مفاتيح تعليم الطفل تحمّل المسؤولية

يشعر الآباء في كثير من الأحيان بالإحباط من أبنائهم، بعد توجيههم بتنفيذ واجباتهم عدة مرات دون جدوى، ويتساءلون عن الحل الذي يمكن أن يجبرهم على تحمل المسؤولية دون الاضطرار لتكرار الأسطوانة ذاتها مرارا.

وبحسب تقرير نشره موقع El Pais الإسباني، يقول خبراء نفسيون، إن القيام بالواجبات المنزلية كتنظيف الحمام بعد الاستحمام، أو ترتيب الغرفة أو تحضير الطاولة، هي بعض المسؤوليات التي يجد الأطفال أو المراهقون صعوبة بالغة في تحملها.

ويشير الخبراء إلى أن المسؤولية تعتبر من أهم القيم التي يجب على الأسرة غرسها في الأبناء، ولكنها عملية طويلة وصعبة، تتطلب الكثير من الصبر والثقة، إلا أنها في النهاية تساعد الأطفال على تطوير مهاراتهم الاجتماعية والشخصية، وإقامة علاقات جيدة في بيئتهم، كما تعلمهم الالتزام والعمل الجاد.

ويؤكد الخبراء، أن اكتساب المسؤولية يأتي تدريجياً، اعتماداً على الجانب التطوري لكل طفل، ومن خلال التقليد واستحسان الآخرين.

ولهذا يجب على الأسرة أن تعطي أطفالها مسؤوليات في المنزل منذ الصغر، حتى يكتسبوا قيمة الجهد والمثابرة، ويشعروا أنهم جزء مهم من الأسرة؛ ما سيساعدهم أيضًا على تطوير إستراتيجيات التخطيط والعمل.

كيف تعلم طفلك المسؤولية؟

1. التشجيع على المشاركة في أعمال المنزل، من خلال تكليفهم بمسؤوليات بسيطة تناسب أعمارهم، ومنحهم الوقت الذي يحتاجونه للقيام بها.

ويشدد الخبراء على أهمية تأكد الأباء من أن أطفالهم يفهمون ما يفترض عليهم القيام به، دون المطالبة بالكمال.

2. إجبار الأطفال على أخذ قراراتهم بأنفسهم وأن يكونوا مسؤولين عن العواقب.

ويشير الخبراء إلى ضرورة ترك الأبناء يحلون مشاكلهم بأنفسهم، وأن لا يبالغ الأبوان في حمايتهم ولا توبيخهم على أخطائهم؛ لأن وضع الحدود والقواعد سيساعدهم على فهم ما هو متوقع منهم، فالصراخ والعقاب لن يجعل منهم أكثر مسؤولية.

3. يجب أن يفهموا أنهم إذا لم يقوموا بمسؤولياتهم، مثل ترتيب السرير أو وضع الأطباق في الغسالة أو جمع ألعابهم عند انتهاء وقت اللعب، فسيتعين على فرد آخر من العائلة القيام بذلك نيابةً عنهم.

اشرح لهم بوضوح أنه ينبغي عليهم المساعدة في المنزل؛ لأن العائلة فريق واحد. سيساعدهم هذا على إدراك أهمية القيام بالأشياء عندما يحتاجون إلى القيام بها، وليس عندما يودون ذلك.

4. أفضل شيء يمكن أن يحدث للطفل هو أن يشعر بالمسؤولية وبأنه بطل حياته.

علمهم تحقيق ما يريدون من خلال العمل كل يوم، حتى يصلوا إلى أهدافهم. بهذه الطريقة، سيتمكن القاصرون من المخاطرة والبحث عن بدائل للصعوبات والاعتراف بأخطائهم.