وفاة الطفل سوجيث في بئر بالهند تفتح النار على عشوائية الإنقاذ
وفاة الطفل سوجيث في بئر بالهند تفتح النار على عشوائية الإنقاذوفاة الطفل سوجيث في بئر بالهند تفتح النار على عشوائية الإنقاذ

وفاة الطفل سوجيث في بئر بالهند تفتح النار على عشوائية الإنقاذ

عمّت مواقع التواصل الاجتماعي في مختلف دول العالم، حالة من الحزن، اليوم الثلاثاء، بعد الإعلان عن وفاة الطفل الهندي، البالغ عامين من العمر، سوجيث ويلسون، إثر سقوطه في بئر مهجورة في منطقة تيروتشيرابالي في تاميل نادو الجمعة الماضي، رغم الجهود الحثيثة، التي لم تنقطع طوال 82 ساعة في محاولة إنقاذه.

ونقلت جثة سوجيث المقطعة أشلاء، جراء البقاء عدة أيام في البئر، مباشرة إلى المقبرة بعد إجراء تشريح طبي عليها من قبل الأطباء، وحضر الجنازة عدد كبير من الأهالي المتعاطفين مع عائلته المكلومة إلى المقبرة لتقديم التعازي، كما شارك 3 وزراء على الأقل بوضع الزهور على قبر الطفل الصغير.

وكانت فرق الإنقاذ حاولت، بعد بضع محاولات سابقة فاشلة، حفر نفق واسع على مدار اليومين الماضيين، بالتوازي مع الحفرة التي سقط فيها سوجيث وعلى بعد مترين منها، للوصول إليه عبر نفق، بينما كان الطفل عالقًا على عمق 88 قدَمًا. لكن الحفر توقف منتصف ليلة الاثنين على بعد 40 قدمًا من موقع سوجيث بسبب التضاريس الصخرية الصعبة.

ولاحقا، ألغيت محاولات الإنقاذ الحثيثة بعد صعود رائحة كريهة من موقع سوجيث، والتي دلت على وفاته.

وقال ضابط كبير أشرف على عملية الإنقاذ لموقع NDTV "تم سحب أجزاء الجسم المفككة فقط باستخدام السنانير والحبال، ولم نتمكن من التنقيب أكثر من ذلك".

وسقط الطفل الهندي سوجيث، مساء الجمعة الماضي، أثناء لعبه في مزرعة العائلة. وفي البداية كان عالقًا في عمق 26 قدَمًا، لكنه انزلق إلى عمق 88 قدمًا أثناء محاولات شده بربط الحبال حول يديه.

وعلى الرغم من مشاركة العديد من فرق الإنقاذ التطوعية في حملة إنقاذه، وجهودهم الحثيثة المتواصلة طوال أيام لإخراجه من البئر. لكن مع ذلك، واجهت الحكومة الهندية انتقادات لاذعة، واتهامات بإضاعة ساعات حاسمة من حياة الطفل وهدرها في التجريب والأخطاء.

في البداية، حاولت بضع مجموعات تطوعية خبيرة في مجال الحوادث والإنقاذ، وتمتلك أجهزة إنقاذ آلية، سحب الصبي من خلال الشد على يديه بحبل. ولكن هذه المحاولة دفعت الصبي للانزلاق إلى عمق أكبر في البئر.

ومع تكرار المحاولات الفاشلة، وبعد مضي يوم كامل، تم الاستنجاد بالقوة الوطنية لمواجهة الكوارث، والتي اتخذت قرارًا بحفر بئر أوسع السبت الماضي، لكنها لم تبدأ بتنفيذ المهمة إلا يوم الأحد.

وانتقد بونراج، مستشار الرئيس الراحل عبدالكلام، حكومة بلاده "رغم أن الحكومة بذلت جهودًا جبارة لإنقاذ الطفل، لكنها لم تتبع أي منهج علمي، ولم تخطط بشكل جيد"، لافتا إلى أن "سوء التخطيط تسبب في انزلاق الصبي لعمق أكبر".

وتوجه 3 وزراء على الأقل لموقع سقوط الصبي منذ اليوم الأول، للإشراف على عملية الإنقاذ، بمن فيهم وزير الصحة. لكن الحكومة اتُهمت باستغلال الحدث لتسجيل مواقف سياسية، وتحويل عملية الإنقاذ إلى استعراض سياسي.

ورغم أن 10 أشخاص على الأقل فقدوا في مآس مماثلة في تاميل نادو وحدها، يشير الخبراء إلى أنه لا يوجد إلى حد الآن أي معايير محترفة وعلمية للتعامل مع مثل هذه الحوادث، وأن الحكومة لا تزال تتعامل مع مثل هذه الأمور بطريقة بدائية.

كما أنه لم يتم التحقق بالفعل من فاعلية أجهزة الإنقاذ الآلية بشكل رسمي، والتي قامت بضع مجموعات تطوعية بتطويرها.

وقال أحد كبار أعضاء اليونيسيف "لقد طورنا تشاندرايان (مهمة الهند على القمر) لكننا لم نطور تقنية تنقذ الأرواح تحت الأرض مثل حادثة الطفل سوجيث، آمل أن نتعلم من الدروس وأن نضع نظامًا فعالًا يمكننا اتباعه".

لكن حكومة الولاية، دافعت عن نفسها، مؤكدة أنها بذلت قصارى جهدها، وقال بانيرسيلفام نائب رئيس الوزراء "لقد استخدمنا أفضل تقنياتنا"، فيما ذكر مسؤول حكومي بارز أن عددًا كبيرًا من مجموعات الإنقاذ تفاعل مع الحادث، وتمت محاولات الإنقاذ بطريقة منسقة.

وطالت الانتقادات الحادة أيضًا، وسائل الإعلام التي غطت عملية الإنقاذ على الهواء مباشرة، لبثها صورًا مؤلمة للطفل المحاصر في البئر. وعلق صحافي كبير "كان ينبغي أن يكون مكان الحدث ممنوعًا من التصوير، وكان يجب على المسؤولين أن يُطلعوا وسائل الإعلام على تطورات الحادثة، بعيدًا عن المشاهد المباشرة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com