ثامن أغنى رجل في العالم.. من هو البخيل الذي غير صناعة الأثاث؟ (فيديو إرم)
ثامن أغنى رجل في العالم.. من هو البخيل الذي غير صناعة الأثاث؟ (فيديو إرم)ثامن أغنى رجل في العالم.. من هو البخيل الذي غير صناعة الأثاث؟ (فيديو إرم)

ثامن أغنى رجل في العالم.. من هو البخيل الذي غير صناعة الأثاث؟ (فيديو إرم)

إذا لم تكن قد اشتريت من شركة الأثاث العالمية "إيكيا"، فلا بد أنك قد سمعت بها من قبل.. لكن ماذا عن مؤسسها الذي اختار تسميتها بالأحرف الأولى من اسمه؟.

إنه العبقري البخيل إنجفار كامبراد، رجل الأعمال السويدي الذي بنى شركة "إيكيا" من الصفر، وحولها إلى أيقونة عالمية وإمبراطورية اقتصادية مترامية الأطراف حول العالم.



طفولة صعبة

وُلد كامبراد عام 1926، في مقاطعة سمالاند جنوبي السويد، عانى وهو صبي من عسر القراءة وصعوبة التركيز في المدرسة، حيث نشأ يحلب الأبقار في مزرعة عائلته الفقيرة، لكنه سرعان ما بدأ يكسب المال في طفولته المبكرة من بيع أعواد الثقاب وأقلام الرصاص في القرى المجاورة.

تمتع منذ صغره بحسّ تجاري قوي، وفي عمر العاشرة توسعت تجارته، فباع بذور الأزهار وبطاقات المعايدة، وزينة أشجار عيد الميلاد وغيرها، وكان يجوب منطقته ذهابا وإيابا على دراجته ليبيع منتجاته.

عام 1943، وعندما بلغ الـ 17 من عمره، أسس شركته الخاصة التي أسماها ikea، مستوحيا الاسم من الحروف الأولى لاسمه واسم مزرعة والديه واسم بلدته، حيث جاء اختصارا لعبارة: INGVAR Kamprad from Elmtaryd Agunnaryd.

واعتزازا ببلاده قام بطلاء مخازن شركته الوليدة باللونين الأصفر والأزرق – على غرار علم السويد.



بدايات الشركة 

في البدء لم تقدم "إيكيا" سوى الأغراض المنزلية والمكتبية البسيطة، كالأقلام، والمحافظ، وإطارات الصور، بأسعار زهيدة، لكنها تطورت مع مرور السنين.

وفي عام 1955، قاطع تجار الأثاث السويديون "إيكيا"؛ احتجاجا على أسعارها المتدنية، وقاطعوا الموردين المتعاملين مع كامبرد، لدفن "إيكيا" في مهدها.

لكن كامبراد حول التهديد إلى فرصة، فسعى إلى مجابهة المنافسين بطرقه الخاصة، فقام بتصميم قطع الأثاث في شركته، حيث كان يقوم باستلام المواد الخام من الموردين بعيدا عن الأنظار، وتحت جنح الظلام.

ومع توسع الشركة شيئا فشيئا، سافر لشراء الأخشاب من خارج السويد، كما اهتم بالعملاء من خلال تقديم القهوة والكعك داخل المتجر، وحظيت المطاعم الموجودة داخل المتاجر بشعبية واسعة لا تزال مستمرة حتى اليوم.



إستراتيجية ملهمة

هل لاحظتم انتشار متاجر "إيكيا" خارج المدن؟. ليس الأمر عشوائيا، بل هو جزء من إستراتيجية كامبراد، القائمة على التوفير من خلال بناء متاجر على أرض أقل تكلفة خارج المدن.

بالإضافة إلى شراء المواد الأولية بخصم، والتقليل من موظفي المبيعات للسماح للعملاء بالتسوق دون ضغط، وعدم وضع اللمسات الأخيرة على أسطح الأثاث غير المرئية، وتعبئة المواد وتغليفها في صناديق مسطحة ليحملها العملاء بسهولة للتجميع المنزلي.

كان كامبراد أيضا يسافر إلى متاجر "إيكيا" في جميع أنحاء العالم، وأحيانا يتجول متنكرا لاستجواب الموظفين كما لو كان عميلا، والعملاء كما لو كان موظفا لتقييم الأداء.

نجح كامبراد على مدى عقود في جعل "إيكيا" أكبر شركة للأثاث في العالم، تتوزع متاجرها في عشرات الدول عبر أوروبا وأمريكا الشمالية ومنطقة البحر الكاريبي والشرق الأوسط وآسيا.



الملياردير البخيل

أصبح كامبراد ثريا بشكل يفوق الخيال، وصنف كثامن أغنى رجل في العالم بثروة تجاوزت 58 مليار دولار، لكنه عاش بخيلا مدمنا للكحول.

اعتاد شراء ملابسه من سوق البضائع المستعملة، ولا يسافر إلا في الدرجة الاقتصادية بالطائرات، والدرجة الثانية بالقطارات، ولم ينم في الفنادق الفخمة، واختار دوما الإقامة في الفنادق الرخيصة، وكان يقود سيارة Volvo قديمة ورخيصة الثمن، وواظب على جمع نقاط برنامج أحد المتاجر الكبرى، لمكافأة ولاء الزبائن، وكان يطلب من موظفيه أن يكتبوا على الورق من الجهتين للتوفير.

وذات مرة دفع 27 دولارا مقابل قصة شعر في هولندا عام 2008، لكنه صرح حينها لصحيفة سويدية أن السعر مرتفع جدا، ولا يتناسب مع ميزانيته المعتادة لقص الشعر، وأنه يفضل الحلاقة في بلد نام مثل فيتنام.

كان يبرر أسلوب الحياة هذا، بأنه محاولة لقيادة موظفيه بالقدوة، لتشجيعهم على الاقتداء به في التقشف.

بالطبع لم يكن كامبراد ليتحمل الضرائب الباهظة في السويد، فاعتمد إستراتيجية اقتصادية معقدة وملتوية، إذ ترك الجزء الأكبر من "إيكيا" في السويد، لكنه فصلها عن البلاد على صعيد الضرائب، من خلال إنشاء هيئة معقدة وغير شفافة، تسمح له بالتهرب من الأعباء الضريبية وتحويل الأرباح إلى هولندا ولوكسمبورغ وسويسرا.



صدمة النازية 

عام 1994، فجرت صحيفة Expressen في ستوكهولم مفاجأة بكشفها عن اسم كامبراد في أرشيف الحركة الفاشية السويدية، حيث تبين أنه انضم لها عام 1942، وحضر الاجتماعات وجمع الأموال وقام بتجنيد الأعضاء، وحتى بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، ظل قريبا من قائد الحركة، وفي رسالة وجهها له عام 1950، قال كامبراد إنه فخور بدوره.

ولاحقا ظهرت رواية أكثر فظاعة عن النشاط الفاشي لكامبراد، حينما كشفت الكاتبة والصحافية السويدية، إليزابيث أسبرينك، في كتاب لها، أن كامبراد انضم إلى الحزب النازي السويدي عام 1943.

واعترف كامبراد نفسه بالتورط مع النازية في كتاب عن حياته، وطلب الصفح عن "غبائه".

في عام 2018، وعن عمر ناهز 91 عاما توفي إنجفار كامبراد، بعد أن حول إدارة الشركة والثروة الطائلة إلى أولاده الثلاثة.

ورغم شخصيته المثيرة للجدل، إلا أن حياة كامبراد ستبقى قصة فريدة وملهمة لطفل فقير حول أفكاره العبقرية إلى إمبراطورية مالية ضخمة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com