ممرضات الولادة على خط الموت الأمامي في أفغانستان
ممرضات الولادة على خط الموت الأمامي في أفغانستانممرضات الولادة على خط الموت الأمامي في أفغانستان

ممرضات الولادة على خط الموت الأمامي في أفغانستان

رصدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية المعاناة التي تواجهها أطقم التمريض خلال عملها بمستشفيات الولادة في أفغانستان، في ظل الهجمات المسلحة التي تتعرض لها تلك المستشفيات.

وقالت المجلة الأمريكية، في تقرير نشرته الاثنين: "شهدت أفغانستان 4 عقود من الحرب، وهو ما تسبب في إنهاك نظام الرعاية الصحية لديها، في ظل التغطية الصحية المحدودة لمناطق الصراع، ورغم اتفاق السلام الموقّع بين الولايات المتحدة وطالبان في شباط/ فبراير الماضي، فإن العنف لا يزال قائماً دون هوادة".

وأضافت: "استهدفت تلك الهجمات مستشفيات الولادة والعاملين في المجال الصحي، ومن بينها مستشفى ميرويس، وفي عام 2016 ارتدى مسلحان ملابس الأطباء، وسارا في طرقات المستشفى، ما تسبب في مقتل مريض، خلال إطلاق النار الذي تم بين المسلحين ورجال الأمن، وقالت منظمة الصحة العالمية إن 119 هجوما وقعت على مرافق الرعاية الصحية في أفغانستان خلال عام 2019".



تصاعد العنف

وقالت المجلة: "في أفغانستان، فإن تصاعد العنف تسبب في صعوبة الوصول إلى منشآت الرعاية الصحية، ويخدم مستشفى ميرويس 6 ملايين شخص من 5 أقاليم، من ضمنها العديد من المناطق التي تنشط فيها طالبان في حربها ضد القوات الحكومية، والمستشفى هو الوحيد في جنوب أفغانستان الذي يضم وحدة جراحة واسعة، ومنذ عام 1997 يتلقى دعماً من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حيث يحصل على أدوية ومعدات وتدريب للأطباء".

وتابعت: "يعمل الأطباء والممرضات في قلب الصراع الأفغاني المستمر، ويستقبلون ضحايا الحرب ليلاً ونهاراً، ويستقبل المستشفى 300 مريض بالإضافة إلى 90 مولودا يومياً، ووُلد أكثر من 27 ألف طفل في المستشفى عام 2019".



 لا تفكير بالهروب

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن ثلثي حالات الولادة تتم في المنازل حتى الآن، والكثير من السيدات في المناطق الريفية بأفغانستان لا يستطعن الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، وعلى مدار عقود عانت أفغانستان من أعلى معدل للوفيات بين الأمهات الحوامل والأطفال حديثي الولادة في العالم، وذلك في المناطق الريفية.

وقالت مازيا عظيمي، الممرضة البالغة من العمر 30 عاما، والتي لديها 3 أطفال، وتعمل في مستشفى ميرويس: "لا تزال بعض النساء يلدن في المنازل لأن المستشفيات بعيدة للغاية عنهن، ولا توجد وسائل مواصلات، وخلال الولادة المنزلية هناك العديد من الأمور المعقدة التي تحدث كثيراً مثل النزيف، ما يؤدي إلى وفاة العديد من النساء والأطفال، وهذه التعقيدات تكون أسهل في التعامل معها إذا حضرت النساء إلى المستشفيات للولادة".

وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن الأعراف الاجتماعية المحافظة في أفغانستان وعدم حصول النساء على التعليم تمثل تحديات إضافية أمام الممرضات في المستشفيات الأفغانية، وعلى رأسها مستشفى ميرويس، فالأسرة الأفغانية العادية لديها ثمانية أفراد، والنساء من الأسر المحافظة يعارضن فكرة تحديد النسل، ولا تزال أفغانستان واحدة من أخطر دول العالم بالنسبة للنساء، والعنف ضد المرأة منتشر بصورة واسعة.. وغالباً ما يكون الأزواج وأفراد الأسرة الذكور الآخرون أكبر عقبة أمام تنظيم الأسرة.

وقالت: "رغم تلك الصعوبات والتحديات التي تهدد حياة الممرضات وأطقم الرعاية الطبية في أفغانستان، فإن أحداً منهم لا يفكر في الهروب من مهمته، لأن المرضى في حاجة ماسة إلى جهودهم".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com