"فادا بف".. تعرف على البرغر الهندي الذي تعجز "ماكدونالدز" عن تقليده (صور)
"فادا بف".. تعرف على البرغر الهندي الذي تعجز "ماكدونالدز" عن تقليده (صور)"فادا بف".. تعرف على البرغر الهندي الذي تعجز "ماكدونالدز" عن تقليده (صور)

"فادا بف".. تعرف على البرغر الهندي الذي تعجز "ماكدونالدز" عن تقليده (صور)

سلطت شبكة "بي بي سي"، البريطانية في مقال مطول الضوء على وجبة هندية شعبية عجزت سلسلة مطاعم "ماكدونالدز" الشهيرة عن تقليدها.

وذكرت الشبكة، أن عملية الطبخ تبدأ بإسقاط الطباخ سوريش ثاكور قطع البطاطس، المعروفة باسم "بطاطا فادا"، في زيت الطهي في الصباح الباكر، بعد أن شكّل الكتل المصنوعة من البطاطس المهروسة الممزوجة بتوابل "ماسالا" والفلفل الأخضر والبصل المفروم، إلى كرات شبه مثالية، وغمسها بسرعة في عجينة الحمص السميكة قبل القلي مباشرة، فأصدرت "الفادا" رائحة لذيذة ينفد معها الصبر وتتحرك الشهية، وبعد قليل من التقليب كانت الوجبة جاهزة.

ويقطّع ثاكور لفة خبز مربعة تدعى "بف"، وبللها ببعض صلصة الفلفل الحار والكزبرة الخضراء، وقليل من صلصة الثوم الجافة، ثم وضع الفادا على القمة، قبل تغليف الساندويتش في صفحة جريدة قديمة، وأضاف بعض الفلفل الأخضر المقلي، في حال لم تكن التوابل الموجودة بالفعل كافية، وسلمها لي مقابل 12 روبية (حوالي 14 بنساً).

وبحسب الشبكة الأمريكية، تعتبر "فادا بف" من ركائز مومباي، فكل المقيمين تقريباً، من عمال المصانع لنجوم بوليوود، قد أعلنوا حبهم للشطيرة اللذيذة، حيث يتم استهلاك أكثر من مليونين من هذه السندويشات المقرمشة في عاصمة الهند المالية يوميًا.

وقال مدون السفر كاوشال كرخانيس، الذي يدير موقعًا إلكترونيًا مخصصاً لهذه الوجبة فقط: "تناسب شطيرة (فادا بف) وتيرة الحياة السريعة في مومباي، فهي رخيصة الثمن وسريعة التحضير، وأعتقد أنها أولى تجارب تناول الطعام بالخارج لكل سكان مومباي".

وفي حين أن مذاق "فادا بف" اللذيذ لا يمكن نكرانه، إلا أن الحب الجم لهذه الوجبة غالباً ما يترك الغرباء مرتبكين، لكن الحقيقة هي أن مومباي لها علاقة وثيقة مع فادا باف تتجاوز المذاق.

فبحسب التقارير، من المعتقد أن الوجبة اللذيذة قد اُخترعت في عام 1966 من قِبل "أشوك فيديا"، الذي افتتح أول عربة بيع "فادا بف" أمام محطة قطار "دادار"، والتي يمر من خلالها مئات الآلاف من العمال، الذين يحتاجون وجبة خفيفة سريعة وغير مكلفة كل يوم في طريقهم إلى مصانع النسيج في ضواحي "باريل" و"ورلي"، وبالفعل حققت شطيرة "فادا بف" نجاحًا فوريًا، وحتى الآن لا يزال "أشوك" من رموز مومباي، حيث صور أحد الصحفيين المحليين فيلمًا وثائقيًا عنه، يدعى "شركة فادا بف".

وبعدما أدت الإضرابات في السبعينيات والثمانينيات في النهاية إلى إغلاق مصانع النسيج، فتح العديد من عمال المطاحن السابقون أكشاك "فادا بف" خاصة بهم مع تشجيع الحزب السياسي اليميني في ولاية ماهاراشترا، "شيف سينا".

وقال مؤلف كتب الطهي في مومباي، "ماهر ميرزا": "بعد ذلك، استعان حزب (شيف سينا) بمشروع أكشاك (فادا بف) كبديل ماهاراشتاني لمطاعم (أودوبي) التي كانت شائعة للغاية في ذلك الوقت"، مشيراً إلى الأكشاك التي أقامها سكان بلدة أودوبي في كارناتاكا.

وتتبعت حملة شيف سينا ارتفاع شعبية العديد من الأطباق الهندية الجنوبية مثل: (دوسا)، وهي فطيرة كريب شبيهة بالكعك المخمر، محشوة بالبطاطس الحارة، و(إدلي) وهي كعكة على البخار مصنوعة من العدس الأسود والأرز، وكان الهدف هو إقناع الطهاة بترك الوجبات الخفيفة الخارجية واحتضان مأكولاتهم الخاصة، وهي إستراتيجية عملت بشكل جيد للغاية في تلك الأوقات الاقتصادية المضطربة.

ومن المفارقات، أن كلاً من المكونات الرئيسة لفادا باف، البطاطس والخبز، هما من الواردات الأوروبية، جلبها البرتغاليون إلى الهند في القرن السابع عشر، والمكون الرئيس الوحيد الذي ينتمي إلى الهند هو الحمص، الذي يغطى به خليط البطاطس قبل قليه، ومع ذلك، يعتبر سكان مومباي "فادا بف" الطبق الرئيس للمدينة.

واستمرت صناعة "فادا بف" في مومباي بسلام حتى التسعينيات مع وصول سلاسل المطاعم العالمية مثل "ماكدونالدز"، والتي تقدم برغر "مكالو تيكي" النباتي الذي يشبه الشطيرة المحلية، لاستيعاب نفور العديد من الهنود للحوم البقر، ولكن على الرغم من أنه مكون من البطاطا المقلية، إلا أنه يبعد كل البعد عن شطيرة "فادا بف" المحلية، فهي لا تتطابق مع مستويات التوابل في شطائر فادا باف المحلية، كما أنها لا تترك مجالًا كبيرًا للفن.

فنكهة "فادا بف" تعتمد كليًا على مهارة الطاهي، وكل طاه يدعي أنه يملك وصفة سرية أو مكونًا خاصًا يجعل من شطيرته فريدة من نوعها مثل رشة من "الماسالا" المطحونة، أو فتات الخبز المقرمش، الذي يجعل "فادا بف" أكثر المأكولات شعبية في مومباي.

وفي أوائل عام الالفية الثالثة، رأى رجل الأعمال المحلي "دهيراج غوبتا" فرصة اقتصادية وحول شطيرة "فادا بف" إلى سلسلة متاجر "جمبو كينغ"، وقال: "تسميتها البرغر الهندي منحها قيمة عالية على الفور، بالإضافة إلى سياق ثقافي لمن هم خارج مدينة مومباي".

كما قامت الشركة -أيضًا- بعدة تعديلات على الوجبة التقليدية، مثل "وجبة شزوان فادا بف" (المستوحاة من المطبخ الصيني) و"فادا بف ناتشوا" (تعلوها رقائق التورتيا)، ويقول غوبتا إن التعديلات الحديثة قد اعجبت المستهلكين، إذ إنها تمثل أكثر من 40 ٪ من المبيعات.

وأشار إلى أن سلسلة "جمبو كينج" تملك الآن 75 منفذاً في مومباي وحدها، يبيع كل منها أكثر من 500 شطيرة فادا بف يوميًا، كما يمكن العثور على فروع السلسلة -أيضًا- في مدن مثل "بوني" وإندوري"، ويخطط غوبتا للتوسع أكثر خلال السنوات الـ 5 المقبلة.

ومع ذلك، لا يزال العديد من سكان مومباي يشهدون بمذاق أكشاك وعربات الفادا بف بالشارع، ويمكن العثور على أكشاك فادا باف الأكثر شعبية مثل "بار آرام ميلك" و"شاتراباتي شيفاجي" أمام محطات القطار بالضواحي لتقدم الطعام للمسافرين الذين يستخدمون القطارات المحلية للوصول إلى العمل، كما بدأ بعض البائعين تبني النسخ المعدلة من الوجبة الشعبية.

ولكن في النهاية يفضل الكثير من السكان المقيمين في مومباي، وجبة فادا بف الأصلية، موضحين إن مذاقها يعبر عن المدينة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com