عائلة أبوشباب.. من فاجعة سوريا إلى مآسي قطاع غزة
عائلة أبوشباب.. من فاجعة سوريا إلى مآسي قطاع غزةعائلة أبوشباب.. من فاجعة سوريا إلى مآسي قطاع غزة

عائلة أبوشباب.. من فاجعة سوريا إلى مآسي قطاع غزة

على وسادة مغبرة، تسند الستينية أنعام علي أبوشباب ظهرها؛ لتقيها من جدران الحديد، المتغلغل عبرها برد الشتاء وحرارة الصيف، التي كوت جسدها.

عيناها السوداوان تجمعت حولهما حُلكة الأيام، التي شاهدتها في رحلة حياتها، وابتسامتها اللامعة التي أضاءت ظلمة المكان الذي تعيش فيه بفعل انقطاع الكهرباء، التقت "إرم نيوز"، أنعام في مكان لجوئها لتسرد حكاية مأساتها التي بدأت  من سوريا واستمرت في غزة.

بداية الألم

كانت بداية أبو شباب المأساوية من خلال عيشها في مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين في سوريا، حيث كانت تعيش ظروفًا صعبة كما هو حال اللاجئين هناك، فكانت تعتمد على عمل زوجها في بيع الخضار، لتقتات منه هي وأبناؤها، ويحقق حلمها ببيت آمن يسكنون فيه؛ لكن الحلم قُتل إثر اندلاع الحرب السورية عام 2011.

حاولت أبوشباب النجاة بصحبة زوجها وأبنائها الأربعة وبناتها الاثنتين، من بين قذائف الموت التي أصابتهم شظاياها (كما أوضحت)، فتمكّنت من الهروب نحو الوطن الأصلي فلسطين، وبالتحديد نحو قطاع غزة، ظنًّا منها أنه أكثر أمنًا على حد وصفها؛ قائلةً:"سنوات الحياة في سوريا ماتت مجرد أن وطأت أقدامنا أرض فلسطين، وتعرضنا لنزوح يتلوه نزوح".

وأشارت الستينية إلى أن الهروب من سوريا لم يكن سهلًا حيث تركت بيتها وبناتها اللواتي تزوجن في سوريا ويبلغ عددهن ستًّا، فلم تكن تعرف أخبارهن، بفعل الحرب الدائرة هناك، إلا بعد سنوات طوال.

وسردت أبو شباب تفاصيل وصولها إلى غزة بالتنسيق مع عائلتها واستقبالهم لها، حيث استأجروا لها بيتًا في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وحاولوا تقديم ما يلزمهم، لكن ظروف الحياة لم تكن مناسبة لإيجاد عمل مناسب لزوجها وأبنائها الأربعة الذين بلغوا سن الشباب.

فقدٌ ودمار

اتكأت أبو شباب على رفيق دربها المسن حماد رغم مرضهما، فحاولا ترميم الأيام التي أصابها الفقد والحزن والدمار، ليواجها الحياة بقوّتهما وصبرهما، لكنهما لم يستطيعا تلبية مطالب أبنائهما الذين يحتاجون أدنى مقومات الحياة كغيرهم.

وقالت أنعام أبو شباب لـ "إرم نيوز" إنها حاولت أن تنسى ما رأت من أهوال في سوريا، لكنها تعيش حياةً أكثر قساوة في غزة، فخلال الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة في 2014 تم قصف البيت الذي كانت تستأجره، ورحل ابنها عبدالله شهيدًا وهو يحاول إنقاذ الجرحى الذين تعرضوا لقصف الاحتلال.

ومرت أنعام بحالات اكتئاب وأمراض مزمنة اجتاحت جسدها، فلم تكن تجد مأوى لها سوى "كرفان" تبرعت به إحدى الدول المانحة، في ظل وعودٍ حكومية بتوفير سكنٍ للنازحين السوريين، دون أن ترى شيئًا.

وتتمنى أبو شباب منذ سنوات الألم التي لم تنته، أن ينظر أحد في أمرهم خاصة أنهم لا يملكون بيتًا ولا أرضًا، ويعيشون بالقرب من مستوطنة "ناحل عوز" شرق غزة، آملةً أن تجد مكانًا آمنًا يحتوي على معاني الإنسانية، ومعالم الحياة الكريمة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com