. أول مرة في حياتي، أشعر أن البرد يمزق جسدي، درجات التجمّد هناك كانت كفيلة بتجميد الدم في عروق يدي إذا أبقيتها خارج جيبي لدقائق معدودة".

قضت قافلة اللاجئين 3 أيام تحت وطأة البرد القارس وظُلم المهرّب الذي يرفض أن يقل المهاجرين عبر النهر، لأسباب لا يوضحها لهم..

وهنا تقول ليلى: "ربما لانشغاله برحلة عائدها المادي أكبر على متن قارب آخر".

وفي اليوم الثالث من الانتظار نَفَد الطعام، الذي كان عبارةً عن حبتي تمر، وخبز، وجبن، وبعض المكسرات، أما الماء، فكان شحيحاً جداً إلى حد لا يجب فيه أن تتجاوز الجرعة الواحدة منه رشفةً أو "دَلمة" بالـ "يمنية" كما تقولها ليلى.

وأضافت ليلى: "قضينا 3 أيام ونحن ننتظر، ولم نلقَ من مهرّب البشر إلا الابتزاز والمضايقات والتحرش اللفظي، فقررت وأختي العودة إلى إسطنبول، بحثاً عن طريق نجاة آخر..



لا سبيل سوى البحر
وجهةُ النجاة الأخرى، كانت جزيرة روتس اليونانية وعبر بَلم المهاجرين الذي تعطل محركه في منتصف الطريق، فسحبه راكبوه بأجسادهم إلى شاطئ الجزيرة، واستغرقت الرحلة ضعف المدة.

وعن شعورها في تلك الساعات تحدثت ليلى: "لم يسعفني سوى البكاء والدعاء إلى الله، بكائي أنا وأختي دفع بعض راكبي القارب إلى تهديدنا بإسقاطنا في البحر إذا لم نكفّ عن الصراخ، لكنني لم أقوَ على إيقاف دموعي إلا عندما رأيت الساحل اليوناني".

ووصلت ليلى وعائلتها إلى الشاطئ بعد أن سحب الشباب القارب بأجسادهم، وهنا قالت ليلى: "لو يعود بي الزمن إلى وقتها، لقبّلت أيادي الشباب الذين سحبوا القارب بأذرعهم ودمائهم.. أقسم أن واحداً منهم صار يسحب القارب برقبته، بعد تهشم يديه!"

ومن اليونان، عبرت ليلى جوّاً إلى بروكسل، بعد معاناة وخيبات كثيرة مع المهربين ومكاتب التأمين التي تعمل كصلة وصل بين المهرب واللاجئ، وعشرات محاولات الابتزاز، إضافة لتجارب العبور الفاشلة بجوازات سفر مزورة.



الفصل الأخير.. النجاة

نجت ليلى من ألف فرصة للموت، بعد أن وصلت إلى بروكسل بجواز سفر قطري وفيزا "شينغن" ممهورة عليه، ثم عبرت إلى هولندا واستقرت هناك.

وعن حياتها في هولندا، قالت ليلى: "أمضيت هنا شهراً ونصف شهر.. هنا كل التسهيلات والفرص مقدمة.. كل ما عليك هو السعي.. وهناك مَن سيأخذ بيدك لتصنع وتبني وتنجح".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com