أطفال شوارع مغاربة "يرفضون المعونة" يثيرون قلق سلطات فرنسا
أطفال شوارع مغاربة "يرفضون المعونة" يثيرون قلق سلطات فرنساأطفال شوارع مغاربة "يرفضون المعونة" يثيرون قلق سلطات فرنسا

أطفال شوارع مغاربة "يرفضون المعونة" يثيرون قلق سلطات فرنسا

يثير فتية يافعون، ينامون في الساحات العامة ويعتاشون من السرقات الصغيرة هم أطفال شوارع مغاربة، في حي "لاغوت دور" في باريس قلق السلطات الفرنسية الساعية إلى إيجاد وسائل لرعاية هؤلاء القصّر من دون أن تلقى جهودها أي صدى.

ويقول "دجاج"، وهو مراهق لم يتعد الخامسة عشرة من العمر، إن "المشكلة الأكبر هي الأكل وبعدها النوم".

وحول المعضلتين  يتناقش حوالي خمسة عشر فتى وسط رائحة قوية يعبق بها المكان، ويقول أحد العمال الاجتماعيين في المكان: "جميعهم يتعاطون المخدرات"، ويأمل في إقامة اتصال مع هؤلاء الأطفال والمراهقين الذين يعيشون على هامش المجتمع.

وطلائع هؤلاء الوافدين الصغار وصلت قبل عام، وكان عددهم يقرب من العشرين، وجميعهم يافعون جدًا، إذ لم يتخط سن بعضهم عشر سنوات، وأقاموا في ساحة عامة في هذا الحي الشعبي في العاصمة الفرنسية.

وبعد استراحة خلال الربيع، عادت الظاهرة لتكبر خلال الصيف وهي فترة حساسة للغاية، بحسب السكان المحليين.

ويؤكد صاحب بقالة في المنطقة: "حصلت عمليات سرقة في الشارع، نحن نخسر زبائننا"، لكنه يشير إلى أن "الأولوية تكمن في إيجاد حلٍ لهؤلاء الشباب" الذين يتسكعون في الشوارع.

ويوضح الضابط في شرطة باريس، ميشال ديلبويش، أن "المشكلة تتعلق بأطفال مهددين في الدرجة الأولى، لكنها أيضًا مشكلة أمنية"، لافتًا إلى أن عدد هؤلاء القصّر شمال العاصمة الفرنسية يقرب من الثمانين.

"الانحراف من أجل البقاء".

ويضيف ديلبويش: "الأمر لا يتعلق بسرقات بسيطة... وهم لا يتصرفون من منطلق التسول لجلب المال لآخرين".

ويوضح غيوم لاردانشيه، من منظمة "أورلارو" لمساعدة أطفال الشوارع، أن هؤلاء الشباب الأكبر سنًا من أولئك الذين وصلوا خلال الموجة الأولى يعيشون في حالة "انحراف من أجل البقاء".

ولكن هؤلاء أيضًا "متضررون جدًا بفعل مسيرة تشرد وإدمان متعدد الأشكال"، بحسب لاردانشيه، الذي يشير إلى أن "البعض في وضع صحي يُرثى له" مع جراح غير معالجة ومشكلات في الأسنان، وبالتالي فإن هؤلاء يحتاجون مساعدة طارئة.

غير أن المشكلة الكبرى تكمن في أن هؤلاء الفتية "يرفضون أي رعاية" خلافًا للقصّر المعزولين الأجانب الذين عادة ما يكونون متطلبين جدًا.

وتقول مساعدة رئيسة بلدية باريس، دومينيك فيرسيني، إن هؤلاء الفتية لا يسمحون لأحد بالاقتراب منهم، ويعطون هويات وهمية ويُظهرون سلوكًا عدائيًا عند إرسالهم الى مراكز الإيواء كما يرتكبون "سرقات أو أعمالاً عنيفة".

ويصبح الوضع معقدًا مع اقتراب الشتاء، فيما تزداد فترة التشرد، ويتمركز مروجو مخدرات قرب الساحة العامة.

ويقول أحد المساعدين الاجتماعيين الميدانيين: "القصّر أصبحوا ما يشبه اليد العاملة لهؤلاء" المروجين، مشيرًا الى أن التوتر "ازداد منذ شهر".

"ضياع منذ الصغر".

وتبقى مسيرة هؤلاء ودوافعهم موضع غموض.

وتؤكد رئيسة "الجمعية المغربية لمساعدة الأطفال في وضعية صعبة"، ثريا بوعبيد، أن هؤلاء الفتية "مرّوا جميعهم عبر إسبانيا حيث دخلوا إلى مراكز إيواء قبل الوصول إلى فرنسا".

وتشير إلى أن هؤلاء الشباب "الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و25 عامًا" يتحدّرون من شمال المغرب (فاس، وتطوان، وطنجة).

وتؤكد في تقرير أن "جميع هؤلاء تقريبًا هم من الطبقة الوسطى ولديهم فرد من العائلة في المغرب".

وتحاول هذه الجمعية المغربية إعادة الاتصال مع عائلات هؤلاء، غير أن البعض يشككون في أن يوافق هؤلاء الشباب على العودة الى عائلة تركوها قبل أشهر وحتى سنوات، لذا يتعيّن إيجاد حل لهذه المشكلة في فرنسا.

وتقول فيرسيني: "الفكرة تكمن في تأسيس مركز إيواء نهاري متخصص يُفتح على مدار الأسبوع"، لافتة إلى ضرورة الاستعانة بـ"مرشد تربوي لكل واحد تقريبًا من هؤلاء المراهقين "الذين يعانون الضياع منذ الصغر".

وتحذّر من أنه "في حال عدم التمكن من إنشاء الرابط فإننا سنخسرهم في شبكات الانحراف".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com