مراسل "إرم نيوز": دوي صافرات الإنذار قرب قاعدة "بالماخيم" الإسرائيلية بعد الاشتباه بتسلل مسيّرة
ما هي "الدعامات الاجتماعية"؟. ما هي الأخطار التي تمثلها لأولئك الذين يستخدمونها عادة؟. هل تتذكر عندما كنت طفلًا وتذهب مع والدتك إلى الطبيب؟. كانت تتحدث من أجلك. كانت تهتم بمطالب الوضع الاجتماعي وكنت تكتفي بالمشاهدة والاستماع والرد على سؤال موجه إليك مباشرة. من البديهي أننا كأشخاص بالغين أن يكون كل واحد منا قادرًا على التكفل بمفرده بهذه التفاعلات وغيرها. لكن ليس كل شخص على هذا النحو، فهناك من لا يزالون بحاجة إلى "عكازات أو دعامات اجتماعية".
هذا الدعم يمكن أن يصبح ضروريًا بشكل خاص في المواقف المجهولة وغير المألوفة، عندما يشارك فيها أشخاص مجهولون تمامًا. على سبيل المثال، اليوم الأول من الدراسة في الجامعة، عند القيام بإجراء بيروقراطي أو عند الذهاب للشراء من مؤسسة، ومع ذلك، هناك من يحتاجون إلى الدعم حتى في السياقات اليومية، مثل الخروج برفقة أصدقاء.
أحيانًا يكون وجود العكازات الاجتماعية أمرًا طبيعيًا بالنسبة إلينا، لدرجة أننا لا نتساءل حتى لماذا نحتاج إليها كثيرًا، ومع ذلك، ففي حالات أخرى قد نشعر بالضعف أو أننا غير ناضجين لحاجتنا إليها، وعلى أي حال، فإن ما يكمن وراء حاجتنا إلى عكازات هو انعدام الأمن العميق الذي يمكن أن يولد قممًا عالية من القلق، مما يجعلنا خُرقًا بالفعل.
ما هي العكازات الاجتماعية؟
يمكننا تعريف الركيزة الاجتماعية على أنها ذلك الشخص الذي يدعمنا في التفاعلات الاجتماعية كما يوحي اسمها، فهو شخص نعتمد عليه لتجاوز موقف ما لا نشعر فيه بالراحة.
إن امتلاك هذا العكاز الاجتماعي يجعلنا نشعر بمزيد من الأمان والراحة والدعم، إنه عنصر معروف يمنحنا إحساسًا بالسيطرة، وفي نفس الوقت يعمل كشبكة أمان نعلم أنه إذا أصبح الموقف معقدًا فسيكون لدينا دائمًا مورد يمكننا من خلاله حل عقدة هذا الموقف.
وأظهر تقرير نشره موقع "nospensees" أنه يتم تمثيل هذه الوظيفة من قبل الأشخاص الأقرب إلينا، أولئك الذين تربطنا بهم روابط عاطفية ذات ألفة كبيرة. على سبيل المثال، الوالدان أو الشريك، وفي أوقات أخرى قد يكون الداعم صديقاً مقربًا جدًا، أو حتى حيوانًا أليفًا.
ما الدور الذي تلعبه العكازات الاجتماعية؟
في العادة يحاول الأشخاص الذين يحتاجون إلى عكازات اجتماعية اصطحابها معهم إلى أي حدث أو موقف ينطوي على تبادل اجتماعي، وكما قلنا، سيساعد وجودها عن قرب في زيادة الشعور بالراحة والأمان لأسباب عدة كما يلي:
يقودون المحادثات
عادة يسمح الشخص لعكازه الاجتماعي بأخذ زمام المبادرة وتحمل مسؤولية المواقف. التحدث مع الطبيب، مع موظف استقبال في مؤسسة ما، مع البائعة... حتى في اجتماع غير رسمي يكون الشخص الآخر عمومًا هو الذي يحمل ثقل الكلمة ويكتفي الشخص القلق بالاستماع أو الإيماء أو إضافة بعض التعليقات. باختصار يحررنا الشخص "الركيزة الاجتماعية" من المطالب الاجتماعية، لأنه يحقق ذلك من أجلنا.
يبعدوننا عن مركز الاهتمام
من خلال مرافقتهم لنا، نشعر أن الضغط الاجتماعي يخف أو يتلاشى، فهناك شخص آخر غيرنا يمكن للمحاور أن ينظر إليه وينتبه إليه، ويستطيع أن يلجأ إليه، وتوقعاته لا تقع علينا بالكامل. وهذا يقلل من الضغط علينا ويسمح لنا بأن نكون أكثر هدوءاً أثناء التبادل الاجتماعي.
يتيحون لنا الإفلات والهروب
بالإضافة إلى ما سبق، تعد العكازات الاجتماعية طريقة رائعة للخروج من المواقف الصعبة، فعلى سبيل المثال، يمكننا تركيز انتباهنا تمامًا عليهم ونسيان الباقي. يمكننا فقط التحدث معهم (مع تجنب الآخرين)، والتحدث عنهم (وهكذا نحوّل الانتباه بعيدًا عنا)، أو مثلًا إذا تعلق الأمر بحيوان أليف أن نكرس أنفسنا لمداعبته، وبالتالي الهروب من الواقع الاجتماعي الذي يحيط بنا.
العكازات الاجتماعية وعلاقتها بالقلق
يمكن أن تجبرنا ظروف كثيرة على الحاجة إلى هذا النوع من الدعم، قد يشعر الأشخاص المتشعّبون عصبيًا (على سبيل المثال أولئك الذين يعانون من طيف التوحد) بمزيد من الأمان والراحة مع هذا الدعم، وهذا الأمر أيضًا حقيقة شائعة جدًا عن أولئك الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي واضطرابات القلق الأخرى.
في هذه الحالات، وعلى الرغم من حقيقة أن العكازات الاجتماعية تمثل مساعدة كبيرة على المدى القصير (بمعنى أنها تساعد بتخفيف القلق)، فإن الحقيقة هي أنها تديم الاضطراب والقيود، وذلك لأنها تتصرف كسلوك آمن. هذه السلوكيات هي التي نمارسها للإفلات بأنفسنا أو الهروب من الموقف المثير للقلق (على سبيل المثال، الشخص المصاب برهاب الأماكن المغلقة الذي يجلس دائمًا بالقرب من الباب حتى يتمكن من مغادرة الغرفة في أي وقت).
تظهر المشكلة بكل حدتها عندما يصبح هذا العكاز عقبة أمام نمونا، فمن خلال تأكيد أنفسنا فقط والتوقف عن فكرة أننا قد لا نحتاج كثيرًا إلى بعضنا البعض، ومن خلال رؤية كيف أن أفكارنا الكارثية لا تتحقق بالضرورة، نستطيع تجاوز أغلالنا وقيودنا.
وبالتالي، إذا شعرت أنك دائمًا بحاجة إلى وجود شخص ما بجانبك، وأن مواجهة المواقف الاجتماعية بمفردك تثير قلقك، وأن هذا يقيدك بشكل يومي، فمن الأفضل طلب دعم مهني.
العكازات الاجتماعية ليست حلًا طويل الأمد، بل إنها تجعلنا فقط تابعين معتمدين على الآخرين. إن اكتساب الأدوات الشخصية لإدارة هذا القلق هو السبيل الذي يحررك ويمنحك القدرة على البدء بأن تكون مستقلًا بذاتك.