بزراعة "الدُخن".. زوار مطاعم السعودية على موعد مع أصناف غير معهودة

بزراعة "الدُخن".. زوار مطاعم السعودية على موعد مع أصناف غير معهودة

كشفت السعودية عن عزمها تشجيع مزارعيها على زراعة حبوب الدُخن بالتزامن مع الترويج لمحاصيلهم في المملكة، بما فيها إضافة المأكولات التي تُصنع من حبوب ذلك النبات إلى قوائم الطعام في مطاعم البلاد.

ويشبه نبات الدُخن الذي يزرع في بعض مناطق السعودية، سنابل القمح والذرة من حيث الشكل والطعم بحسب صنفه، ويتم استخدام حبوبه بعد طحنها في عدد من المأكولات الشعبية مثل العصيدة بالسمن أو العسل والمرقوق، فيما يستخدم باقي النبات علفاً للمواشي.

وقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يكون العام 2023 الجاري هو السنة الدولية للدُخن بهدف تعزيز الأمن الغذائي في العالم، نظراً لخصائصه الغذائية وقدرته على التكيف مع تغير المناخ وسهولة زراعته وتكلفته المحدودة.

وتخطط وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، لإدراج أصناف المأكولات التي يدخل "الدُخن" في تحضيرها، إلى قوائم الطعام التي تقدمها المطاعم لزبائنها بهدف تشجيع زراعة ذلك النبات. 

وقال وكيل الوزارة للزراعة، أحمد العيادة، إن وزارته تعمل على تسويق الدُخن من خلال المطاعم بالمملكة، خاصةً في مدينة الرياض التي تضم عدداً كبيراً من المطاعم، وبينها فروع لسلاسل عالمية.

وأضاف العيادة أن ذلك التوجه يجد دعماً من منظمة "الفاو"، و"قد يكون هناك مبادرة لتشجيع نقل هذه الثقافة لتحسين النمط الاستهلاكي".

ونظمت الوزارة ورشة عمل بمقرها بالرياض، احتفاءً بعام الدُخن، ومعرضاً مصاحبا للدُخن ومنتجاته المختلفة بمبنى الوزارة، وأطلقت حملة إرشادية مكثفة لتطوير زراعة الدخن ومنتجاته التحويلية حتى نهاية 2023.

 كما قررت الوزارة إطلاق ورش عمل حول الدُخن واستخداماته ووسائل تطويره بمعدل فعالية في كل شهر في إحدى مناطق زراعته حتى نهاية العام، واعتماد عدة برامج تدريبية داخلية وخارجية لمزارعي الدُخن وللمرشدين الزراعيين بالتعاون مع مكتب "الفاو" بالمملكة.

 وتوقع محمد الفيفي، وهو مرشد سياحي سعودي، في حديثه لـ "إرم نيوز" أن تجد إضافة مأكولات الدُخن إلى المطاعم نجاحاً بالنسبة للزبائن الأجانب، وبالذات السياح الذين يفضلون كل ما هو محلي بدلاً من المأكولات العالمية المتوفرة في بلادهم.

وأضاف الشاب الذي يرافق السياح في منطقة عسير التي تعد وجهة نشطة لهم، أن حتى السعوديين سيقبلون على تلك المأكولات بالنظر لتراجع إعدادها في المنازل ومع بدء الترويج لفوائدها الغذائية. 

وتقول هيئة الغذاء والدواء السعودية، إن "لنبات الدُخن قيما غذائية عالية، ويتميز بخلوّه من الغلوتين ويناسب من يعاني من حساسية القمح".

وبدا عبدالرحمن عبدالمحسن ابن الشيخ، وهو مدرب سعودي متخصص بالإنتاج الزراعي، متحمساً ومؤيداً لتوجه بلاده الجديد، وقال عبر تويتر: "الدخن محصول جيد وفيه ميزة زراعية أنه يتحمل الملوحة".

ويقول مدير برنامج "الفاو" في السعودية، أيمن عمر، إن إنتاج الدُخن في المملكة منخفض حيث بلغ نحو 12 ألف طن، من مساحة إجمالية قدرها 5.5 ألف هكتار، موصيًا الرياض بأن يكون من ضمن أولوياتها الوطنية إنتاج الدُخن وتجارته للمساهمة في الأمن الغذائي وبناء القدرة على مقاومة تغير المناخ وزيادة التنوع الأحيائي والترويج لنمط غذائي صحي متنوع.

وأضاف المسؤول الأممي الذي كان يتحدث في ورشة العمل بالوزارة، أن على المملكة أن تروج لزراعة الدخن والطرق المبتكرة لحصاده والعمليات التي تلي الحصاد، وإدراجه على قوائم الطعام في الأماكن العامة كالمدارس والمستشفيات.

ويُزرع الدُخن في مناطق المدينة المنورة، مكة المكرمة، الباحة، عسير، وجازان، إلا أن المساحات المزروعة منه وإنتاجيته تناقصت من 133 ألف طن في العام 1973 إلى أقل من 12 ألف طن في 2022، بسبب الزراعة التقليدية من حيث الأصناف وعدم استخدام أي مدخلات أو معدات، وقلة الطلب على المأكولات التي يدخل في تحضيرها.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com