في استنكار لحملة الكراهية.. الإعلام السويدي يحتفي برمضان والمدارس تساند طلابها الصائمين

في استنكار لحملة الكراهية.. الإعلام السويدي يحتفي برمضان والمدارس تساند طلابها الصائمين

في الوقت الذي تزامنت فيه بداية شهر رمضان مع حملة كراهية شنها اليمين المتطرف في السويد، تمثلت في رفض حزب مثل "ديقراطيو السويد" ثاني أكبر حزب في البلاد، تقديم التهنئة للمسلمين بحلول شهر الرحمة، شهد الأسبوع الأول من الشهر الفضيل مشاهد عديدة تعكس التنوع والتآخي وتقبّل معظم مكونات المجتمع السويدي للصيام في رمضان.

استنكار وسائل الإعلام السويدية لحملة الكراهية تلك، كان أول تلك المشاهد التي نادت بالعيش المشترك والترحيب بطقوس وعادات المسلمين في شهر رمضان، فيما كان واضحا تزايد اهتمام وسائل الإعلام السويدية بحلول شهر رمضان.

وأفردت صحيفة أفتونبلادت مقالا تناولت فيه معاني رمضان الأساسية بالنسبة للمسلمين، وربطتها بالإسلاموفوبيا وخطاب كراهية اليمين الذي يعاني منه المسلمون في السويد، فيما خصص التلفزيون السويدي SVT فقرة ضمن أخباره الثقافية للحديث عن الدراما الرمضانية.

الإعلام يحتفي

وقال محمد باكير (39 عاما) لـ"إرم نيوز": "أصبحا نرى طقوس رمضان وأخباره في جميع الصحف ووسائل الإعلام والوكالات السويدية، وبعضها خصص تقارير اقتصادية عن شهر رمضان في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة وارتفاع الأسعار".

وأضاف باكير وهو لبناني الجنسية: "أجواء رمضان في السويد جميلة جدا هذا العام، نقوم بإحياء تقاليدنا الشرقية وتعزيز هويتنا الإسلامية، ابتداء من المنزل ومرورا بالمسجد وانتهاء بالشارع السويدي الذي يحتفل معنا ويشاركنا الطقوس الروحانية بشكل كبير".

وعن الأسواق الشعبية الرمضانية، تحدث باكير: "المتاجر العربية والتركية تقدم مختلف أنواع المواد الغذائية والسلع والبضائع المألوفة في مجتمعاتنا التي تلبي ذوق الصائم العربي، والأطباق الرمضانية الشهية التي اعتدنا تناولها في الشهر الفضيل".

أول مرة

ومنحت المدارس السويدية الطلاب الصائمين الحق في الغياب عن المطاعم في أوقات الطعام، بعد أن وردت شكاوى عديدة من الطلاب الصائمين حول إحساسهم بالإهانة وعدم الارتياح نفسياً لاضطرارهم إلى الجلوس مع زملائهم ومشاهدتهم يتناولون طعامهم أثناء صيامهم .

وأصدرت معظم المدارس السويدية تعليمات للطلاب بضرورة احترام رغبات زملائهم في الصيام أو عدم الصيام، مؤكدة على ضرورة أن يكون الطفل قادرًا على إتمام واجباته المدرسية ونشاطاته كاملة في حال اختار الصيام.

وقال تيسير أبو عبد الله (41 عاما) لـ"إرم نيوز": "في السنوات السابقة كان أطفالنا يعانون في المدارس من قرار إلزامهم في التواجد بالمطعم في الأوقات المخصصة لتناول الطعام وهم صائمون، إضافة لتعرضهم للتنمر من قبل زملائهم غير الصائمين، لكن هذا العام تعاملت معظم المدارس مع هذا القرار بطريقة حضارية".

وأضاف أبو عبدالله وهو أب لطفلين ويعيش في مالمو: "تمارس وسائل الإعلام والمدارس نوعا من التوعية والتعريف بعادات رمضان وضرورة احترام المحتفلين فيه والصيام والصلاة، وهذا بدأنا نراه هذا العام بشكل ملحوظ".

كما في الوطن

يقضي أبو عبد الله وعائلته رمضان في مالمو التي تضم أكبر جالية مسلمة في السويد، ويحيون طقوس رمضان مع العائلة والأقارب ويجعلون من الشهر الكريم فرصة للتنزه كل يوم على عكس باقي الأشهر.

وهنا قال: "كما كنا نحييه في لبنان، نخرج كل يوم بعد الإفطار، إما لزيارة أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء، وإما للتسوق في الأسواق الشعبية الرمضانية، ورغم برودة الطقس، نخرج كل يوم للتنزه والاحتفال بحلول رمضان".

وتعتبر السويد من أكثر الدول التي تطول فيها فترة الصيام في العالم، حيث تصل هذا العام في بعض المناطق إلى 18 ساعة و58 دقيقة.

يذكر أن عدد المسلمين في السويد يبلغ أكثر من 600 ألف من أصل 10.5 مليون نسمة عدد سكان البلاد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com